طب الأسنان الجنائي أو كما يسمي في بعض الأحيان عليه الشرعي، هو أحد فروع علم الطب الجنائي، الذي يستخدم مهارة أطباء الأسنان، في معرفة هوية شخص مجهول في مواقف مختلفة، مثل حدوث الكوارث الكبرى، أو معرفة هوية المجرم وتقديمه للعدالة، كما هو الحال في جرائم الاعتداءات الجنسية أو إساءة معاملة الأطفال.
طب الأسنان الجنائي
حدثت تطورات كبيرة في مجال طب الأسنان الجنائي والذي ساعدت على استخدام بقايا الأسنان بديل متاح، يمكن منه الوصول لمعلومات عن الجريمة، وبدأ دوره يزداد أهمية، واتجه الباحثون للتعمق في هذا المجال بشكل أكبر.
فمن خلال الأسنان يمكن استخلاص معلومات كثيره، منها عمر الشخص كما في حالة الأطفال، تحديد هوية الشخص الذي تنتمي إليه هذه الأسنان.
تعريف طب الأسنان الشرعي
عرف Keizer-Neilson طب الأسنان الجنائي على أنه ” أحد فرع طب الأسنان الشرعي (الجنائي) الذي يتعامل لصالح العدالة، حيث يقوم بفحص الأسنان بشكل صحيح وتقديم نتائج الفحص للعدالة.
تاريخ طب الأسنان الشرعي
توجد العديد من الأدلة التاريخية التي تحدد بدايات استخدام طب الأسنان الشرعي ومنها هذه الأمثلة
- توجد أدلة تاريخية موثقة على أن أول استخدام لطب الأسنان الشرعي، كان سنة 66 ميلادية، في قضية أغريبينا ولوليا بولين.
- في الهند سنة 1193 ميلادية في جاي تشاند، تم تدمير مملكة هندية عظيمة علي يد جيش محمد الفاتح، وقتل جاي تشاند رجا من كانوجي، وتم التعرف عليه من خلال أسنانه الكاذبة.
- في سنة 1758 ميلادية، قتل بيتر هالكيت في الحرب الفرنسية والهندية، في معركة قريبة من فورت دوكين، وقد استطاع نجل Halket تحديد الهيكل العظمي لوالده بواسطة سن صناعية.
- في سنة 1776 ميلادية، في معركة تسمى Breed’s Hill في ولاية بوسطن، قُتل الدكتور جوزيف وارن لم يكن من الممكن التعرف عليه من وجهه؛ لأنه أصيب بجراح قاتلة بالرأس، لكن طبيب الأسنان بول ريفير، استطاع تحديد جثة د. وارن، من أسنان صغيرة قام بعملها له.
تحديد الهوية بواسطة طب الأسنان الجنائي
يلعب طب الأسنان الجنائي دورًا مهمًا في التعرف على الأسنان عندما يصعب التعرف على بقايا الشخص المتوفى، والذي تحللت جثته أو تم حرقها أو تقطيعها، فتصبح الوسائل البصرية أو بصمات الأصابع، غير صالحة لهذه المهمة.
لكن الأسنان لا تتأثر بهذه العوامل، فهي تحتفظ بالأنسجة الصلبة حتى بعد الوفاة، ويمكنها تحمل درجة حرارة 1600 درجة مئوية عند تسخينها دون فقدان للبنية المجهرية، وتتغير حالة الأسنان للشخص طوال حياته، من حيث الاضمحلال، فقد الأسنان.
يعتمد تحديد الهوية على مقارنة منهجية لخصائص الأسنان، اثناء حياة الشخص وبعد وفاته، باستخدام سجلات الأسنان والتصوير الشعاعي، ولكن توصف هذه التقنية بأنها معقدة؛ بسبب صدمة الفكين والمعلومات غير الكافية قبل وفاة الشخص.
أنواع الأدلة في طب الأسنان الجنائي
قام للمجلس الأمريكي لطب الأسنان الجنائي بتقسيم أدلة الأسنان إلى أربعة أنواع، كالتالي
دليل التعريف الإيجابي
تكون فيها تطابق لبيانات الشخص قبل الوفاة وبعد الوفاة، مما يثبت أنه نفس الشخص.
أدلة التعريف المحتمل
تكون فيها بيانات الشخص قبل الوفاة وبعد الوفاة لها بعض السمات المشتركة، ولكن يصعب تحديد هويته.
أدلة غير كافية
تكون فيها البيانات المتاحة غير كافية.
أدلة الاستبعاد
تكون فيها بيانات الشخص قبل الوفاة وبعد الوفاة، ليست متناسقة بشكل واضح.
لذلك في الكثير من الحالات، تستخدم تعريف طرق جنائية مختلفة معًا، منها الأسنان والحمض النووي وبصمات الأصابع بشكل شائع وغالباً ما يكمل كل منهما الآخر.
الأسنان مصدر للحمض النووي
يمكن الحصول على عينة من الحمض النووي من المواد البيولوجية، مثل الدم والمني وجذور الشعر والأنسجة والأسنان والعظام واللعاب.
يحصل طب الأسنان الجنائي على الحمض النووي من الأسنان، ويعتبرها أحد أفضل المصادر الرئيسية؛ لأن لها القدرة على الصمود أمام التغييرات، ويعتبرونها أفضل من عظام الهيكل العظمي.
وقد تم العثور على الحمض النووي في لب الأوعية الدموية، والقنوات التبعية، والملاط الخلوي، كما يمكن استخدام لب الأسنان كمصدر جيد لتحديد مجموعات الدم، وتحديد فصيلة الدم من البقايا المتحللة، ويمكن استخدامه أيضًا كعينة مرجعية لربط أجزاء الأنسجة الأخرى.
تقدير العمر في طب الأسنان الشرعي
ازدادت الحاجة إلى تقدير العمر في السنوات الأخيرة؛ بسبب وجود زيادة في أعداد الجثث المجهولة، والبقايا البشرية خاصة في المدن الكبرى، وتقدير العمر للأفراد الأحياء الذين ليس لديهم دليل صحيح لتاريخ الميلاد، ويمكن القيام بذلك من خلال طب الأسنان الجنائي عن طريق معرفة تقنية شيخوخة الأسنان.
تم تقسيم تقنية شيخوخة الأسنان إلى فئتين، وهما كالتالي
التغيرات النمائية : وهي عبارة عن التغيرات النمائية التي تحدث للأسنان البشرية أثناء نمو الأسنان وظهورها في تجويف الفم.
التغيرات الانتكاسية : تحدث عندما تنفجر الأسنان وتبدأ بالتآكل.
التغيرات التنموية للأسنان
- تشكيل الأنسجة الصلبة
يبدأ تكوين الأسنان في مرحلة مبكرة جدًا من الحياة في عمر ستة أشهر، يعطي تسلسل تكوين الأسنان طريقة لتقدير العمر بشكل دقيق، حيث يتم تسجيل كل سن بناءً على مرحلته التنموية وتتم مقارنة مع القيم المقابلة لعمر معين.
- انفجار الأسنان
يستخدم طب الأسنان البشري طريقة المقارنة؛ لتقييم عمر الفرد غير المعروف، بواسطة مقارنة الصور الشعاعية بعد الوفاة للفرد بالمعايير التي تنتجها Schour وMassler.
- الانفجار المولي الثالث
يميل ظهور الضرس الثالث إلى حوالي 17-19 سنة، هذا السن لديه اختلافات عالية، قد يتم تطويره بالكامل ولكنه قد يكون غائبًا تمامًا، لكن التصوير الشعاعي فقط هو الذي يمكن أن يعطي المعلومات الدقيقة لهذه السن.
التغيرات الانتكاسية للأسنان
يحدث هذا التغير بمجرد أن تنفجر الأسنان وتبدأ في التآكل، هناك صلة بين تآكل الأسنان والعمر، حيث يميل الأشخاص ذوو التآكل الأكبر إلى التقدم في السن، يمكننا استخدام حجم تجويف اللب لأنه ينخفض بسبب ترسب العاج الثانوي مع الشيخوخة.
تقدير العمر هو الجزء المهم في طب الأسنان الجنائي لأن الأسنان البشرية تتبع تسلسل نمو موثوق به ويمكن التنبؤ به.
تحديد الجنس في طب الأسنان الشرعي
تحديد الجنس هو قسم فرعي مهم للغاية في طب الأسنان الشرعي، والذي يلعب دورًا رئيسيًا في تحديد الأشخاص المجهولين في الكوارث الطبيعية؛ كما يمكن أن يحدث عند انفجار قنبلة كيميائية أو نووية، يمكن القيام به بعدة طرق، كما يلي
التشكل والبعد القحفي الوجهي
تؤخذ في الاعتبار مورفولوجيا الجمجمة والفك السفلي، والتي تتكون من ست سمات وهي
- الخشاء mastoid.
- الحافة فوق الحجاجsupraorbital ridge .
- حجم وشكل الجمجمة.
- والامتدادات الوجني zygomatic extensions .
- والفتحة الأنفية.
- والزاوية السفلية للفك والبعد الجيب الأمامي.
اختلاف الجنس في أبعاد الأسنان
تحديد الجنس عن طريق قياس الأبعاد الوسيطة واللغوية، وهي الطريقة الأكثر بساطة وثقة لتحديد الجنس، حيث أن كلا البعدين أكثر في الذكور منه في الإناث.
من خلال تطور طب الأسنان الجنائي أمكن الوصول إلى العديد من المعلومات الهامة، التي أثبتت قدرتها على المساعدة في تحديد هوية الأشخاص، مقارنتًا بطرق أخرى.