الأسماء في مؤثر فيها فعلاً ، وعندها تكون فضلة ولأنها تتبع ما قبلها و المنصوبات في اللغة العربية هي  المفاعيل الخمسة ، كـ ( المفعول به ، والمفعول فيه ، والمفعول المطلق والمفعول لأجله ، والمفعول معه ) ، والحال ، والتّمييز ، والاستثناء ، وخبر كان واسم إنّ ، والتّابع اسم منصوب ، مثل الاسم المعطوف على اسم منصوب قبله ، وصفة الاسم المنصوب أو النّعت والتّوكيد والبدل ، والاستثناء هو أحد هذه المنصوبات ، وله أهمية كبيرة ودور مهم في اللغة العربية إعراب مفصل .

أنواع الاستثناء مع الأمثلة

يعرف الاستثناء بأنه هو إخراج ما بعد أداة الاستثناء من حكم ما قبلها، أي إخراج المستثنى من حكم المستثنى منه ، مثل قوله تعالى: ( فَسَجَدَ الملائكة كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ )  الاسم المستثنى هو “إبليس” وجاء بعد أداة الاستثناء وهي  “إلا” فخرج من حكم المستثنى منه هو “الملائكة”

فللاستثناء ثلاثة أركان:

  1. المستثنى وهو اسم ظاهر أو ضمير أو مصدر مؤوّل، ويقع بعد الأداة مباشرة، ولا يمكن حذفه، مثل: “إبليس”،
  2. والمستثنى منه وهو اسم ويوضع قبل الأداة .
  3. وأداة الاستثناء .

ويوجد ثلاثة أنواع من الاستثناء وهي :

الاستثناء التّامّ المثبت

وهو الذي لم يحذف منه المستثنى والمستثنى منه ، ولم يأتي قبله نفي أو شبهه مثل “النّهي أو الاستفهام” ، وهو ما يأتي بعد أداء الاستثناء إلا

وهو على نوعين:

  • الاستثناء المتّصل:

وهو الذي يكون المستثنى منه من جنس المستثنى منه وأن جاء مثبت أو منفى ، مثل قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}،  ومثل: “ما فاز اللّاعبون إلّا خالدًا”.

  • الاستثناء المنقطع:

وهو الذي يكون فيه المستثنى من غير جنس المستثنى منه ، مثل قوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ}، ومثل : “حضر المسافرون إلّا أمتعتهم”.

الاستثناء التّامّ المنفي

وهو ما يذكر فيه المستثنى ، والمستثنى منه ، ولكنه سبق بنفي أو نهي ، ويعرب الاسم بعد إلّا إمّا بدل من المستثنى منه و “إلّا” أداة حصر ، أو مستثنى بإلّا منصوب، و”إلّا” أداة استثناء.

الاستثناء المفرّغ

وهو الاستثناء النّاقص المنفيّ ، وهو ما لم يذكر فيه المستثنى منه وجاء قبله نفي أو شِبْهه ، مثل قوله تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}، فـ “إلّا” تكون هنا أداة حصر ، وما بعدها يعرب وكأنّ إلّا غير موجودة، أي بحسب موقع في الجملة وكأنه ليس استثناء .

أدوات الاستثناء

والأدوات ثلاثة :  “إلّا” حرف ،  “غير، سوى” أسماء ، “خلا، حاشا، عدا” أفعال :

الاستثناء بـ غير وسوى

أنواع الاستثناء التي ذكرناها سابقاً مع إلا يمكن أن تأتي مع غير وسوى ، ولكن الفرق بينهما وبين إلا أنهم أسماء ، وإلا حرف ، ويستخدمان في الاستثناء مثل إلا ،  وهما يلزمان الإضافة دائماً ، أي ما يأتي بعدهما يعرب مضاف إليه ، ولذلك تكون كلّ من “غير وسوى” هي المستثنى في الإعراب ، و هذا يعني أنها تعرب إعراب الاسم الذي يأتي بعد إلا .

فأنواع الاستثناء بهما هي :

  1. الاستثناء التّامّ المثبت: مثل: “جاء الطّلابُ غيرَ خالدٍ” ، غيرَ: منصوب على الاستثناء ، لأنّ الكلام تامّ مثبت .
  2. الاستثناء التّام المنفيّ: مثل: “ما جاء الطّلّاب غيرُ خالدٍ أو غيرَ خالدٍ”، برفع غير على أنّها بدل من الطّلاب ، ونصبها على الاستثناء ، لأنّ الكلام تامّ منفيّ.
  3. الاستثناء المفرّغ : مثل: “ما حضرَ سوى طالبينِ”، و”ما رأيتُ سوى طالبينِ”، و”لم أنظرْ إلى سواهما”، جاءت “سوى” في المثال الأوّل سوى تعرب فاعلًا ، وفي الثّاني مفعولًا به ، وفي الثّالث اسمًا مجرورًا ؛ لأنّها جاءت  في استثناء ناقص منفيّ ( مفرغ) .
الاستثناء بـ خلا وعدا وحاشا

ويمكن أن يتم الاستثناء ب “خلا وعدا وحاشا” وهما أفعال وليسوا أسماء مثل سوي ، وغير ، أو حرف مثل إلا ،  لذلك فأن لهم أعراب مختلف ، فالاسم بعدها يجوز فيها أمرين أما  النّصب أو والجرّ ، فالنّصب على أنّها أفعال ماضية ، والجرّ على أنّها حروف جرّ شبيهة بالزّائد، مثل: “أقبلَ الرّجالُ خلا عليًّا أو عليٍّ”، ولكن يكثر النصب ب خلا وعدا في اللغة العربية بهما ويقل الجر ، والعكس مع “حاشا” فالنصب بها قليل ، والجر بها كثير .

وفي استعمالها نوعان:

  1.  وهو على أن “خلا، عدا، حاشا”  أفعالًا ماضية ، وذلك عندما تسبق بـ “ما” المصدريّة على خلاف فيها ، ففاعل هذه الأفعال ضمير مستتر وجوبًا ، والاسم المنصوب بعدها مفعول به منصوب ، يجوز فيه الجرّ، مثل: “يجوع النّاسُ ما عدا الأغنياءَ”، ما: مصدريّة، عدا فعل ماض للاستثناء ، وفاعله ضمير مستتر وجوبًا “هو” ، الأغنياء: مفعول به منصوب
  2. ويجوز  إعراب “خلا عدا حاشا” على أمرين :
  • الأوّل : أن تعرب أفعالًا ماضية ، وفاعلها ضمير مستتر وجوبًا هو ، والاسم الذي بعدها مفعول به منصوب، مثل : نجا المهاجرون عدا اثنينِ ، عدا: فعل ماضٍ للاستثناء، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا “هو”، اثنين: مفعول به منصوب.
  • الثّاني: أن تعرب حروف جرّ ، والاسم الذي بعدها اسم مجرور ، مثل: “وصل المتسابقون عدا المتأخرين”، عدا: حرف جر، المتأخرين: اسم مجرور .

الاستثناء في الشعر العربي

  • قال الشّاعر : وليسَ للمجدِ مأوى غيرَ ساحتِهم ** كالنّومِ ليسَ له مأوى سوى المقلِ

الشّاهد مأوى : اسم ليس مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة المقدّرة على الألف للتعذّر غيرَ ، سوى : مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخر “غير”، والمقدّرة على ألف “سوى”. غيرَ ، سوى: بدل من مأوى ، مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة.

  • قال الشّاعر: ألا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللّهُ باطِلُ ** وكلُّ نعيمٍ لا مَحالة َ زائِلُ

الشّاهد ما خلا: ما : مصدرية، خلا : فعل ماض جامد للاستثناء ، والفاعل : ضمير مستتر وجوبًا “هو”.

الله: اسم الجلالة مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

واستعمل المتنبي(ما)داخلةً على الجملة الفعلية في في أكثر من خمس وعشرين موضعا :

تَجمَّعَ فيها كُلُّ لِسْنٍ وأُمَّةٍ       فما تُفْهِمُ الحُدّاثَ إلاّ التراجمُ

وكُلُّ أنابيب القنا مَدَدٌ لَهُ   وما تنكتُ الفُرسانَ إلاَّ العواملُ

  • وجاء جاراً ومجروراً كثيراً مثل :

أتى الطُّعْنَ حتَّى ما تطيرُ رشاشةٌ    مِنَ الدم إلاَّ في نحورِ العواتقِ

  • وجاء ظرفاً قليلاً مثل :

وقد سار َفي مسراكَ منها رسولُهُ     فما سارَ إلاَّ فوقَ هامٍ مُفَلَّقٍ

  • وجاء حالاً قليلاً ، مثل :

وترتعُ دونَ نَبتِ الأرضِ فينا      فما فارَقتُها إلاَّ جديبا

  • وجاء مفعولاً به مثل :

نهاها وأغناها عن النَّهبِ جُودُهُ   فما تبتغي إلاَّ حُماةَ الحقائقِ

  • ما قبلها لا نافية للجنس :

ولا كتُبَ إلاَّ المشرفيّةُ عِنْده      ولا رُسُلٌ إلاَّ الخميسُ العرمر

  • وجاءت مهملة مثل :

لا افتخارٌ إلاَّ لِمَن لا يضامُ     مُدْرِكٍ أوْمحاربٍ لا ينامُ

  • وجاءت داخلةً على الفعل المضارع في بضعة عشر موضعاً،نحو:

لا يُدِركُ المجَدَ إلاَّ سَيِّدٌ فَطِنٌ   لِما يَشقُ على السادات فَعَّالُ.

  • ومثل:

إنْ تَلْقَهُ لا تلقَ إلاَّ قَسْطلاً    أو جَحْفَلاً أوْ طاعِناً أو ضارباً

  • ومثل:

أُحاذِرُ أن يَشقَّ على المطايا   فلا تمشي بنا إلاّ سواكا

  • وقد دخلت”لا”على الفعل الماضي المسبوق بالقَسَم قليلاً ، مثل :

أقسموا لا رأوك إلاّ بقلبٍ    طالما غَرَّتْ العيونُ الرجالا .

  • وعلى الماضي بمعنى الدعاء ، مثل :

فلا هَجَمْتَ بها إلا على ظَفَرٍ     ولا وصلَتَ بها إلاَّ إلى أَمَل.