تاج العروس هو من أهم المعاجم التي ألفت في اللغة العربية على مر العصور ، والأزمنة وعندما نشر أول نسخة منه كان لها صدى كبير في الأوساط ، وأشاد بها علماء اللغة كلهم ، ولم يكن هناك نقد يذكر يوجه إلى صاحب الكتاب ، حيث أنه معجم يحوى الكثير من أسرار اللغة ومفرداتها ، وتبقى سؤال لدي علماء اللغة العربية يبحثون عن إجابته وهو لماذا سمى هذا معجم تاج العروس بهذا الاسم والحقيقة أن هناك الكثير من الأراء حول الإجابة على هذا السؤال ، وكلها تتشابه مع بعضها البعض في بعض النقاط.

مؤلف معجم تاج العروس

  • أسمه هو محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني أبو الفيض ، ولقبه هو  المرتضى الزبيدي ، ولد في بلدة بلجرام بالهند في عام 1145هــ ، ولكن أصله يرجع إلى مدينة واسط في دولة العراق ، وتوفي في مصر عام 1205هــ وهذا بعد صراع طويل مع مرض الطاعون الذي كان منتشراً في هذه الفترة في مصر ، وقد أصابه نتيجة العدوى ، وتوفى نتيجة لذلك.
  • ولم يكن الزبيدي يعرف بأنه عالم في اللغة العربية ، وضليع بها فقط ، ولكنه كان عالماً في  علم اللغة ، والحديث الشريف ، وعلم الأنساب والرجال ، وغيرها من العلوم الأخرى كذلك وقد نشأ في مدينة زبيد الواقعة في دولة اليمن ، وعاش بها غلب حياته ، وبعد أن بلغ مرحلة من عمره سافر لمكة لأداء الحج ، وبعدها أنتقل إلى مصر واستقر فيها حتى توفاه الله بها ، وفي تلك الفترة التي قضاها في مصر كان له شأن كبير فيها واشتهر بأنه من أشهر علماء اللغة.
  • وهناك الكثير من الشخصيات التي لها مكانة كبيرة في الدولة كانت تحترمه وتجله كثيراً ومنهم ملك الحجاز وملك الهند ، وملوك اليمن ، والشام ، وغيرهم الكثير من الملوك ، وكان يصله منهم الكثير من العطايا والهدايا ، تكريماً له ولمكانته الكبيرة.
  • من أهم مؤلفاته: عقد الجمان في بيان شعب الإيمان ، إيضاح المدارك في الإفصاح عن العواتك ، التكملة والصلة والذيل للقاموس ، مختصر العين ، معجم شيوخه ، ألفية السند ، كشف اللثام عن آداب الإيمان والإسلام ، رفع الشكوى وترويح القلوب في ذكر ملوك بني أيوب ، عقود الجواهر المنيفة في أدلة مذهب الإمام أبي حنيفة ، أسانيد الكتب السنة ، إتحاف السادة المتقين ، بالإضافة إلى تاج العروس في شرح القاموس ، حكمة الإشراق إلى كتاب الآفاق ، لحن العوام ، بلغة الغريب في مصطلح آثار الغريب.

نبذة عن معجم تاج العروس

  • يشتهر الكتاب أ أو المعجم في الأوساط الأدبية باسم مختصر له وهو تاج العروس ولكن أسمه الكامل هو :  (تاج العروس في شرح القاموس) حيث أنه من أهم المؤلفات التي شرحت  القاموس المحيط للغة العربية وهو معجم (عربي- عربي) ، ويعد شرح وتوضيح دقيق جداً للقاموس المحيط الذي ألفه (الفيروز آبادي).
  • ويمكن أن نعتبر أن معجم تاج العروس هو من أهم المعاجم التي وصلت إلينا في اللغة العربية ، وتحتوي على أكبر قدر من المعلومات.
  • كما أنه وبعد التدقيق الكبير من علماء اللغة في المعاجم العربية وجدوا أنه من أكثر المعاجم صحة ، وشمولاً ، فهو يذكر كل أغلب المفردات التي تريد أن تتعرف عليها ، ويرجعها إلى أصلها الصحيح.
  • كما أنه يذكر كذلك المعنى المجازي للكلمات ، وليس المراد من معناه الحقيقي فقط.
  • كما أن الزبيدي ذكر فيه الكثير من الكلمات باللهجة المصرية العامة ، أشار بذلك إلى أنها ليست من أصول اللغة العربية.
  • كما أنه ذكر البلاد والأماكن ، وورد في المعجم الكثير من الألفاظ الطبية والعلمية.
  • ويذكر أنه في  عام 1181هــ  عندما انتهي الزبيدي من كتابة هذا المعجم الكبير ، الذي يعد من أهم مؤلفاته ، وقضى العديد من السنوات في تأليفه فإنه أقام وليمة كبيرة جداً ، ودعا إليها أصدقائه وتلاميذه.
  • وبعد أن انتهوا من الطعام ، أطلعوا على الكتاب ، وسعدوا كثيراً عند رؤيته ، واشادو بالمجهود الكبير الذي بذله العالم الجليل في كتابة هذا الكتاب العظيم.
  • يبدأ محتوى الكتاب بالمقدمة ، يأتي بعدها  عشرة مقاصد ذكرها الزبيدي بداية من المقصد الأول في بيان أن اللغة هل هي توقيفية أو اصطلاحية” وحتى  “المقصد العاشر في أسانيدنا المتصلة إلى المؤلف” ، ثم ينتقل إلى الأبواب المختلفة لكل حرف من حروف اللغة العربية ، أي أنه يبدأ بالحرف الأخير في الترتيب الهجائي في الكلمة ، ثم الأوسط ، فالأول.

سبب تسمية معجم تاج العروس بهذا الاسم

هناك رأيان يذكرهما العلماء في سبب تسمية الزبيدي معجم تاج العروس بهذا الاسم وهما :

الرأي الأول

مأخوذ من المقدمة التي ذكرها المؤلف في بداية الكتاب ويقول فيها : (فإنني لم أقصد سوى حِفظِ هذه اللغة الشريفة إذْ عليها مَدار أحكامِ الكتاب العزيز والسُّنّة النبويّة ولأن العالِم بغوامضها يعلم ما يوافق فيه النيةَ اللسانُ ويخالف فيه اللسانُ النيّة وقد جمعته في زمنٍ أهله بغير لغته يفخرون وصَنعته كما صنع نوح عليه السلام الفلك وقومه منه يسخرون ، وسميته :تاج العروس من جواهر القاموس.) أي أن المؤلف سمى المعجم تاج العروس حيث أنه أخذ الجواهر التي كانت في القاموس المحيط لفيروز آبادي ، وصنع منها تاج من الجواهر وسماه تاج العروس.

الرأي الثاني

أما عن الرأي الثاني فيقول بأن الزبيدي سمى معجمه بهذا الاسم حيث أنه يرى أن فيه الكثير من المعلومات القيمة التي تشبه الجواهر التي تزين تاج العروس ، فهو بذلك تاج للغة العربية فتاج هو معجمه والعروس هي اللغة العربية.

أهم معاجم اللغة العربية

  1. معاجم الألفاظ: العين الخليل الفراهيدي ، وأساس البلاغة للزَمخشريّ ، والمُحكم لابن سيده ، وديوان الأدب للفارابّي ، والمُعجم الوسيط لمَجمع اللّغة العربيّة.
  2. معاجم المعاني : مَتجر الألفاظ لابن فارس ، والمُخصّص لابن سيده ، والغريب المُصنّف لأبي عبيد القاسم بن سلام.
  3. معاجم المُصطلحات : كتاب التّعريفات للجَرجانيّ ، والكُليّات للأبي البقاء أيوب بن موسى الكفويّ ، وقاموس طبيّ إنجليزي عربي للخليل خير الله ، والمُعجم العسكري المُوحّد للجامعة العربيّة.
  4. معاجم الأمثال : مجمع الأمثال لأحمد الميدانيّ ، والمُستقصيّ للزَمخشريّ ، والوسيط في الأمثال للواحديّ.
  5. معاجم المُفردات : المفردات في غريب القرآن لأبي القاسم الأصفهانيّ ، والمعجم المُفَهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقيّ.

أهميّة المعجم في اللّغة

  1. القدرة على فهم معاني القرآن الكريم ، وحمايتها من الضياع ، والتحريف .
  2. القدرة على فهم الشواهد والأمثال ، والأحاديث النبوية ، وذكرها في المعاجم ، والاستشهاد لتظل موجودة عبر الزمان.
  3. القدرة على تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها حول العالم ، ومن يريد الدخول في الدين الإسلامي ، ويتعرف على معاني القرآن الكريم دون تحريف أو تغير.
  4. المحافظة على اللغة العربية من التحريف والتغيٌر كما في باقي اللغات الأخرى.
  5. القدرة على التفرقة بين المفردات القوية ، والضعيفة وحماية المفردات من الضياع ، والاختفاء ، وفق ظهور مفردات جيدة.
  6. معرفة الطريقة الصحيحة التي يتم من خلالها نطق الكلمة ، بشكل جيدة ودقيق.