يُعرف المد في اللغة بأنه الزيادة، أما في الاصطلاح فهو إطالة الصوت بحرف من حروف المد، وهي الألف والواو والياء، حيث يُمط الصوت بحرف من حروف المد، وتظهر حروف المد بوضوح في كافة الكتب، وأيضًا في القرآن الكريم، ولها أهمية كبرى في فهم معاني اللغة العربية وتوضيح الكلمات، وفي فهم وتفسير آيات القرآن الكريم.

حروف المد

حرف الألف، وهو الحرف الأول في ترتيب الحروف الأبجدية في معظم اللغات المعروفة، وينطق الألف همزة في حالة لم يتصل بمد كما في لفظ أرنب، ويكون مخرج الألف المدية هو تجويف الحلق والفم، حيث يمدّ الألف إذا كان ساكنًا وما قبلها مفتوح، وذلك مثل كلمة أمان.

حرف الياء، وهو الحرف الثامن والعشرين في ترتيب الأحرف الهجائية العربية، ويكون مخرج الياء ما بين أول اللسان ووسط الحنك الأعلى، حيث يمدّ الياء إذا كان ساكنًا وما قبله مكسور، وذلك مثل كلمة متين.

حرف الواو، وهو الحرف السابع والعشرين في ترتيب الأحرف الهجائية العربية، وله الكثير من الاستخدامات في اللغة العربية، ومن بينها واو الحال، واو المعية، واو العطف، حيث أنها أحد حروف العطف، ويكون مخرج الواو المدّية الجوف مع استخدام  الشفتين، حيث يمد حرف الواو إذا كان ساكنًا وما قبله مضموم، وذلك مثل كلمة سكون.

أنواع المد في التجويد

ينقسم المد في التجويد إلى نوعين المد الأصلي أو الطبيعي والمد الفرعي والذي يمكن أن يحدث لكلمة مجرورة تأتي بعد حرف جر أو لها من حروف الإظهار، ويمكن توضيح نوعي المد في التجويد فيما يلي :

المد الأصلي أو الطبيعي

يكون في الكلمات التي يأتي بها حرف المد غير مسبوق أو متبوع بهمزة أو حرف ساكن، مثل ” قال، يقول، قيل”، ويمد حرف المد بمقدار حركتين، مثال ذلك ” قالوا يا موسى” فجاءت الألف والواو في قالوا والألف المقصورة في موسى حكمها مد طبيعي، وهناك أنواع من المد تُلحق بالمد الطبيعي ومنها :

ـ مد الصلة الصغرى، وهو أن تقع هاء الضمير بين حرفين متحركين، وحكمه أن يمد كالمد الطبيعي بمقدار حركتين، مثل ” وصاحبته وبنيه”، حيث جاء هاء الضمير في صاحبته واقعة بين تاء مكسورة وواو مفتوحة.

ـ مد العوض، وهو يأتي عوضًا عن تنوين الفتح إذا وقف القارئ عليه، وهذا يعني أن لا تلفظ التنوين بل تمد الألف حاملة التنوين بدلًا عن ذلك، وحكمه أن يمد كالمد الطبيعي بمقدار حركتين، مثل ” مهادًا، أوتادًا، أزواجًا.

المد الفرعي

هو النوع الثاني من أنواع المد في التجويد وينقسم إلى نوعين وهما:

مد بسبب الهمزة، ويأتي بحالتان أيضًا إما أن تقع الهمزة بعد حرف المد في الكلمة نفسها، أي يكون متصل بها، أو في كلمة أخرى ويكون منفصل، ومن الممكن أن تقع قبله، وهذا يعني أن أنواعه حسب التعريف هي ثلاثة أنواع وهم :

ـ مد واجب متصل، وهو أن يأتي بعد حرف المد همزة متصلة به في الكلمة نفسها، وحكمه واجب ومقداره من 4 إلى 5 حركات، مثل ” والسماء والطارق”، و” والسماء بناء”.

ـ مد جائز منفصل، ويلحق به مد الصلة الكبرى، وهو أن يأتي حرف المد في آخر الكلمة، على أن تأتي همزة في بداية الكلمة التالية له، وحكمه جائز ومقداره حركتان أو أربع أو ست حركات، مثل ” يا أيها الناس”، ” إنا أنزلناه في ليلة القدر “، ” إنا أعطيناك الكوثر”.

ـ مد البدل، وهو أن تتقدم الهمزة على حرف المد في كلمة واحدة، وحكمه جائز ومقداره حركتان، مثل ” هل آمنكم عليه” حيث أن أصل الكلمة هي أأمنكم.

ـ مد الصلة الكبرى، هو مد هاء الضمير الغائب المفرد إذا وقعت بين حرفين متحركين، وكان الثاني هو الهمزة، وحكمه جائز ومقدراه حركتان أو أربع أو ست حركات، مثل ” “أيحسبُ أنّ ماله أخلده”.

المد بسبب السكون

وهو إما أن يكون لازمًا أو يكون عارضًا، وتنقسم أنواعه إلى :

ـ مد عارض للسكون، ويلحق به مد اللين، وهو أن يأتي بعد حرف المد سكون عارض في حالة الوقف، وحكمه جائز ومقداره حركتان أو أربع أو ست حركات، مثل ” يعلمون” عندما تكون كلمة يعلمون مثلًا في آخر الآية، فأن القارئ يتوقف فتصبح النون ساكنة عارضة للسكون، وعليه يُمد حرف الواو.

ـ مد اللين، وهو أن يأتي بعد حرف اللين سكون عارض لأجل الوقت، حكمه جائز ومقداره حركتان أو أربع أو ست حركات، مثل ” وآمنهم من خوف”، ” إن أول بيت “.

ـ مد لازم، وهو ما اتفق على مدّه زيادة عن المد الطبيعي ومقداره ست حركات لزومًا، وهو نوعان، مد لازم كلمي ومد لازم حرفي، ويكون المد اللازم الحرفي في أوائل السور القرآنية في الأحرف ” ك،م،ع،س،ل،ن،ق،ص”.

ـ مد لازم كلمي مثقل، وهو أن يأتي حرف المد في كلمة وبعده حرف مشدّد، مثل ” الحاقة”، ” الطامة”، ” الصاخة”، “جان”.ز

ـ مد لازم كلمي مخفف، هو أن يأتي حرف المد في كلمة وبعده حرف ساكن غير مشدد مثل ” ءآلان”وهي الكلمة الوحيدة في القرآن الكريم حكمها مد لازم كلمي مخفف، ووردت مرتين في سورة يونس.

ـ مد حرفي مثقل، وهو أن يقع المد في حرف وبعده حرف ساكن مشدّد، مثل اللام في ” ألم”.

ـ مد حرفي مخفف، وهو أن يقع المد في حرف وبعده حرف ساكن غير مشدد مثل ” ص والقرآن ذي الذكر”.