أصبحت حياتنا المعاصرة أكثر صعوبة وتعقيداً عما سبق وذلك على الرغم مما نتمتع به حالياً من التطور التكنولوجي الهائل ودوره الأساسي في العمل على توفير أسباب وسبل الراحة والرفاهية للإنسان إلا أنها على الرغم من ذلك ألقت بالثقل الكبير على الإنسان وذلك من خلال تعدد المسئوليات لديه وتلك المهام الملقاة على عاتقه حيث أصبح الإنسان لا يجد ذلك الوقت الكافي الذي يتمكن فيه من القيام بإنجاز أعماله أو مهامه الشخصية إذ أن الإنسان المعاصر اصبح لا يجد إلا أن يقوم بسباق الوقت ذلك السباق المرير والمرهق للغاية له وذلك من أجل أن يقوم بتلبية احتياجاته ومتطلبات الحياة الكريمة بشكل عام ، حيث أنه من المعروف أن الإنسان في حياته يمر بالكثير من تلك المنعطفات الكبيرة فمنها ما هو سعيداً بالنسبة له أي يدخل السرور إلى نفسه ومنها ما هو محزن ويبعث على الهم إلى نفسه ، حيث أن هذه الحياة الدنيا بها العديد من الصعوبات والمشاق ولابد منها لكل إنسان مهما كان أن يواجه شيئاً من هذه الصعوبات أو المشاق فكثيراً ما يتعرض الإنسان في هذه الحياة و في خلال رحلته بها إلى البلاء مثل الفقر الشديد في العيش ، حيث أن الحياة الدنيا ما هي إلا ذلك الدار الخاص بالشقاء والابتلاء والفتن بأنواعها والتي لا ثبات فيها ولا استقرار إذ أن مفهوم الراحة فيها ليس إلا تلك الراحة النسبية أو المنقوصة أو الغير كاملة وهكذا أراد لها المولى عز وجل أن تكون ولذلك فلابد للإنسان إزاء كل تلك التحديدات أو المصاعب أو الابتلاءات التي سيمر بها خلال رحلته في الدنيا أن يقوم بحسن التعامل معها وان يعمل على مواجهتها بكل من أوتي من حكمة وكياسة وهدوء نفسي .

كيفية التغلب على مصاعب الحياة من جانب الإنسان

يوجد العديد من الطرق والأساليب التي لابد للإنسان أن يستخدمها في سبيل مواجهة مصاعب الحياة المختلفة و منها:

أولاً :- أن يقوم الإنسان بتخيل مصاعب الحياة تلك على أنها عبارة عن مجموعة من الأعداء أو الخصوم والتي تقف له بالمرصاد محاولة أن تعرقل مسيرته أو نجاحه وتحقيقه لأهدافه التي يسعى إليها في حياته و مما لا شك فيه أن الإنسان عندما يقوم بمواجهة عدوه أو خصمه المتربص به فانه يحرص على القيام بالأعداد السليم والتسلح الكافي لمواجهته وبالتالي الانتصار عليه ويكون أعداد الإنسان في تلك الحالة هو تسلحه بسلاح الإيمان والعلم فسلاح الإيمان بالمولى عز وجل يعد من أمضى وأقوى الأسلحة على الإطلاق والتي سوف تمكن من مواجهة مشاكله ومصاعب حياته فصاحب الإيمان يستشعر معية الله عز وجل له في أمور حياته المختلفة ، حيث نراه يقوم باقتحام تلك الصعاب ومواجهتها متوكلاً على ربه سبحانه وتعالى علاوة على أن سلاح العلم هو خير معين سيتمكن من خلاله بالارتقاء بمستوى تفكيره ويقوم بتزويده بشكل دائم بتلك المعارف والعلوم الجديدة التي تواكب العصر ، مما سينتج عن ذلك تحليه بالمرونة في مواجهة الصعوبات والمشاكل من خلال تنوع المهارات الشخصية التي يمتلكها .

ثانياً :- أن يحرص الإنسان على الابتعاد عن روح الاستسلام ، حيث أن الاستسلام أمام المشاكل لن يجديه أي نفع في حلها بل أنه سوف يعمل على إضعافه ويجعل من تلك الفريسة السهلة ولذلك فعلى الإنسان أن يقوم بالتحلي بالعزيمة والقوة لمواجهة مشاكل وعوائق وصعوبات حياته المختلفة والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها .

ثالثاً :-أن يقوم الإنسان بالتعاون مع غيره من الأشخاص القريبون منه والذين يثق بهم في إمكانية معاونتهم له في حل مشاكله فاليد الواحدة لا يمكنها التصفيق ولذا فأن الاجتماع والجماعة هي تلك القوة الجبارة التي تستطيع الصمود والوقوف أمام الصعاب .

رابعاً :- أن يقوم الفرد بالتفكير في تنويع وإيجاد مصادر دخل جديدة له وذلك بشكلاً مستمراً حيث أن الكثير من مصاعب الحياة يكون سببها الجوهري هو العنصر المادي وهو وسيلة بالفعل مهمة للغاية فمن خلالها سوف يكون بمقدور الفرد تلبية متطلبات حياته وتجاوز الكثير من الصعاب والبقاء في موقع واحد وثابت سوف يكون له أثراً سلبياً عليه محدثاً له الجمود ولذلك فانه على الفرد أن يحرص بشكل كبير على ابتكار الأفكار الجديدة في عمله والقيام بالإبداع فيه حتى تصبح لديه القدرة على استثمار مهاراته الفردية لصالحه .

خامساً :– إلا يقوم الإنسان بالاستهانة بمشاكله مما يجعله لا يفكر أو يعمل على حلها وبالتالي تتراكم عليه وتزداد ضخامة وقسوة ووقتها من الممكن أن يعجز عن مواجهتها وحلها فالمشكلة ينبغي أن يقوم بحلها أولاً بأول ففي تلك الحالي سيكون حلها أسهل بشكلاً كبيراً .