حياة الإنسان مليئة بالمشاكل وأوقات سعادة، ودائماً ما نمر بالعديد من الأوقات التي نشعر بها باليأس والضعف ولكن لابد أن نخرج هذه المشاعر السلبية من عقولنا ونبدل اليأس والمشاعر السلبية بمشاعر وأفكار إيجابية ليكون لدينا أمل في الحياة، وعلينا أن نعمل على أن نزرع في عقول أبنائنا مشاعر الأمل سواء من خلال التربية أو في المناهج التعليمية والأعمال الفنية مثل تمثيل حوار بين اليأس والأمل وغيرها من الطرق.

تعريف اليأس

اليأس هو من الأمور الصعبة التي من الممكن أن تواجهنا في حياتنا، وعلينا أن نتخطاها ونستمر في حياتنا ولا نجعل اليأس يدمر حياتنا، واليأس في حياتنا هو الاستسلام وانقطاع الرجاء والأمل، ويعرف في علم النفس على أنه حالة نفسية صعبة وغير طبيعية يمر بها بعض الأشخاص بسبب بعض الاضطرابات الداخلية، التي من الممكن أن تصل إلى عدم الشعور بالأمر في أي شيء أو إلى فقدان الرغبة في كل الأشياء.

هذه الحالة من أخطر الحالات التي يمر بها الإنسان والتي تسبب هبوط في العزيمة وضعف في الهمة وفتور في الإرادة وتراجع في كل مجالات الحياة، من الممكن أن تصل بعض حالات اليأس بالأشخاص إلي الانتحار، وقد وردت كلمة اليأس في القرآن الكريم في وصف العديد من الأشياء التي لا رجاء فيها، مثل حال الكفار يوم القيامة، و يأسهم من الخروج من النار ودخول الجنة حيث قال تعالى في سورة الإسراء للإشارة على اليأس في الآية رقم 83: ( وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ).

تعريف الأمل

يعرف الأمل على أنه الرجاء، ويتم استخدامه في الأشياء التي يستبعد الحصول عليها، وتجمع كلمة الأمل في كلمة الآمال، وهو عبارة عن قوة الإرادة والدافع التي يمتلكه الإنسان حتى يبلغ هدفه، والأهداف هي الخبرات والنتائج التي يريد الإنسان أن يحققها، حيث يتكون الأمل من ثلاث مكونات وهي، الطاقة الذهنية وقوة الإرادة وهي الدافع والمحرك الأساسي للأهداف الإنسان حتى يتمكن من الوصول إليها، وخلق العديد من المسارات وهي القدرة على إيجاد تلك المسارات حتى تعكس الخطط الذهنية.

من الممكن أن نعرف الأمل على أنه حالة من التحفيز الإيجابي والقائم على الشعور بالنجاح المكتسب، وبناء على هذا ينقسم الأمل إلى التخطيط لتحقيق الأهداف، والقسم الثاني هو توجيه الطاقة للهدف.

دائماً ما يدعونا هذا الدين العظيم إلي عدم اليأس والاستبشار بالخير وأن نكون مؤمنين بالله وبقدرته، وننتظر منه الفرج والخلاص، وقد نهي الله تعالي عن اليأس والقنوط والثقة في الله والإيمان به مهما كانت الظروف والمصائب، فمهما قام العبد بالعديد من المعاصي فلابد أن يثق ويؤمن بان الله سبحانه وتعالي لأنه غفار للذنوب، وهو القادر علي أن يمحوها يبدلها من سيئات إلي حسانات.

أن الله لا يحب اليأس أو اليأسين وخصوصاً اليأسين من رحمة الله ومغفرة معاصيهم، ولأن الله غفور بعباده يغفل للعباد إن تابوا وأقلعوا عما يفعلونه من سيئات، كما أن الله يحب العبد الذي يرجع إليه مهما أفرط في المعاصي وكان تقصيره في جنب الله، وقد قال تعالي في سورة الزمر أية 53 (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ أن اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)

والرسول صل الله عليه وسلم لم يكن يعلم اليأس له طريق وكان دائماً يتفاءل ويطمئن أصحابه بنصر الله، فاليأس والتطير ليس من طباع المسلمين وعلى المؤمن أن يكون حَسن ظن بالله، وقد قال رسول الله (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب ولا عذاب)، ثم بينهم فقال: (هم الذي لا يسترقون ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون).