ما أسوء عادة التدخين التي غزت مجتمعنا العربي لتنال من شبابنا فتنهك صحتهم على المدى البعيد، وتفقدهم قدرتهم على الإنتاج وتطوير الذات وتؤثر على علاقاتهم الاجتماعية وعباداتهم الربانية، فالتدخين هو تلك العملية التي يدخل بها الدخان من الفم إلى الرئتين مروراً بالشعب الهوائية، وتتم من خلال استخدام السجائر أو السيجار أو الأرجيلة أو الغليون المائي، وغيرهم من الآليات والطرق المستحدثة لجلب الداء إلى صدور أبنائنا، لذلك نعرض لكم تقرير عن التدخين .

تعريف عملية التدخين

كما ذكرنا التدخين هو عملية استنشاق الدخان، هذا الدخان مشبع بمواد قاتلة على المدى البعيد مثل النيكوتين وأول أكسيد الكربون ومادة القطران وعنصر الرصاص وعنصر البولونيوم، هذه المواد وغيرها هي السبب الأول لظهور اصفرار بمينا الأسنان، كذلك تترسب تلك المواد في الرئتين لتعمل على إتلافهما، ويدخل الزرنيخ في صناعة المواد المدخنة وهو نفس المادة التي تستخدم في صناعة مبيدات الحشرات.

هل تعلم أن الكحول يدخل في صناعة المواد المدخنة؟ إنها المفاجأة، فلقد أعلن صانعوا تلك المواد إنهم يدخلون الكحول في تصنيع السجائر ومثيلاتها من المواد لأنه يعطي مذاق حلو وطيب للمدخن، كذلك هو يعمل على الحفاظ على نسبة الرطوبة المطلوبة بالمنتج.

تعريف التبغ

التبغ هو نبات ولكن للأسف نقوم باستغلاله بطريقة سيئة، فنأخذ أوراق النبات لتدخل بعملية التجفيف، ثم تدخل بعد ذلك في صناعة التدخين.

يحتوي التبغ على مواد عدة أبرزها النيكوتين المسبب لحالة الإدمان للمدخنين وبسببه يصعب على المدخن الإقلاع عن تلك العادة البغيضة.

المكونات الكيميائية للتبغ

التبغ يدخل في تكوينه عدد كبير من المواد الكيميائية المختلفة، أثبتت الأبحاث العلمية أن سبعين منها هي مواد مسرطنة مسببة للوفاة.

من أبرز تلك المواد المكونة للتبغ:
-مادة سيانيد الهيدروجين
-حلقات البنزين العضوية.
-عنصر الرصاص الثقيل
-مادة الزرنيخ التالفة للرئة.
-مادة النيكوتين.
-غاز أول أسيد الكربون.
-مواد عضوية تضم هيدروكربونات ذات حلقات متعددة.
-مادة الفورمالدهيد العضوية.
-غاز الأمونيا.
-مكسبات طعم ورائحة لجذب المدخنين.
-مادة اليورانيوم.
-مادة التروزامين.
-أوراق تبغ مصنعة.
-مادة القطران.

تاريخ عادة التدخين

بدأ ظهور أول سيجار بعام 1492 م، حين اكتشف الأسبان أثناء إبحارهم في المحيط القارة الأمريكية، فوجدوا هناك أشجار التبغ المختلفة، أما عن بداية ظهور التدخين بالعالم العربي فكانت بعام ألف هجرية، والنصارى هم من أدخلوا تلك العادة إلى بلداننا، فدخل التدخين مجتمعنا من ثغرة الرقي الاجتماعي والازدهار الطبقي، فعرف المدخن إنه الغني الكريم صاحب الطلة بين قومه، فكانت هذه هي الثغرة التي أدخل بها الشيطان تلك العادة على القبائل والبلدان العربية.

أسباب اللجوء إلى التدخين

يجب الإشارة أنه لا يوجد مبرر مقنع لإلقاء الشخص نفسه في طيات التهلكة بعالم التدخين، ولكن يمكن أن نلقي الضوء على بعض العوامل والأسباب التي قد يضعف أمامها الشخص فيلجأ إلى تلك العادة للهروب من الواقع، من أبرز تلك الأسباب:

-تضخم المشكلات الاجتماعية والعائلية والتفكك الأسري.
-الضجر من سوء الحالة المادية وارتفاع نسبة البطالة بين فئات المجتمع.
-التقليد الأعمى دون وعي أو فهم أو إدراك بين الأقران والأصدقاء.
-البذخ المالي لدى الشباب والأطفال دون حساب.
-انعدام الرقابة الأسرية والمدرسية على الأطفال والشباب وعدم سؤال الأبناء فيما ينفقون أموالهم.
-ضعف القيم الدينية لدى الأجيال الجديدة.
-القدوة السيئة كالأب المدخن بين أبنائه في المنزل أو المعلم المدخن بين طلابه بحجرة الدرس.

الآثار السلبية للتدخين

التدخين يسبب سرطان المريء واللسان والرئتين والمعدة، ويسبب العديد من مشكلات الجهاز الهضمي مثل عسر الهضم وقرحة المعدة والفقدان التدريجي لحاسة التذوق.