العالم يحتفل في اول اكتوبر من كل عام باليوم العالمي للمسنين، فيجب علينا  أن نقوم برعايتهم والاهتمام بهم، حيث ان اكثر شيء يحتاجه كبير السن هو الاحترام والتقدير، ومن هذا الاحترام ان نعامله بكل ادب وان نسارع في تلبية طلبه ليكون شعارنا في هذا اليوم، موافقا لما قاله النبي صل الله عليه وسلم” ليس منا من لم يوقر كبيرنا “، حيث ان هذا التوقير والاحترام لكبار السن هو من شعائر الاسلام.

اذاعة عن اليوم العالمي للمسنين

في يومنا هذا نتحدث وبكل نبضة وفاء وانتماء، يمكن ان نقدمها للشيوه والعجائز من اجدادنا وجداتنا، ففي يوم الاول من اكتوبر من كل عام نحتفل بيوم المسن العالمي.

ذلك اليوم الذي تم تخصيصه للتذكير بواجب الاحفاد اتجاه اجدادهم، هؤلاء الاجداد الذين طال بهم العم، ونشب فيهم العجز، فاصبحوا في احتياج لرعايتنا واهتمامنا، فيحب علينا احترامهم، ومساعدتهم، وكذلك نقوم بمواساتهم، وهذا يعبر لهم عن وفاءنا لهم ورد الجميل لهم.

حيث انهم هم من امضوا حياتهم من اجلنا واجل آبائنا، فاليوم ضعف عندهم كل شيء، ضعف البصر  فنأخذ بأيديهم لنعبرهم الطريق، او نقرا لهم الجرائد والرسائل، كما ضعف سمعهم فيجب علينا ان نعيد عليهم بصوت عالي، فلنكن نحن سمعهم وبصرهم.

فقرة القرآن الكريم

وخير ما نذكي بها آذاننا في هذا الصباح هي آيات الذكر الحكيم من القرآن الكريم.

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ ۞ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ۞ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ۞ إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ۞ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ ۞ خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ ۞ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ۞ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ۞ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ۞ فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ { الطارق }

وقال تعالى ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [لقمان: 14].

صدق الله العظيم

الحديث الشريف

حثنا النبي صل الله عليه وسلم باحترام الكبير وتقديره، وان هذا التقدير من مشاعر الاسلام.

ـ فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ : “مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلَّا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ”([1]).

ـ وعنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه أن رَسُولُ اللَّهِ قال: “إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ”([3]).

ـ و فَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا“(رواه الترمذي وصححه الألباني).

كلمة الصباح

احترام الكبير يعد من القيم الاخلاقية التي تعمل على حياة المجتمعات، والتي تجعله أكثر نظاما وقوة، فنجد الاسلام حثنا عند تربية الاطفال على احترام الكبار وتقديرهم، حيث ان التوقير في الاسلام يعرف على انه الاحترام والاجلال لمن هم اكبر سنا، وان نقدمه في كثير من الاعمال والامور.

حيث ان هذا التوقير والاحترام يظهر في الكثير من الجوانب العملية وكذلك الممارسات الحقيقية في حياة الشخص المسلم، وذلك لان ديننا العظيم يحثنا على ضرورة تعويد المجتمع على اعطاء كل ذي حق حقه، وخلق جو من المحبة والمودة والألفة بين كل افراد المجتمع.

فقرة الامثال والحكم

ـ لا الشباب يعرف ما يستطيع، ولا الشيخوخة تستطيع ما تعرف.

ـ لا تسال الشيخ عن المكان الذي يؤلمه، بل عن المكان الذي لا يؤلمه.

ـ تحفر الشبيبة في الحجر، وتحفر الشيخوخة في الثلج.

ـ نصائح الشيخوخة تضيء دون أن تحرق مثل شمس الشتاء

فقرة الشعر

لا تـلحُ من يبــكي شــبيبـته .. .. إلا إذا لـــم يـبـكـهـا بـــدم

عيب الشبيبة غول سكرتها .. .. مـقـــدارَ ما فــيها من النعم

لـسـنا نراهــا حــق رؤيتها .. .. إلا زمـــانَ الـشـيب والهرم

كالشمس لا تبــدو فضيلتها .. .. حتى تغشى الأرض بالظلم

ولــــرب شـيء لا يـبــيـنه .. .. وجــدانـه إلا مـع الـــعــــدم

فقرة الدعاء

ـ اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم إني أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم”

ـ اللهم يا حنان يا منان يا مجيب الدعاء احفظ لنا آبائنا وأجدادنا، وارحمه في عجزهم ، واشفهم من مرضهم، واعنهم على طاعتك، وقر عيننا ببركة وجودهم، فهم من تولوا امورنا وراعونا منذ صغرنا، فارعاهم بعطفك وكرمك يا ارحم الراحمين يا الله.

الخاتمة

نحن بالإسلام يعلو شئننا، وبتعاليم النبي يكون الهدي لطريقنا، فلابد ان نلتزم بشعائر الاسلام ومنها توقير واحترام كبيرنا، لتسود المحبة والمودة بيننا.