معنى التكوين الفني، التكوين الفني من أكثر الموضوعات أهمية بداخل قسم الرسم والعديد من الأقسام التي تهتم بالجرافيك، وهو عملية تجسيد المعنى فهو البناء الفني أو التصميم وليس الصورة، وهذا التكوين هو القادر على التعبير عن شعور أو ما بداخل الذات البشرية وذلك من خلال استخدام الخطوط والألوان والكتلة والشكل، والشخص في التكوين الفني لا يسرد الحكاية من خلال صورة ولكنه يعبر من خلال التكوين الفني وحسب.

بعض التعريفات الشهيرة للتكوين الفني

يقول أ.ف.فايفيلد (التكوين ربط ومزاوجة وترتيب مختلف عناصر العمل الفني، ويشير أيضاً إلى أن التكوين هو تصميم حركة العمل الفني، وهو عملية تجسيد المعنى التي تشتمل على جميع عناصر العمل الفني بدون استثناء)

ويقول الاكساندر دين (هو بناء شكل أو تصميم المجموعة ومع ذلك فهو ليس صورة، فالتكوين قادر على التعبير عن شعور وكنه حالة الموضوع والمزاجية من خلال اللون والخط والكتلة والشكل لأنه لا يروي الحكاية إنه التكوين وليس الصورة).

ومن هنا نرى أن الأول يعرف التكوين الفني على أنه تجسيد المعنى والثاني يعرفه على أنه تكوين، وفي الحالتين يعد التكوين الفني ناتج لمزج كل عناصر العمل الفني للحصول على شكل معين نريد أن نعبر من خلاله عن حالة أو موضوع ما، ولكن علينا الاستعانة بالترتيب باستخدام التأكيد والتتابع والتوازن والثبات ليتحقق الجمال مع الوضوح الذي يشد انتباه الناس.

بعض الأمثلة للتكوين الفني

لا نرى التكوين مقتصراً على لوحة ما ولكنه قد يكون على المسرح ويتغير حسب تغير أحداث النص، وهو الأمر الذي يوضح ويركز القيم العاطفية والعقلية في الإخراج، وربما كان التكوين من خلال شاشة السينما وهو حصر لكادر في لحظة ما وفي حالة بعينها، وفي الثلاثة حالات سواء اللوحة الفنية أو العمل المسرحي والسينمائي يعد التكوين لغة التفاهم ما بين الفنان والمتلقي.

كما نرى التكوين الفني بالأعمال التي تعتمد على فن النحت وفي هذه الحالة يعبر العمل عن النفس البشرية التي صنعته، ونرى الفريق الفني الموسيقي وطريقة جلوسه قبل البدء في عزف مقطع ما، وهو ما يشكل تكوين فني يبعث الجمال العام ويساعد المتلقي على الفهم البصري والسمعي.

مفهوم جمال التكوين

جمال التكوين هو (وحدة العلاقات الشكلية بين الأشياء التي تدركها حواسنا)، فجمال التكوين يكون أكثر ومتميز عند توحيد الأشكال لتصل على المتلقي بسهولة، ولا تتم هذه العملية بشكل عشوائي ولكنها تحتاج إلى الترتيب والتنظيم للوصول إلى التكوين الفني الجميل.

ومن خلال النظر ومجرد النظر إلى العمل الفني يستطيع المتلقي الاستمتاع بالجمال المنبعث من العمل، وهذا الأمر ليس بسيط على الفنان لكون المتلقي يدرك العمل بالنظر في البداية ومن بعدها يبدأ في المعرفة والإدراك الذهني، ومن أجل الوصول للإمتاع البصري على الفنان الاستعانة بما يساعد على إظهار الجمال في التكوين الفني بشكل بسيط.

لأن هناك بعض الأعمال تقترب من الطلاسم الغير مفهومة وهو الأمر الذي نوه إليه ناثان نوبل (إن المتعة في العمل الفني تتحقق عبر تذوق التجربة الجمالية التي هي إنتاج التواصل بين الشيء الفني والمشاهد، حيث أن تفحص العوامل التي تؤدي إلى التجربة الجمالية قد ينمي فهماً لهذه المسألة وتزودنا بالدليل لاكتشاف السبيل إلى المتعة لدى التطلع إلى الآثار الفنية التي تحرك فينا ساكناً من قبل إلا قليلاً).

عناصر التكوين الفني

تنقسم عناصر التكوين الفني إلى قسمين والقسم الأول هو القيم الجمالية والفنية والتي يندرج تحتها كل من الاتزان والإيقاع والوحدة، والقسم الثاني وهو العلاقات الإنشائية في التكوين والتي يندرج تحتها السيادة والأرضية والشكل والنسب والتوافق والتباين.

الأسس التي يعتمد عليها التكوين الفني

مركز الاهتمام هو النقطة الأساسية في التكوين الفني والتي تجذب عين المتلقي ليدخل إلى العمل الفني، وقد يكون مركز اهتمام العمل الفني واحد أو عدد من المراكز موزعة بطريقة منظمة ومحسوبة، وكي يكون الفنان مركز الاهتمام عليه بتقسيم اللوحة الفنية إلى 9 مستطيلات متساوية الحجم، فتظهر أربعة نقاط في المنتصف وهى ما يعبر عن مراكز الاهتمام التي يضع الفنان بداخلها العناصر الهامة في تكوينه الفني.

التركيب أو الوحدة هي العناصر العديدة المكونة للعمل الفني ومنها الشكل والأسلوب الفني والفكرة والهدف من العمل، ولكن الوحدة لا تكتمل إلا مع وجود الارتباط التام بين أجزاء العمل الفني بعضها ببعض، فعندما يكون العمل مشتت لا يصبح عمل فني، والتركيب لا يكتمل إلا بإخفاء جزء من عناصر التكوين بعنصر أخر يقع أمامه، وفي حالة وجود كل عنصر على حده وعدم تركيبه مع العنصر الأخر لا يعد هذا من الأعمال الفنية.

الاتزان أو التوازن هو تعادل القوى المضادة بالعمل الفني مما يشعر المتلقي بالارتياح وعدم الشعور بالقلق، وقد يكون التوازن تقليدي وهو ظهور العناصر الموجودة بالنصف الأيمن من التكوين بنفس المنظر بالنصف الأيسر من التكوين، ويد يكون التوازن غير تقليدي وهو ما يجعل العناصر الموجودة في التكوين غير متماثلة أو متساوية ما بين النصف الأيمن والنصف الأيسر.

ويوجد الإيقاع والعمق والتأطير وكلها من الأسس التي يعتمد عليها التكوين الفني وهو ما سنتحدث عنه باستفاضة في مقال أخر بإذن الله تعالى.