يعتبر الغضب هو الشعور النفسي الإنفعالي والذي يترتب عليه الكثير من النتائج السلبية، ويختلف الناس في طرق التعامل مع الغضب من شخص لأخر، كما يختلفوا أيضًا في درجة الغضب وأسبابه، كما من الملاحظ أيضًا أن أثار الغضب تختلف من شخص لأخر، فعلى سبيل المثال نلاحظ أن هناك الغضب المعتدل والذي لا يترتب عليه خروج الإنسان عن صوابه وعدم إرتكابه لأي أخطاء على الإطلاق، كما يوجد أيضًا الغضب المذموم والذي يخرج صاحبه عن صوابه ويرتكب أخطاء قد تضر بمن حوله، وسنتعرف على أهم طرق التخلص منه ونتائجه.

نصائح للتخلص من الغضب في الإسلام

هناك مجموعة من الوسائل يجب على كل مسلم الإلتزام بها من أجل ضبط نفسه عند الشعور بالغضب والتخلص منه على الفور ومن أهم هذه النصائح مايلي:

1- ضرورة أن يتم الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فلاشك أن السبب الرئيسي والأساسي وراء غضب الإنسان وشعوره المستمر بالإنفعال هو الشيطان، ومن الملاحظ أن الإستعاذة تشير للدعاء باللجوء لله سبحانه وتعالى من أجل التخلص من هذا الشعور، وحينما يسمع الشيطان هذه الإستعاذة فإنه يصمت على الفور مذعورًا.

2- الحرص على الإلتزام بالصمت، وذلك لأنه بالتأكيد حينما يغضب أي شخص فإنه يصدر منه الكثير من الكلمات والأقوال الخاطئة، وسوف يترتب على ذلك الوقوع في الكثير من الأخطاء، ويتضح ذلك من قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم” إذا غضب أحدكم فليسكت.

3- الوضوء وذلك لأن الغضب عبارة عن جمرة مشتعلة يشعلها الشيطان في نفوس الأفراد، ولا يتمكن من إطفائها إلا عن طريق الإستعاذة بالله للتخلص منه، ويتم بعد ذلك الوضوء، ثم الصلاة ومن خلال ذلك سوف يتمكن المسلم من التخلص من غضبه، ويزول على الفور وسوف يحل محله بالتأكيد الهدوء والسكينة وراحة النفس.

4- الإلتزام بالصبر فهو يعتبر من أفضل وأعظم الفضائل في الدين الإسلامي، والتي أكد عليها الإسلام بدرجة كبيرة، فمن الجدير ذكره أن الصبر في الإسلام يقصد به القدرة على التجمل والتحمل وخاصة في حالة التعرض للصدمات الأولى، فعلى سبيل المثال حينما يسمع الإنسان خبر يحزنه أو يطلع على حدث مؤلم فيجب عليه حين ذلك أن يصبر ويحمد الله على كل شيء، كما يجب عليه أن يعلم أن هذا الصبر هو الذي سوف يؤجر عليه وينال ثوابه العظيم في الأخرة، ويتضح ذلك من قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ” إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب”.

5- تغير الوضعية بالجلوس في حالة إذا كان الشخص الغاضب قائمًا، أو القيام بالنوم في حالة إذا كان جالس، ولعل ذلك يرجع لأنه في حالة ثبات الشخص الغاضب بالوقوف سوف يترتب عليه غضبه وقيام ببعض التصرفات والأفعال العنيفة مثل الضرب بشدة أو قيامه بتحطيم الأثاث الذي يوجد أمامه أو الممتلكات التي توجد معه في نفس الغرفة، وبالتأكيد في حالة قيامه بتغيير الحالة التي عليها وتغير وضعيته سوف يترتب على ذلك إبعاده عن القيام بهذه الأفعال الخاطئة، بالإضافة لأن هذا التصرف سوف يبعد العقل الباطن عن القيام بهذا التفكير.

6- الحرص على الإقتداء بأخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فكان يتصف بالكثير من الصفات والأخلاق الحميدة والتي تتمثل أهمها في الحلم وعدم الغضب بالإضافة لأنه يعرف بقدرته على كظم الغيظ، كما يجب عليه أن يحرص أيضًا على تذكر جميع النتائج السلبية التي تعود في حالة غضبه بشدة.

أهم النتائج التي تعود في حالة الغضب

لاشك أن الغضب وعدم القدرة على ضبط النفس يعتبر من الأمور السيئة التي يترتب عليها الكثير من النتائج السلبية والتي تتمثل أهم هذه النتائج في مايلي:

1- يترتب عليه الكثير من الأمراض الخطيرة والتي تتمثل أشهرها في حدوث إرتفاع شديد بضغط الدم، وذلك لأن الكثير من الدراسات أشارت إلى أن الأشخاص التي تغضب بطريقة سريعة يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض المختلفة.

2- حدوث إضطرابات ومشاكل كثيرة في العلاقة التي تربط الأشخاص بعضهم ببعض، وخاصة في حالة إصدار الشخص الغاضب لسلوك وأفعال خاطئة وعنيفة تضر بالأشخاص المحيطة به.

3- إنتشار قدر كبير من القيم السلبية بين جميع أفراد المجتمع كله، بالإضافة لغضب الله سبحانه وتعالي نتيجة ذلك، وربما قد يترتب على هذا الغضب في الكثير من الأوقات التلفظ بالشتائم والكثير أيضًا من الألفاظ التكفيرية التي تغضب الله عز وجل، ولذلك يجب على شخص غاضب أن يحرص على ضبط نفسه وعدم النطق بأي كلام أو أقوال خاطئة يترتب عليها بعد ذلك الكثير من الأضرار.