تشتهر متحف أم القيوين الوطني باحتوائه على العديد من الآثار التاريخية و التي تمتد لآلاف السنين و التي قد تم اكتشافها في بعض المناطق الأثرية الموجودة في إمارة أم القيوين و التي من أهمها موقع الدور و موقع تل الأبرق الشهيرين , و تنتشر هذه المقتنيات الأثرية في القاعة الثالثة و الرابعة من المتحف و الذي مقره هو حصن آل علي و الذي قد تم تشييده في العام الثامن و الستون من القرن الثامن عشر الميلادي على يد الشيخ راشد بن ماجد المعلا ليكون مركز للحم و مقر العائلة الحاكمة للإمارة.

  تشتتهر إمارة أم القيوين بأنها تتميز بطبيعتها السياحية الخلابة فهذه المدينة تعرف بتاريخها فهي تحتوي على العديد من المعالم الحضارية التي تدل على عراقة تاريخ الدولة الإماراتية و مدى ثقافتها القديمة المتميزة حيث أن تاريخ ظهور الإنسان على أرض هذه المدينة قديما يرجع إلى حوالي أكثر من خمسة آلاف عام تقريبا و يتضح ذلك من خلال العديد من المناطق الأثرية العظيمة التي تنتشر على أرضها بداية تكوين إمارة أم القيوين كان من حوالي مائتي عام حيث أنه قد انتقلت قبيلة العلي من جزيرة السينية حتى وصلت إلى موقعها الحالي و من بعدها في منتصف النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي قد أوصى الشيخ ماجد العلي بإنشاء مشيخة مستقلة في إمارة أم القيوين و من بعدها بدأت هذه الإمارة في طريقها إلى الازدهار حيث أنها شهدت تشييد العديد من المعالم الحضارية مما قد أهلتها لتكون واحدة من أكثر المدن سياحة و تميز وسط العديد من المدن العربية الأخرى , و يعتبر هذا المتحف من أجمل المعالم التي يمكن زيارتها حيث أنه يتميز بتاريخ عريق حيث أنه ظل المقر الرسمي للعائلة الحاكمة حتى العام التاسع و الستون من القرن المنصرم الميلادي حيث قام الشيخ أحمد بن راشد المعلا رحمه الله بالإنتقال إلى سكن أخر ,,

و من وقتها و قد أصبح هذا المكان واحد من أهم المتاحف الوطنية في دولة الإمارات حيث أنه يقوم بضم العديد من المقتنيات الأثرية للمدينة حيث يقوم بعرض التاريخ المميز لهذه المدينة الخاص بالأجداد و الأجيال القديمة ليراها الأجيال الحالية و التعرف على عاداتهم و تقاليدهم القديمة كما أن هذا المتحف يعتبر من أعرق المنشآت الإماراتية و التاريخية التي توجد في إمارة أم القيوين حيث يصل عمره أكثر من مائتي عام تقريبا , حيث يقوم هذا المتحف بعرض جميع التراث الخاص بالمدينة حيث أنه بداخل هذا المتحف نرى الحياة الإماراتية القديمة و التي تبث من خلال المقتنيات الأثرية به , فهو يقوم بحماية التراث المحلي للمدينة كما أنه يرصد مراحل تطور و نمو الإمارة منذ القدم و حتى يومنا هذا كما أنه يعتبر هو مركز الهوية الوطنية و من أهم الاركان الرئيسية في التنشئة الإجتماعية و الثقافية للشخصية الإماراتية .

كان قديما هذا الحصن قد تم تشييده على الهيئة الدفاعية حيث أنه كان يطلق عليه اسم برج المنشر و ذلك أنه كان أول من حمل علم إمارة أم القيوين في العام الثامن و الستون من القرن الثامن عشر و ظل يقومون بترميمه و تجديده على مر العصور و حتى وقتنا هذا كما أن هذا الحصن يتميز بهيئته الشبه مربعة و التي له تراث معماري محلي مميز , و يتكون هذا الحصن من مدخل له ثلاث ردهات و التي تردي بعد ذلك على البهو الداخلي للحصن و تتكون هذه الردهات من دورين كل دور يضم ثلاثة غرف ذات سقف خشبي مصنوع من الجندل كما أن باقي الشبابيك و الأبواب قد تم صناعتها من خشب الساج المدعم كما أنه يحتوي أيضا على مطبخ و سجن .

و هذا المتحف يتكون من برجين بجر المنشرو الذي يوجد في الجهة الشمالية الشرقية و برج الليوارة و الذي يوجد في الجهة الجنوبية الغربية و التي يتميز هذا البرجين من ثلاثة أدوار لكل منهم , و من الجدير بالذكر أن هذا المتحف قد تلقى العديد من الزيارات المهمة من الشخصيات العربية و العالمية المهمة حيث أنها قد رفعت من معنويات و نفوس أهالي المدينة , و يوجد داخل هذا المتحف أيضا جناح كبير خاص بالهدايا التذكارية التي قد حصل عليها الحاكم في الكثير من المناسبات المختلفة بالإضافة على مجموعة من المقتنيات الذهبية العريقة و التي كان يتزين بها السيدات قديما حيث تعرض فن تصميم الذهب في منطقة الخليج منذ القدم .

كل هذا بالإضافة إلى أنه يحتوي على مجموعة من الغرف الكثيرة و التي تم تخصيص منها غرفة لتكون خاصة بالوثائق التاريخية المهمة للمدينة و التي من أهمها أول طابع بريدي للإمارة و مجموعة من المصاحف التي كانت مكتوبة بخط اليد و التي يصل تاريخها إلى أكثر من ألف عام تقريبا , كما أنه يحتوي على أول جواز سفر صدر في الإمارة و أول رخصة قيادة و أول رخصة تجارية و التي يتحمل ختم حكومة إمارة أم القيوين كما أنه يوجد به لوحة لشجرة العائلة الحاكمة و التي قد تم تصنيعها خصيصا من السيراميك و الذهب .