وُلد أبو القاسم خلف الزهراوي في الزهراء بالقرب من قرطبة في الأندلس، وترجع أصوله إلى الأنصار ويعرف في العالم الغربي باسم Albucasis ، وهو طبيب مسلم عاش خلال القرن الرابع الهجري ( العاشر الميلادي ). ويعد أبو القاسم الزهراوي من أبرز الجراحين الذين ظهروا في العالم الإسلامي، حيث وصفه الكثيرون بأبي الجراحة الحديثة. وقد وصفه ابن الحزم في كتاباته أنه من ضمن أعظم أطباء الأندلس، فلا تزال بعض اختراعاته مستخدمة حتى يومنا هذا.

سيرة أبو القاسم الزهراوي
لم يكن الزهراوي طبيبًا وجراحًا ماهرًا فحسب، ولكن كان ذو خبرة واسعة وكان طبيبًا لعبد الرحمن الثالث المعروف بالناصر، ثم طبيبًا لابنه الحكم الثاني المستنصر. وقد أثر الزهراوي تأثيرًا عميقًا في أوروبا، فقد تُرجمت كتبه ومؤلفاته إلى لغات عديدة ودرّست في جامعات أوروبا الطبية. وسار على دربه العديد من الجراحين الأوروبيين، حتى أنهم في بعض الأحيان انتحلوا بعض اكتشافاته دون ذكر اسمه كمصدر أولي.

كتاب ” التصريف لمن عجز عن التأليف “
هو موسوعة طبية تتكون من 30 مجلدًا، وكل مجلد منهم يغطي تخصصًا من تخصصات الطب حيث ختمهم أبو القاسم الزهراوي بفصل الجراحة لأنه يرى أن جراحة الطب مهنة سامية تحتاج إلى معرفة بقية التخصصات الطبية الأخرى قبل الخوض فيها. ويذكر الزهراوي في مقدمة كتابه أن مهنة الطب قد تدهورت في زمنه وأنه قد جمع في هذا الكتاب العلوم الطبية لمن عجز عن جمعها كما يوحي اسم الكتاب. ويعرض الفصل الأول في الكتاب الجراحة بطريقة الكي باستخدام أدوات متعددة ولجميع مناطق الجسم تقريبًا. أما الفصل الثاني فيناقش ويعرض جراحة الخراجات وكيفية شقها، بينما يعرض الفصل الأخير طرق تجبير العظام في حالة الكسر وكيفية إرجاعها إلى الوضعية الأصلية في حال تزحزحها عن مكانها الأصلي.

أهم إنجازات أبو القاسم الزهراوي
– اخترع العديد من الأدوات الجراحية التي تساعد في علاج الحلق والأذن.
– استخدم الكي في علاج الأمراض.
– أول عالم يتحدث عن الأنواع المختلفة لأنابيب البذل.
– أول طبيب يقدم على استخدام خطافات مزدوجة في العمليات الجراحية.
– شرح ماهية الحمل المنتبذ وهو الحمل خارج الرحم في عام 963م.
– ابتكر طريقة لعلاج الثؤلول من خلال استخدام أنبوب حديدي ومادة كاوية.
– وصف الحقنة الشرجية والحقنة العادية والملاعق الخاصة لخفض اللسان وفحص الفم ومقصلة اللوزتين.
– أول من توصل إلى طريقة ناجحة لوقف النزيف من خلال ربط الشرايين الكبيرة قبل ” باري ” بـ 600 عام.
– اخترع آلة تهدف إلى استخراج الجنين الميت، كما أنه أول من استخدم آلات خاصة بتوسيع عنق الرحم.
– شرح العملية التي تتم بها قلع الأسنان بلطف، وكذلك شرح أسباب كسور الفك خلال عملية القلع.
– أول طبيب يستخدم قوالب خاصة بهدف صناعة الأقراص الدوائية.
– قام بصنع الخيطان الخاصة بالعمليات الجراحية، واستخدمها في إجراء جراحة الأمعاء وكان قد صنعها من أمعاء القطط.
– اخترع آلة دقيقة للغاية تهدف إلى علاج انسداد فتحة البول الخارجية عند الأطفال حديثي الولادة، مما يسهل مرور البول.
– ابتكر ووصف عملية القسطرة، واخترع الأدوات الخاصة بها كما أجرى العديد من العمليات الصعبة المتعلق بشق القصبة الهوائية والتي قد أحجم العديد من الأطباء قبله عن إجراءها مثل ابن سينا والرازي وذلك بسبب خطورة تلك العمليات.

أهم مؤلفاته
– التصريف لمن عجز عن التأليف.
– تفسير الأكيال والأوزان.
– المقالة في عمل اليد.
– مختصر مفردات خلف بن عباس الزهراوي وخواصها.

الوفاة
توفي أبو القاسم خلف الزهراوي في عام 427ه، بعد عمر مليء بالأبحاث العلمية والكتابات والتصنيف، تاركًا إلينا ثروة في المجال الطبي.