خلق الله الإنسان و جعل فيه خاصية القدرة الذاتيه الداخليه أن يعالج نفسه و يشفيها بالحب ، أثبتت الدراسات بما لا يقبل الشك العلاقة الوطيدة بين العقل و الجسم و بينت الأبحاث الكيفية التي يستطيع بها الحب أي يشفي فعندما نشعر بالحب ، كحب الخالق عزوجل و حب المخلوقات و حب الكون من حولنا و نعطيه و نستقبله فإن الدماغ يفرز مجموعة من الهرمونات أحدها و أهمها هرمون الأكستوسن أو ما يلقب بهرمون الحب و الذي يحث الإنسان على الترابط و التواصل و التراحم و التلاحم مع الأخرين .

و لكن هذا الهرمون يقوم بوظيفة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها فهو يحمى من الأثار السلبية الناتجة عن الضغوط النفسية و العصبية و الفسيولوجية بشتى أشكالها و في دراسات علمية عديدة منها دراسة دكتور هلين فيشر  التي قضت حياتها الأكاديمية كلها في محاولة فهم ما يحدث في الدماغ عند الحب ، حيث وجدت أنه عندما يركز الشخص على ما يحب فإن أجزاء معينه و محددة من الدماغ تشع و تضيء مما يعنى أن تلك المنطقة قد فعلت ومنها المنطقة المسؤولة عن إفراز هرمون الدوبامين و الذي يلقب بهرمون السعادة و توضح دكتور فيشر بين هذه الهرمونات التي تفرز في الدماغ و تتناسب مع شدة الحب يمكن أن تغرق الدماغ بكميات كبيرة لتمنح الجسم النشاط و القوة و الحيوية و الجلد و التركيز و كذلك القدرة على الإحتمال و تجعله قادرًا على أن يسهر الليالي دون تعب أو نوم أو أن يقطع مئات الأميال من أجل غاية أو حتى أن يموت من أجل الشخص أو الشيء الذي يحب .

إن الأبحاث العلمية و بالإستعانة بالتقنية الحديثة إستطاعت أن تكشف لنا أمرًا عجيبًا يحدث أثناء الإحساس بالحب فعندما نشعر بالحب بشكل عام يفرز الجسم مادة حليبية بين خلاياه و لا يعرف هوية تلك المادة إلا أننا نعرف أن الخلايا تتقارب من بعضها بعضًا و يتحسن أدائها و كأن كل خلية أصبحت تحب أختها و يترابط معها لتحسين الأداء الوظيفي فلا عجب أن تجد أن المحب يشعر بالنشاط و القوة و الحيوية و تجده قادرًا على التغلب على المشاكل مهما تعقدت و العكس صحيح فعندما يشعر الإنسان بالحزن أو البغض فإن هذه المادة الحلبية التي تتكون بين الخلايا تختفي و تتصارع حركة الخلايا في الجسم و تتنافر كأنها تبغض بعضها فيشعر الإنسان حينها بالضعف و الإكتئاب و إنعدام القيمة و العجز عن القيام بأي عمل .

إن الحب أغلى و أهم طاقة يمتلكها الإنسان هو يعطي الإنسان فرصة و وقت لإصلاح ما أفسده في الجسم و يعطيه الطاقة اللأزمة لإصلاح الخلايا حتى لا يتأخر الإصلاح و يدفع الإنسان ثمن ذلك بإحدى صور الأمراض المختلفة و التي منها السرطانية ..