إرفين روميل من أهم القادة العسكريين في الجيش الألماني ، استطاع أن يحفر اسمه في التاريخ ، ولذلك لقب بثعلب الصحراء نظرا لبراعته وقوته في الحرب فلم يلبث في أي مكان إلا وقد حقق انتصارات عظيمة ، فسيرة حياته سيرة حية تستحق البحث .

مولده وحياته:
ولد إرفين روميل في عام 1891 في بلدة هيندنهام الألمانية ، وكان أسرته من أصل بروتستانتي ، ثم التحق روميل بفرج المشاة الرابع والعشرين كضابط وذلك في عام 1910.
تزوج روميل من امرأة تدعى ( لوسي ) وذلك عام 1916 في بولندا ، ولهما من الأبناء ابنا وحيدا يدعى مانفريد ولد عام 1928.

حياته العسكرية :
– شارك روميل كملازم في الحرب العالمية الأولى في فرنسا ورومانيا وإيطاليا وأخذ على عاتقه هذه المهمة حتى أنه أصيب ثلاث مرات ، ولكن جاءت العدالة السماوية بحصوله على وسام الصليب الحديدي من الدرجة الثانية .

– فضل روميل البقاء في منصبه وأن يعمل كقائد ميداني بدلا من أن يحصل على منصب أركان حرب ، حيث كان لديه الرغبة والحب في أن يدرس في يوم من الأيام في الأكاديميات العسكرية وبالفعل قام بذلك وقام بالتدريس لأنواع جديدة من الخطط في التفكير العسكري في كتابه ( هجوم المنشأة ) عام 1937 .

– شغل روميل منصب رئيس الضباط في مدرسة ( ويتر نيوستانت ) بالقرب من فيينا .– في غضون الحرب العالمية الثانية تمكن روميل من الحصول على منصب قيادة الفرقة السابعة بانزر في عام 1940 من خلال ترقيته لهذا المنصب ، أي قبل ثلاثة أشهر من غزو فرنسا وهولندا مما جعل هناك غيرة من قبل زملائه الضباط ، فقد رفض روميل هذا المنصب منذ البداية ولكن تمت موافقته بعد إشادة الجميع حوله بخبرته الواسعة .

– كان لرومل الدور الأكبر في عام 1940 وذلك بعد فشل فرقة البانزر للوصول إلى بلجيكا وفرنسا بسبب وجود الجسور المدمرة وانتشار القناصة ونيران المدفعية البلجيكية ، فأمر روميل بحرق عدد من المنازل لإخفاء الهجوم مما ساعده على نجاح هذه المهمة .

– تم تكليف روميل في عام 1941 بدعم القوات الإيطالية وذلك بشمال أفريقيا وكان له النصيب الأكبر بأن يحقق أقوى وأعظم الإنتصارات حتى أن أخباره قد وصلت إلى هتلر في ألمانيا مما جعل هتلر يأمر بترقيته إلى ( مشير ) .

– أمر روميل بسحب الجيش الألماني من شمال افريقيا نظرا لقسوة حرارة الجو في الصحراء ، ولكن فور علم هتلر بذلك رفض ذلك وأمر الجيش الألماني أن يهاجم القاهرة العاصمة المصرية ، وبالفعل زحف الجيش الألماني نحو الهدف ولكن القوات البريطانية قد أوقفته على بعد 200 كيلو من الإسكندرية.

– حقق روميل إنتصارات عدة في مصر ، مما تسبب في نقص اسلحة القوات الألمانية وترتب عليه خسارة معركة العالمين الثانية في مصر على يد الجنرال الإنجليزي مونتغمري قائد الجيش الثامن البريطاني عام 1942
– كان لروميل الدور في قيادة القوات الألمانية والإيطالية في معركة مدنين بالجنوب التونسي وهي آخر المعارك التي تمت في شمال إفريقيا ، وهذه المنطقة تمت إنتصارات عدة على القوات البريطانية وكانت سببا رئيسيا في تراجع القوات البريطانية من مدينة طبرق بليبيا إلى مصر حتى منطقة العالمين بشمال غرب مصر .

آخر أيام حياته ووفاته:
– عاد روميل إلى ألمانيا وذلك رغبة منه في ذلك وخاصة بعد انتقادات روميل لقيادة هتلر في عام 1944 ، تعرضت سيارته إلى الهجوم الجوي آنذاك ولكنه استطاع أن يهرب مع وجود إصابات عدة في رأسه ثم عولج روميل وشفي من جراحه وتولى مهمة الدفاع عن الشاطئ الفرنسي ضد هجوم متوقع من قبل قزات الحلفاء.

– تم إلقاء القبض على روميل بأمر من هتلر نظرا لتآمره على حياة هتلر وذلك بعد وجود أدلة على اشتراك روميل في محاولة إغتيال هتلر في مقر قيادته في بروسيا الشرقية عام 1944 ، فلم يجد هتلر أمامه سوى أن يخير روميل بين الإنتحار بالسم وإعلان خبر وفاته متأثرا بجراحه أ أو الموت والإعدام ، فقد إختار روميل الأنتحار بالسم وخبر زوجته وابنه عن هذا الأمر قبل وفاته وتم إعلان خبر وفاته متأثرا بالجروح وتمت له جنازة عسكرية في غاية الأهمية ، إلا أن هذا السر لم يتم كشف الستار عنه إلا بعد هزيمة هتلر وموته .