دفع تدني المستوى التعليمي الذي تعاني منه المدارس الحكومية وعدم مواكبتها لمتطلبات العصر واحتياجات سوق العمل وتقديمها للمعلومات العلمية بطريقة جذابة تعمل على ترسيخها في ذهن الأبناء إلى انتشار ثقافة التعليم المنزلي ، مستعينين في ذلك بالأساليب المختلفة

طريقتين مشهورتين للتعليم المنزلي

طريقة مونتيسوري

أسست ” ماريا منتيسوري ” وهي طبيبة ومثقفة وفيلسوفة إيطالية هذه المدرسة ، وتكمن جوهر هذه الطريقة بحسب في عدم ربط حسن أخلاق الطفل بعدم حركته ونشاطه الزائد للتعرف على العالم من حوله واكتشافه كما هو مُتعارف في ثقافة السواد الأعظم من الآباء وكما هي أساليب التربية القديمة ، فعندما يتحرك الطفل بذكاء ودون ارتكاب أفعال عنيفة أو التلفظ بكلمات خارجة فتلك بيئة خصبة ستعود حتما بالنفع على شخصه .

طريقة والدورف

نشأت هذه الطريقة على يد الفيلسوف النمساوي “والدورف شتاينر” ، وتقوم هذه المدرسة على أن لكل مرحلة عمرية ما يناسبها من معرفة ، فالمعرفة المناسبة للمرحلة المناسبة ، فيعمل “رودولف شتاينر” من خلال مدرسته على أن يعي الأهل أن لكل مرحلة من مراحل الطفل لها نموها ومتطلباتها فالإنسان جسد وعقل وروح ، لكي يكونوا قادرين على التعامل معها بطريقة فعالة

معالم مدرسة فالدورف و مونتيسوري

طريقة مونتيسوري

_ تشجيع الطفل على حرية الحركة واستقلاله في اختيار الأنشطة والوسائل التي يميل إليها .

_ احترام النمو النفسي الطبيعي للطفل وعدم التدخل بشكل مباشر لمحاولة تغيير أيًا من صفاته أو اكتسابه أخرى جديدة

_ الفصول في مدرسة منتيسوري تحتوي على أعمار مختلطة من عمر الثالثة إلى عمر التسع سنوات .

_الطفل في حالة تحول وتغير مستمرة سواء في جسمه أو عقله نتيجة ما يكتسبه من مهارات ومعرفة جديدة خلال لعبه

_ التعليم عند مونتيسوري قائم على أن التعليم يجب أن يكون فعالا و داعما و موجها لما يحلم أن يكون عليه الطفل في المستقبل .

_ تأمين بيئة هادئة ومُنَظمة تدعم حاجته للتعلم والتركيز و الاكتشاف .

_يعتمد الطفل على ذاته للتعلم  فيبني معرفته من خلال الاحتكاك والتفاعل الجسدي مع البيئة ليكون الصور الذهنية الخاصة به .

_ يكرر الطفل النشاط أو التمرين الواحد عدة مرات حتى يتمكن من إتقانه.

_ منهج مونتيسوري هو أسلوب حياة يجب أن تتبعه الأسرة كلها ولا يقتصر على الطفل

_ احترام الطفل وما يؤمن به هو أهم أعمدة طريقة مونتيسوري ، ومبادلته بعض الكلمات مثل (شكرا ، من فضلك ، عفوا ) عند التحدث إليه .

فالتعليم حسب منهج مونتيسوري التعليمي يقوم على أنه يجب على الطفل التعرف على ما حوله واكتساب المعرفة من خلال حواسه وتنمية شخصيته في النواحي النفسية والروحية والحركية ، وتطوير قدراته الإبداعية بما يتسق وتصوره الذي يحلم أن يكون عليه في المستقبل بعيدًا عن تراكم المعلومات و التلقين و الحفظ .

طريقة والدورف

يبدأ اليوم التعليمي لدى والدورف بترديد الأغاني الصباحية والعزف على الموسيقى ، ويُمنع تماما على المُربين والمعلمين محاولة تلقي التعليم الأكاديمي للأطفال قبل سن السابعة والاكتفاء بالمحاكاة ورؤيته للأب والأم وهما يقومان بأعمال المنزل من طهي وتنظيف ومراقبة سلوكياتهما وأخلاقهما ليتعلم من خلال القدوة هذه الأعمال ويُطبقها في المرحلة العمرية التي تليها

 التشجيع على اللعب الذي يُساعد الأطفال على الربط بين جميع عناصر البيئة المحيطة ،

يبدأ تلقي التعليم بعد سن السابعة من خلال الخيال فإطلاق العنان لخيال الطفل برسم المعلومات وعمل لوحات فنية منها أهم المقومات التي تقوم عليها مدرسة والدورف

كذلك تعليمهم الأرقام من خلال حواسهم فمثلا عدد الثمار التي تلمسها أيديهم وأنواع الألوان التي تراها عيونهم وأسماء الحروف التي يشكلونها بأجسامهم وسيقانهم وأذرعهم

_وليس أخيرًا ليست هنالك حصص مدرسية إنما تتم مُناقشة وتدريس إحدى الموضوعات لمدة أسبوع مثلا قبل أن يتم الانتقال لموضوع آخر وهكذا .

يرى كثير من المختصين أنه من الأخطاء الكارثية التي يقع فيها الأهل هو إلزام أنفسهم وأطفالهم بنمط معين للتدريس حسب الإيجابيات والسلبيات من وجهة نظرهم وليس قياسا على بيئتهم وما يناسب شخصية الطفل وميوله ، أو محاولة الدمج بينهما مما يجعل التجربة ثرية للأسرة والطفل بشكل عام فلكل فرد في العائلة شخصيته المتفردة والدمج يساعد على وجود ما يستهوى كل فرد من أفراد الأسرة وإثراء حواسنا جميعًا بكيفيات مختلفة تناسب أنماطنا وطبائعنا .