خلقنا الله عز وجل شعوباً وقبائل لنتعارف، وجعل سنة الحياة هي الاختلاف لتعزيز دعائم الإنسانية، ولإقامة العبادات، ونشر العلم والعمل، وبالتالي نشر الثقافات التي تنقل الإنسان إلى أعلى مراتب التحضر والشرف، وتنقل المجتمعات إلى سير التقدم. واختلف الحال قديماً، ولا يزال بين مجتمعات الحضر ومجتمعات الريف.. مجتمع القرية ومجتمع المدينة.

احتفظ كل من مجتمع القرية ومجتمع المدينة بخواصه على مدار العقود،فالأصل كان للقرية؛ حيث حرفة الزراعة التي كانت من أهم الحرف والتي ازدهرت على أساسها الحضارة المصرية القديمة. وتلى عملية البناء والتشييد إقامة الحضارات، فنهض المجتمع الحضري، وتأسست المدينة والتي تميزت عن اتصال القرية المباشر باتصالاتها غير المباشرة.

تعريف المدينة وأهم خصائصها

  • تُعرف الفيلات،  ونزل التصييف أو الشاليهات.
  • تفترض أسس المظهر بالنسبة لأهل المدينة ارتداء القميص والبنطال بالنسبة للرجل، ومن الممكن أن تتشارك المرأة معه هذا الزي بالإضافة إلى ارتدائها ما يخصها كالفساتين، والجونلات، وغيرها وفقاً للعمر، ومحل السكن.
  • يتحدث آل المدينة الهدة العامية والتي تكون إما عربية أو أجنبية تم تيسيرها من الفصحي لتصبح “دارجة” وسهلة، وتم استقاء أغلبها كذلك مما حواه التراث الشعبي، والفلكلور.

تعريف القرية وأهم خصائصها

  • تُعرف الرياضية، والتي يتصدر فيها النشاط الرياضي التأثير والمساحة عن الأنشطة الثقافية والتي تنتشر بالمدارس الموجودة بالقرية فحسب.
  • للقرى طقوس فلكلورية تحرص على الالتزام بها في الأعياد الدينية، والأعياد القومية، وكذلك في المناسبات الاجتماعية كحفلات الزفاف، أو عقد القران.
  • يتميز أهل القرى ببساطة المظهر، والذي يحرص على تطبيق مفهوم “السُترة” بالنسبة للرجل والمرأة، هذا بالإضافة إلى بساطة السلوك.
  • تعتبر وسيلة الانتقال بين المنازل والبيوت إلى جانب السيارات الخاصة، والدراجات البخارية، أو عربات النقل الصغيرة إلى المتوسطة هي عربة الحنطور، أو عربة الحصان المكشوفة، وكذلك الدواب والخيول.

المدينة والقرية بين الماضي والحاضر

  • لطالما تم اعتبار المدينة هي المركز الرئيسي لحدوث أهم مجريات الأمور على جميع الأصعدة، والتي تتأثر بها بشكل تابع جميع المجتمعات التابعة لمجتمع المدينة، ومنها القرى بالطبع.
  • ومن المدينة يتم البث  الإعلامي لجميع المؤتمرات، والاجتماعات الرئاسية والحكومية، وينطلق من أجهزة الإعلام الموجودة بالمدينة جميع التصريحات الرسمية،لكافة المراكز والقيادات.
  • انتشرت بالمدينة حالياً أشكال مختلفة من مؤسسات التعليم فتظهر مدارس اللغات والمدارس التجريبية والمدارس الخاصة إلى جانب المدارس الحكومية، فضلاً عن الجامعات الخاصة كذلك، وجامعات اللغات أيضاً.
  • أصبح هناك عزو للصحراء المحيطة بالمدن، واستغلال لكافة أراضيها من أجل تأسيس أشكالاً مختلفة من المدن الاقتصادية لدعم الشباب من جهة، والمدن الخاصة بفئات المجتمع من أبناء الطبقة العُليا من جهة أخرى.
  • تغير الشكل الاجتماعي لكثير من العلاقات نتيجة الانفتاح على ثقافات العالم الآخر، هذا بالإضافة إلى انتشار التكنولوجيا بشكل كبير في القرية والمدينة، وإن اشتد الأمر في انتشاره بالمدينة بشكل خاص.
  • يُضاف كذلك إلى خصائص اللباس بالنسبة للرجال والنساء، فإن حافظ الجميع بالقرية على زيهم المميز للرجال والنساء على حد سواء، فإننا نجد كثير من أبناء القرية حالياً يميلون إلى تغيير جلباب الرجل بشكل خاص إلى قميص وبنطال المدني.
  • أصبحت المدينة تواكب جميع موجبات التحضر، واتسعت المفاهيم، وزادت درجات الوعي بها لاستقبال جميع المستجدات التي ينقلها العلم إلى أبناء مجتمع المدينة بشكل خاص؛  وذلك نظراً لاتسام الحياة الحضرية بسمة هامة وهي “التسامح”.
  • والتسامح هنا لا يخص تعريف القيمة الاخلاقية، ولكنه يختص بقدرة الفرد في المجتمع المدني على استقبال كل ما هو مختلف و “ضد” لما تم الاعتياد عليه، فاحتواء المتغيرات، و كل ما يتسم بالتجدد في هذا المجتمع يعتبر من سمات التحضر أو حياة الحضر أو المدينة.
  • وربما لا يُمكن لمجتمع القرية استقبال الجديد إلا وفقاً لمعايير وضوابط معينة، تعود في الأصل للأعراف والتقاليد والنظام العائلي الذي يحكم ويفصل بكل ما يجد من أمور، وكل ما قد يحدث من أخطاء وتوابعها.
  • تغير شكل القرية كذلك من حيث الأبنية التي زادت أدوارها، وأصبح من الطبيعي رؤية مواقف سيارات النقل البري، والسفر، تجاور محطات القطار بشكل خاص.

خاتمة تعبير عن القرية والمدينة

خلقنا الله عز وجل شعوباً وقبائل لنتعارف، وجعل كلمة الاختلاف الوحيدة بيننا هي تقاته عز وجل. لهذا فلا فرق لمدني على قروي إلا بتقوى القلب والعمل الصالح، فهو ما يرفع شأن المجتمع بغض النظر عن مظهره العام وشكل تكوينه، وهو ما ينصف الإنسانية كمظلة للكون بأسره.