فاتسلاف هافل هو رجل يجمع بين إبداع الفنانين وحكمة السياسين، حبس في السجون السياسية وسكن في القصور السياسية كذلك. إنه الكاتب المسرحي التشيكي ” فاتسلاف هافل”، أخر رئيس لدولة تشيكوسلوفاكيا من عام ١٩٨٩ حتي عام ١٩٩،  وهو أيضاً أول رئيس للجمهورية التشيكية في الفترة من عام ١٩٩٣ إلي عام ٢٠٠٣. وبالإضافة إلى ذلك  فهو أحد منظمي ” الثورة المخملية” التي أسقطت النظام الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا عام ١٩٨٩.

نشأة فاتسلاف هافل 
ولد “فاتسلاف  هافل” في الخامس من أكتوبر عام ١٩٣٦ في مدينة براغ، وكان والده مهندسا ناجحا، كما كان هافل ينتمي لعائلة معروفة وغنية، حيث كانت عائلته مرتبطة بالأحداث السياسية في تشيكوسلوفاكيا.

وعندما وصل الشيوعيون إلي السلطة فقدت عائلته كل ممتلكاتها، واتجه هافل إلى دراسة الدراما في أكاديمية الفنون المسرحية في براغ، وعرضت مسرحيته الأولي عام ١٩٦٣ بعنوان ” حفلة الحديقة” والتي كان يسخر فيها من النظام الشيوعي.

كتب خلال حياته أكثر من عشرين مسرحية وعدد من الكتب التي ترجمت إلى لغات عالمية عدة، كما اختير ليحتل مركزا رابعًا وفق ترتيب مجلة Prospect magazine لأفضل مئة مفكر على مستوى العالم.

بعد الغزو السوفيتي لتشيكوسلوفاكيا سحقت أحلام هافل وجيله وأصبحت أعماله ممنوعة من النشر في بلاده، فاتجه هافل إلى المعارضة دفاعاً عن احلامه هو رفاقه.

هافل أشهر معارض في تشيكوسلوفاكيا
قال هافل ” لم أريد أن أكون كاتبا سياسيا”، ومع ذلك فإن أفضل أعماله الفنية الجيدة وخاصة المسرحية منها تحمل الطابع السياسي، وهذا ليس لأن الكتاب والمخرجين يريدون أن يكونوا سياسيين، ولكن لأن السياسة شئ في جوهر المسرح”.

بعد بضع سنوات اتجه هافل صوب السياسة حيث بلغ نشاطه السياسي ذروته في عام ١٩٧٧، وذلك بعد مشاركته في تنظيم الوثيقة التي سميت “ميثاق ٧٧”، وكان الهدف من هذه الوثيقة هو   الحصول علي الديمقراطية واحترام الحقوق المدنية للمواطنين.

ومنذ ذلك الحين ونظراَ للدور الذي لعبه هافل في هذه الفترة أصبح فاتسلاف هافل أشهر معارض في تشيكوسلوفاكيا.

ولكن بعد ذلك حكم عليه بالسجن بسبب نشاطه المناهض للنظام، وظل تحت المراقبة المستمرة من قبل الشرطة حتي بعد خروجه من السجن.

بحلول نهاية عام ١٩٨٩ بدأ الحزب الشيوعي يتفكك وأخذت الديمقراطية تحتل مكانها في الدولة وبعد ١٨ يوما من الثورة المخملية بقيادة هافل تم إسقاط الحكومة الشيوعية.

انتخاب هافل أول رئيساً للتشيك بعد الإنفصال عن سلوفاكيا
قام السلوفاكيون بحملة من أجل الاستقلال والإنفصال عن التشيك وبالفعل تم حل الاتحاد بينها وبين التشيك، وانتخب هافل رئيسا للجمهورية التشيكية بعد بضع أشهر من الاستقلال عام ١٩٩٣.

وأصبح النظام في تلك الفترة رأسماليا، ثم أعيد انتخابه مرة أخري عام ١٩٩٨، أخذ هافل يعاني من مرض سرطان الرئة وأيضا من أمراض في الجهاز التنفسي وتم استئصال جزء من رئته في عام ١٩٩6.

وتنازل هافل عن منصبه كرئيسا في نهاية ولايته الثانية عام ٢٠٠٣،وبعدها تفرغ لكاتبة المسرحيات مرة أخري حتي توفي ١٨ ديسمبر ٢٠١١، وحين وفاته كان هافل يتولى رئاسة مجلس إدارة منظمة حقوق الإنسان ومقرها نيويورك. ويعد هافل مؤسس مؤسسة VIZE 97 والمؤسس الرئيس لمؤتمر العالمي السنوي Forum 2000.

كانت هذه لمحات من حياة فاتسلاف هافل من الكاتب المسرحي ورئيس جمهورية التشيك الأول.