الشيخ خالد بن محمد القاسمي ، هو الحاكم السابق لإمارة الشارقة من 24 يونيو عام 1965م إلى 24 يناير عام 1972 ، وقد تسلم الحكم بعد الشيخ صقر بن سلطان القاسمي ، وشارك في اجتماعات تكوين الاتحاد ممثلاً عن إمارة الشارقة .

نشأته
ولد خالد محمد القاسمي عام 1927 ، ووافته المنيه في 24 يناير عام 1972 ، وبذلك يكون قد عاش من العمر 45 عاماً ، وقد عُرف عنه وطنيته الشديده ، وتطلعه الدائم لوحدة العروبة ، والسعي الشديد في تطوير دولة الإمارات ، وعلى وجه الخصوص إمارة الشارقة ، حيث كان من أول الساعين إلى قيام الإتحاد ، وكان من أول الذين صمموا على استرجاع الجزر العربية المحتلة من قبل إيران ، وهي طنب الكبرى ، وطنب الصغرى ، وأبو موسى .

ويرجع نسب الشيخ خالد إلى قبيلة القواسم العربية ، وهم الذين قاموا بتأسيس دولة القواسم ، بزعامة الشيخ رحمة بن مطر القاسمي ، من عام 1722 إلى عام 1760 ، وقد استطاعوا أن يوسعوا مساحة دولتهم كثيراً ، حيث كانت عاصمتها رأس الخيمه    ، وكانت تضم الجزر المحتلة من قبل إيران ، وقد انفصلت دولة القواسم الاّن ، إلى إمارتين يتبعان دولة الإتحاد ، هما رأس الخيمه والشارقة  .

ويعود أصل دولة القواسم إلى نزار ، وهم بنو أد بن طاخبة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، يرجع نسبهم إلى النعمان بن مقرن وزهير بن أبي سلمى ، وإياس بن معاوية القاضي ، وقد أخذوا لقب القاسم نسبةً إلى القاسم بن شعوة الذي أخرجه الحجاج الثقفي إلى عمان على رأس جيش كان ذاهباً لحرب سليمان بن عباد ، الذي أراد  أن يستقل بالحكم عن عبد الملك بن مروان ، الخليفة الأموي اّنذاك .

توليه حكم إمارة الشارقة
وقد تولى حكم إمارة الشارقة في 24 يونيو عام 1965 ، بعد وفاة الشيخ صقر بن سلطان القاسمي ، حاكم الإمارة السابق  ، واستمر في حكمه ، حتى وافته المنية إثر حادث أليم ، أفزع المواطنين وكل من عرفوه ، وبعد ذلك تولى اخوه الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ، الذي كان يدرس في جمهورية مصر العربية اّنذاك ، لكنه عاد فوراً إلى إمارة الشارقة ، بمجرد سماعه لخبر وفاة الشيخ خالد .

لقاء الشيخ القاسمي مع جريدة الانوار البيروتية
إلتقت جريدة الأنوار البيروتية مع الشيخ القاسمي ، وتحدث في هذا اللقاء عن الجزر الثلاثة التي قامت إيران بإحتلالها ، وقال أنه قام بتقديم كافة الوثائق والبيانات التي تبت عروبة الجزر ، وتمنى لو استطاع مناقشة إيران بالمنطق والحجة والقانون ، عن أن الجزر عربية ، ويعود أصلها إلى دولة القواسم ، وأضاف بأنه قد ذهب إلى طهران ، وبريطانيا ، وأجرى الكثير من الإتصالات مع الدول العربية ، ليوضح فكرته   ، ولكنه وصل في النهاية إلى طريق مسدود .

ومن العوامل التي عاقت طريقه أن الدول العربية تعيش ظروفا صعبة، ومشغولة ولم تهتم اطلاقا بموقف الشارقة، ولم تتخذ منه اي اجراء ايجابي ،ودولة ايران تهدد وتتوعد وتدعي ان الجزر ايرانية وستستردها بالقوة ، و بريطانيا تهدد وتتوعد وتطالب بإنهاء مشكلة الجزر، واتحاد الامارات العربية المتحدة لا يمكن ان يقوم قبل انهاء مشكلة الجزر ، وكان من الممكن ان تعلن باقي الامارات استقلالها ويسقط الاتحاد نهائيا نتيجة التهديد الايراني المستمر، ووجود عوامل إقتصادية كثيرة أدت إلى وضع الشارقة في موقف الضعيف الذي لا يستطيع التحرك.

محاولة الإنقلاب في الشارقة
في 24 يناير عام 1972 ، تعرض الشيخ خالد إلى محاولة انقلاب من قبل الشيخ  صقر بن سلطان القاسمي ، وقد كانت نتيجة هذا الإنقلاب ، قتل الشيخ خالد القاسمي .