الشيخ صقر بن محمد القاسمي ، رجلُ امتلأت حياته بالإنجازات الوطنية والمواقف النبيلة ، التي أثرت في كافة نواحي الحياة الإجتماعية والسياسية في إمارة رأس الخيمة ، و اشتهر بشجاعته وحكمته وقدرته على نشر الأمن والسلام في البلاد .

نشأته
يعود أصل الشيخ صقر بن محمد القاسمي في نسبه ، إلى الشيخ رحمة بن مطر بن كايد ، مؤسس دولة القواسم في المنطقة عام 1760 التي تم تأسيسها ، عقب انهيار دولة اليعاربة ، وقد ولد الشيخ صقر في مدينة رأس الخيمة عام 1920 ، وقد رباه والده الشيخ محمد بن سالم القاسمي ، الذي كان حاكماً للإمارة في عام 1917 و 1919 ، وقد تربى في حياة صحيحة ، وتعلم تعاليم الدين الإسلامي ، وقد اشتهر بهدوئه وشجاعته وحزمه ، واعتزازه بتاريخ أجداده ، وولاءه للأمة العربية بأكملها .

وقد تربى بين أشقائه وزملائه ، وتعلم معهم علوم القرآن الكريم ، حيث حفظ آياته ، ودرس التفسير ، وتعلم القراءة والكتابة ، ثم درس بعد ذلك على يد معلمين متخصصين أحضرهم الحاكم في تلك الفترة خصيصاً من نجد لتدريس أفراد العائلة الحاكمة ، ومنهم المطوعة فاطمة التي كانت زوجة حمد الرجباني ، والذي اشتهر باسم المغربي ، وكان يُعد من أشهر القضاة والعلماء في رأس الخيمة ، ويرجع أصله إلى نجد ، ثم تلقى دراسة العلوم الدينية والعربية على يد الشيخ سيد الهاشمي .

حياته الأسرية
تزوج الشيخ صقر أكثر من زوجة ، ومنهم الشيخة نورة بنت سلطان القاسمي ، والشيخة مهرة بنت أحمد الغرير ، وأنجب الكثير من الأبناء والبنات وهم ، الشيخ خالد ، والشيخ محمد ، والشيخ سعود ، والشيخ طالب ، والشيخ عمر ، والشيخ فيصل ، والشيخ أحمد ، والشيخة حصة ، الشيخة منى ، والشيخة فاطمة ، و الشيخة أسماء ، والشيخة موزة ، و الشيخة سمية ، والشيخة نورة .

توليه لحكم إمارة رأس الخيمة
الشيخ صقر بن محمد القاسمي ، قد تولى الحكم في إمارة رأس الخيمة يوم الخميس الموافق 17 يوليو  عام 1948 ومنذ ذلك الحين قد عمل على لم شمل القبائل في الإمارات ، توحيدها ، والعمل على رفعة شأن الإمارة وتطويرها في كافة المجالات المختلفة ، كالمجالات السياسية والإقتصادية ، وغيرها فأصبحت إمارة رأس الخيمة في عهده ذات مكانة كبيرة ، وقبل قيام دولة الإتحاد تم انتخاب الشيخ صقر عام 1965 رئيساً لمجلس الحكام ، فقام بضم إمارات الساحل إلى إمارة رأس الخيمة اّنذاك .

وقد بقي في هذا المنصب الى قيام الاتحاد ، وساهم في تلك الفترة بمساعدة بقية حكام الإمارات على قيام الإتحاد ، وتحقيق نهضة كبيرة بقيامه ، و انضمت إمارة رأس الخيمة إلى دولة الإتحاد في 10 فبراير عام 1972 ، وقد قام بعد ذلك بإفتتاح الكثير من المدارس ، وأصدر قانوناً يجبر فيه البنات على التعليم مثل الأولاد ، ويتم معاقبة الطلاب والطالبات الذين يتغيبون عن المدرسة دون عذر ، ولا تزول العقوبة إلا بضمانٍ من والده بعدم تكرار الغياب مرة أخرى ، وكان يصرف إعانة شهرية للطلاب ، لتحفيزهم على العلم .

انجازات الشيخ صقر
وفي عهد الدولة الاتحادية انطلقت عمليات التطوير والبناء في رأس الخيمة ، قام ببناء المؤسسات التنظيمية والماالية والإدارية ، والمرافق والدوائر الحكومية التي تتولى الإشراف على تنفيذ مشروعات التنمية ، وبذلك بدأت النهضة والتطور في إمارة رأس الخيمة ، وقد قام أيضاً بمنح المواطنين أراضي سكنية دون مقابل ، وساهم في مساعدة ذوي الدخل المحدود لبناء منازلهم .

وقد قام الشيخ صقر بافتتاح طريق المعبد  بين رأس الخيمة والشارقة عام 1969 ، وتدشين مطار رأس الخيمة الدولي بحضور الشيخ زايد بن سلطان اّل نهيان عام 1976 ، وقام بافتتاح ميناء صقر الذي يُعتبر حتى اليوم من أكبر موانئ إمارة رأس الخيمة عام 1977 .