بر الوالدين هو الإحسان إليهما، وطاعتهما، وفعل الخيرات لهما، وقد جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعدلها منزلة، فجعل برهما والإحسان إليهما والعمل على رضاهما فرض عظيم، وذكره بعد الأمر بعبادته.

بر الوالدين

قال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا} [النساء: 36]. وقال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير} [لقمان: 14].

بر الوالدين له فضل عظيم، وأجر كبير عند الله -سبحانه-، فقد جعل الله بر الوالدين من أعظم الأعمال وأحبها إليه، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها).

قال: ثم أي؟ قال: (ثم بر الوالدين). قال: ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) _[متفق عليه]. ومن فضائل بر الوالدين:

رضا الوالدين من رضا الله: المسلم يسعى دائمًا إلى رضا والديه؛ حتى ينال رضا ربه، ويتجنب إغضابهما، حتى لا يغضب الله. قال صلى الله عليه وسلم: (رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد) [الترمذي]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله) [البخاري].

الجنة تحت أقدام الأمهات: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه، فأعاد الرجل رغبته في الجهاد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه. وفي المرة الثالثة، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ويحك! الزم رِجْلَهَا فثم الجنة) [ابن ماجه]. ولهذا سوف نوضح بعض الاسئلة التي يمكن أن تصلح للإذاعة المدرسية في هذا الشأن .

أسئلة للإذاعة المدرسية عن بر الوالدين ( إذاعة مدرسية متكاملة )

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على الأيادي الوافية، والمنن الصافية، والحمد لله على العافية، والولاية الكافية، الحمد لله على أفضاله، الحمد لله على نواله، الحمد لله على إجزاله.

نحمدك ما همى سحاب، ولمع سراب، واجتمع أحباب، وقرأ كتاب.

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وقائد الغر المحجلين، نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى التسلم.

ثم أما بعد:

من منبر إذاعة (…….)، يسرنا أن نقدم لكم الجديد والمفيد من العلوم والفنون لهذا اليوم (…….) الموافق (…….) من شهر (…….) لعام (…….).

ومن عظم حق الوالدين أن الله قرن حقهما بحقه سبحانه وتعالى:

القرآن الكريم

قال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24].

واسمع إلى قول المصطفى صلى الله عليه وسلم في فضل بر الوالدين:

الحديث الشريف

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رغِم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة» رواه مسلم.

إن عصائر العقول، وخمائر الأفهام، تأتي بحكم الزمان:

الحكمة

خير الكلام ما قل ودل.

وقفات مع بر الوالدين هو عنوان كلمتنا لهذا اليوم:

وقفات مع بر الوالدين

أخي الطالب: ألم تعلم حُكم بر الوالدين، وأنه فرض واجب، وأنه قد أجمعت الأمة على وجوب بر الوالدين، وأن عقوقهما حرام ومن أكبر الكبائر؟

أما سمعت هذا الحديث:

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة، قلت: من هذا؟ فقالوا: حارثة بن النعمان» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كذلكم البر كذلكم البر» “وكان أبر الناس بأمه”.

الوالدان، وما أدراك ما الوالدان؟

الوالدان، اللذان هما سبب وجود الإنسان، ولهما عليه غاية الإحسان.

الوالد بالإنفاق، والوالدة بالولادة والإشفاق.

فلله سبحانه نعمة الخلق والإيجاد، ومن بعد ذلك للوالدين نعمة التربية والإيلاد.

وأنا أقف في حيرة أمامكم، مالي أرى في مجتمعاتنا الغفلة عن هذا الموضوع والاستهتار به؟

أما علمنا أهمية بر الوالدين؟

أما قرأنا قوله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23].

وقوله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [النساء: 36].

ألم نلاحظ أن الله قد قرن توحيده وهو أهم شيء في الوجود – بالإحسان للوالدين.

ليس ذلك فقط، بل قرن شكره بشكرهما أيضًا.

قال تعالى: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ﴾ [لقمان: 14].

إلى متى سنبقى في التأجيل المستمر للتفكير في برنا لوالدينا؟

إلى متى سيبقى الوقت لم يحن للبر؟؟!

وكأننا ضمنّا معيشتهم أبد الدهر.

وغفلنا عن هذا الكنز الذي تحت أبصارنا، ولكننا للأسف لم نره.

قصة مؤلمة من قصص العقوق

هذه قصة حصلت في إحدى الدول وقد تناقلتها الأخبار، قال راوي القصة: خرجت لنزهة مع أهلي على شاطئ البحر، ومنذ أن جئنا هناك، وامرأة عجوز جالسة على بساط صغير، كأنها تنتظر أحدًا، قال: فمكثنا طويلاً، حتى إذا أردنا الرجوع إلى دارنا، وفي ساعة متأخرة من الليل سألت العجوز، فقلت لها: ما أجلسك هنا يا خالة؟ فقالت: إن ولدي تركني هنا، وسوف ينهي عملاً له، وسوف يأتي، فقلت لها: لكن يا خالة الساعة متأخرة، ولن يأتي ولدك بعد هذه الساعة، قالت: دعني وشأني، وسأنتظر ولدي إلى أن يأتي، وبينما هي ترفض الذهاب إذا بها تحرك ورقة في يدها، فقال لها: يا خالة هل تسمحين لي بهذه الورقة؟ يقول في نفسه: علَّني أجد رقم الهاتف أو عنوان المنزل، اسمعوا يا إخوان ما وجد فيها، إذا هو مكتوب: إلى من يعثر على هذه العجوز؛ نرجو تسليمها لدار العجزة عاجلاً!!نعم أيها الإخوة، هكذا كان العقوق، الأم التي سهرت وتعبت وتألمت وأرضعت هذا جزاؤها؟! من يعثر على هذه العجوز فليسلمها إلى دار العجزة عاجلاً!

كما أن هناك قصص عقوق الوالدين فهناك أيضًا للبر قصص، وهي أكثر بحمد الله:

قصة عن بر الوالدين

تحدث أحد الآباء، أنه قبل خمسين عامًا حج هذا مع والده، بصحبة قافلة على الجمال، وعندما تجاوزوا منطقة “عفيف”، وقبل الوصول إلى “ظَلم”، رغب الأب – أكرمكم الله – أن يقضي حاجته، فأنزله الابن من البعير، ومضى الأب إلى حاجته، وقال للابن انطلق مع القافلة أنت، وسوف ألحق بكم.مضى الابن، وبعد برهة من الزمن التفت الابن، ووجد أن القافلة بعدت عن والده، فعاد جاريًا على قدميه، ليحمل والده على كتفه، ثم انطلق يجري به، يقول الابن، وبينما هو كذلك، أحسست برطوبة تنزل على وجهي، وتبين لي أنها دموع والدي، فقلت لأبي، والله إنك أخف على كتفي من الريشة، فقال الأب: ليس لهذا بكيت، ولكن في هذا المكان حملت أنا والدي!