يرتبط ظهور الدولة الصفوية أو الصفويين بشكلاً أساسياً إلى ذلك الرجل المدعو بصفي الدين الأردبيلى والذي كان له طريقة خاصة به في العبادة ، حيث كانت قد انتشرت أفكاره الدينية الغريبة وبدأ الكثير من الأشخاص يناصرونه إلا أن تمكن ابنه المدعو ( صدر الدين ) من القيام بنشر أفكار والده المنحرفة تلك بشكلاً كبيراً في بلاد فارس أو ما يعرف حالياً بإيران ، حيث كانت الفرصة سانحة له في تحقيق ذلك نظراً لتلك الأوضاع السيئة للغاية والتي كان يعاني منها غالبية الإيرانيين وقتها بسبب الوجود التيموري فيها ومن ضمن الطرق التي قام صدر الدين باتباعها لزيادة أعداد اتباعه ومؤيديه كان قراره باعتناق الفكر الشيعي وبالفعل أخذت المعتقدات الشيعية الصفوية تنتشر في إيران بشكلاً كبيراً وعالياً للغاية بل أنها قد وجدت قبولاً عند غالبية الناس وهكذا صار الفكر الصفوي أساس من تلك الأسس الفكرية والدينية التي يلتزم بها الكثير من أفراد الشعب الإيراني .

كيف كانت نشأة الدولة الصفوية

بعد أن تمكن الصفويين من فرض سيطرتهم ونفوذهم على إيران تحولوا من الدعوة الدينية إلى طلب الحكم وتولى زمام الأمور السياسية بل والتفرد بها وذلك كان عن طريق إقامتهم للعديد من المناطق ذات الحكم المستقل في إيران والتي تتبعهم في الحكم بشكل مباشر وهذا كان السبب الرئيسي إلى قيام الحروب في داخل إيران وساهم بشكل كبير في اتساع الحكم الصفوي ونفوذه حتى كان إعلان الشاه إسماعيل الصفوي في عام ( 1501م ) عن قيام الدولة الصفوية في إيران إلا أن حاكم منطقة شيروان والذي أستطاع بالفعل أن يحافظ على جزءاً من أراضيه في إيران بعيداً عن سلطة الصفويين بل أنه قام بمحاولة قتل الشاه إسماعيل الصفوي وجميع أفراد عائلته إلا أن مساعيه تلك لم تكلل بالنجاح وتمكن أتباع إسماعيل الصفوي من توفير الحماية الجيدة له وقام إسماعيل الصفوي على أثر تلك المحاولة لقتله من جانب حاكم شيروان بتجهيز جيشاً يقاتل به حاكم منطقة شيروان وأنتصر بالفعل عليه وقام بقتله واستولى على أراضيه بالكامل علاوة على قيامه بتدمير أي أمراً أو شيئ يرتبط به وبذلك تمكن الشاه إسماعيل الصفوي من زيادة شعبيته لدى الإيرانيين وإعجابهم به واللذين أصبحوه يروا فيه ذلك القائد البطل والشجاع والذي تمكن من حماية أفكارهم الشيعية الصفوية .

أبرز الأسباب والعوامل التي أدت إلى انتشار التشيع والفكر الصفوي في إيران

يوجد عدد من الأسباب والعوامل التي أدت إلى زيادة انتشار التشيع والفكر الصفوي في داخل إيران و منها :-

أولاً :– زيادة انتشار الحروب والصراعات الأهلية في داخل الأراضي الإيرانية .

ثانياً :- الممارسات والجرائم الغير إنسانية التي قام بها الشاه إسماعيل الصفوي في حق المسلمين من المذهب السني من قتل وتنكيل .

ثالثاً :- قيام الدعاة والمبشرين بالمذهب الشيعي بالتأثير على أفكار الناس وتشجيعهم على احترام الشاه إسماعيل الصفوي .

رابعاً :– إندماج أفراد شيعة من خارج إيران مع المجتمع الإيراني ، مما ساهم في زيادة معدلات انتشار الفكر الصفوي الشيعي بها .

النزاع بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية

في البداية لم تكن العلاقات فيما بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية متوترة وذلك تحديداً عند إعلان قيام الدولة الصفوية وظل الجانبان يعاملان بعضهما بشيء من الحذر الشديد والحرص العالي وذلك من أجل تجنب وقوع أو نشوء أي نزاع بينهما وظل الوضع هادئاً إلى درجة عالية لفترة حتى كانت أطماع الصفويين بضرورة التوسع في القيام بنشر الفكر الصفوي الشيعي في مناطق جديدة وذلك كان من خلال دعمهم القوي لظهور الفتن والاضطرابات السياسية وغيرها بين الناس في الولايات السنية الواقعة على الحدود الشرقية للدولة الصفوية مما أستدعى الدولة العثمانية إلى القيام بمقاومة ذلك التدخل الصفوي في أراضيها ومن هنا كانت بداية التنازع بين الدولتان إلا أن قام السلطان سليم العثماني بقتال الصفويين وتمكن من إلحاق هزيمة قاسية بهم كان من ضمن نتائجها هروب إسماعيل الصفوي من إيران خوفاً على حياته وتمكن السلطان سليم العثماني من دخولها منتصراً .

كيف جاء انهيار الدولة الصفوية

جاء انهيار الدولة الصفوية تحديداً بعد وفاة الشاه إسماعيل الصفوي وبشكلاً تدريجياً إذ تولى الحكم عدد من الحكام الصفويين الضعاف قليلي الخبرة السياسية علاوة على ازدياد الأطماع السياسية فيما بين الأمراء الصفويين الأمر الذي وصل إلى القتال فيما بينهم البعض مما زاد من ضعف وتفكك الدولة الصفوية إلى أن تم عزل أخر حكامها المدعو (طهمساب) لينتهي بذلك الحكم الصفوي في إيران .