درب زبيدة هو طريق كان يستعمل قديما في التجارة والحج ويبدأ من الكوفة حتى ينتهي بمكة المكرمة ويمر بشمال المملكة بمحافظة رفحاء ويوجد به برك مائية عديدة و يعتبر أثرا شاهدا على العصر الإسلامي ، وقد سمى هذا الطريق بدرب زبيدة نسبة إلى زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد  والتي ساهمت في تهيأته ولذلك خلد إسمها عليه . 

أهمية الطريق

بعد إنتشار الإسلام في الشرق أصبح لهذا الطريق أهمية كبيرة حيث إستخدمه الحجاج القادمون من بغداد بالعراق للوصول إلى مكة المكرمة بالأراضي المقدسة ولقد إهتم أمراء العصر العباسي الأول بهذا الطريق حيث تم إنشاء المشاعل عل جوانب الطريق لإنارته وقاموا بعمارة الطريق حيث قاموا بحفر برك مياه ليتزود بها الحجاج وأيضا يوجد على الطريق أكثر من سبعة وعشرون نقطة يمكن الإستراحة بها  ، وأيضا بما أنه الطريق الموصل بين بغداد ومكة فكان يستخدم في التجارة بين مكة وبغداد ولذا قاموا بتوسيعه حتى يستوعب القوافل الضخمة كما تم التخطيط له بطريقة هندسية بارعة طبقا لما يذكر في بعض كتب التاريخ .

المعوقات التي تواجه رواد هذا الطريق

رغم الجهود التي بذلت من قبل الخلفاء العباسيين من أجل تهيئة هذا الطريق إلا أنه ظل هناك معوقات كثيرة فقد تعرض الحجاج والمسافرين للسلب والنهب والسلب و القتل من قطاع الطرق ، حتى ذكر عند أحد المؤرخين أنه في عام العطش عاد الحجاج في منتصف الرحلة بعد وصولهم رفحاء بسبب عدم توافر المياة .

الأمن

قديما لم يكن الأمن متوفر فكانت تكثر حوادث السرقة وأيضا العطش كان من أهم المعوقات ولذلك كلف الخليفة المقتدر خمسة آلاف فارس من قبيلة بني أسد بتأمين الطريق ومساعدة الحجاج إلا أنه بسبب عدم وجود عمارة في الطريق فكاد بعضهم يموت جوعا وأيضا العطش كان من أهم المشاق التي كان يواجهها الحجاج وبذلك هذا الطريق لم يكن مؤمن قديما فكان السفر من خلاله يعتبرمجازفة وغامرة فقد عجز الشريف والدولة العثمانية عن تأمين هذا الطريق وكان هذا قديما أما بعد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله إختلف الوضع تماما حيث شاع الأمن وفرضت سيطرت المملكة على كل ربوعها وانتشرت وسائل النقل المتنوعة و واصل من جاء من بعده من خدام الحرميين الشريفين ما بدأه الملك عبدالعزيز حتى توفرت كل الإمكانيات للحجيج من وسائل مواصلات وإنتقال داخل الحرم وخارجه وتنظيم مراسم الحج للحفاظ  قدر المستطاع على أمن وسلامة الحجيج .

الطرق المتفرعة من الطريق

يتفرع من طريق زبيدة عدة طرق أخرى من أهمها  الطريق الذي يصل بين معدن النقرة والمدينة وأيضا يوجد به عدة محطات وأهمها النقرة ، العسيلة ، بطن النخل ، السقرة ، والمدينة ، وبلغ طريق زبيدة إزدهاره في العصر العباسي الأول ولكن بعد إنتهاء حكم الخلفاء الأقوياء لم يعد الطريق مؤمن وتعرض لهجمات القبائل المحيطة فلم يعد يستخدم للحج إلا عند توافر الحماية فقط وبعد سقوط بغداد في أيدي المغول توقف الطريق تماما وتدمرت معظم محطاته بسبب التخريب من المحيطين بها.

ترميم برك درب الزبيدة

وكان ذلك في عهد الملك فيصل رحمه الله حيث قامت وزارة الزراعه والمياه بترميم البرك الموجودة على طريق درب زبيدة للحفاظ عليها من العوامل الزمنية والطبيعية ليستفيد منها سكان البادية وأيضا لإعتبارها برك أثرية تشهد على الطريق القديم وعلى العناء والمشقة التي كان يبذلها الحجيج سعيا لطب الغفران من الله ، ليس هذا فقط بل قامت وزارة الزراعة بالسير على خطى السيدة زبيدة بأن قامت بصنع برك جديدة على الطريق ولكن بالوسائل الحديثة.
وختاما … يجب علينا أنا نحافظ على الأثار الإسلامية القديمة فطريق مثل درب زبيدة يجب إحيائه من جديد وترميم معالمه فهو الطريق الأول الذي إستخدمه حجاج بغداد للوصول إلى مكة فيمكن بعد ترميمه إعتباره مزارا سياحيا ليعلم المسلمون في وقتنا الحالي مقدار المشقة التي كان يتعرض لها أجدادنا في الوصول إلى مكة المكرمة للحج ، وبالفعل إتخذ المسؤليين بعض الخطوات فألزموا وزارة الزراعة بترميم البرك وحفر أخرى بديلة عن التي إندثرت ، ولكن ما زال هناك ما يمكن أن يقدم من رعاية لآثار هذا الطريق.