مؤتمر واشنطن هو المؤتمر الدولي الذي عقد بشأن الحدود البحرية ، خلال عام “1921-1922″، والذي دعا اليه الولايات المتحدة للحد من سباق التسلح البحري ، وللعمل من أجل الاتفاقات الأمنية في منطقة المحيط الهادئ ، حيث عقد في العاصمة واشنطن ، وأسفر المؤتمر علي صياغة وتوقيع العديد من الاتفاقيات الرئيسية والثانوية والمعاهدات .

معلومات عن مؤتمر واشنطن 1921
تجمعت أكبر القوى البحرية في العالم في واشنطن العاصمة بين عامي 1921 و 1922، لعقد مؤتمر لمناقشة نزع السلاح البحري وسبل تخفيف التوترات المتزايدة في شرق آسيا .

وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى ، سعى القادة في المجتمع الدولي لمنع احتمال نشوب حرب أخرى ، وارتفاع النزعة العسكرية اليابانية وحدوث سباق التسلح الدولي حيث تصاعدت هذه المخاوف ، ونتيجة لذلك ، عمل صناع القرار للحد من التهديد المتزايد .

و قاد السيناتور ” وليام ايداهو” جهود الكونغرس للمطالبة بأن تتعامل الولايات المتحدة مع اثنين من المنافسين الرئيسيين في سباق التسلح البحري ، اليابان ، والمملكة المتحدة ، للدخول في مفاوضات لنزع السلاح .

وينص الميثاق علي أربعة سلطات التي وقعتها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وفرنسا ليوم 13 ديسمبر عام 1921، بأن جميع الموقعين يستشاروا في حالة وجود خلاف بين اثنين منهم على ” أي سؤال حول المحيط الهادئ ” وذكر الأتفاق المصاحب أنها ستحترم الحقوق الأخرى بشأن مختلف الجزر والولايات التي تطل علي المحيط الهادئ ، حيث تضمنت هذه الاتفاقات إطار استشاري موجود بين الولايات المتحدة وبريطانيا ، واليابان ، أي بمعنى ، القوى العظمى الثلاث الذين لهم مصالح في المحيط الهادئ وكانت على الأرجح أن تؤدي إلى اشتباك بينهما .

ولكن هذه الاتفاقات كانت غامضة الصياغة ، ولم يكون لها أي أثر ملزم ، ولكن أهميتها الرئيسيه أنها تلغي التحالف الأنجلو-اليابانية عام 1911 ، والتي كانت في السابق واحدة من الوسائل الرئيسية للحفاظ على توازن القوى في شرق آسيا ، وحددت وثيقة تكميلية أخرى على “الممتلكات المتقوقعة وسيادتها ” من اليابان .

وتضمنت المعاهدة البحرية للحدود مع خمس طاقات ، والتي تم التوقيع عليها من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وفرنسا وايطاليا يوم 6 فبراير 1922، مع اقتراح وزيرة الخارجية الأمريكية تشارلز إيفانز هيوز ، في أفتتاح المؤتمر ، بالغاء ما يقرب من 1900000 طن من السفن الحربية اللذين ينتمون إلى القوى العظمى . وأدهش هذا المقترح قوي نزع السلاح للوفود المجتمعة ، ولكن صدر ذلك بالفعل في شكل معدل ، وتم التوصل إلى اتفاق مفصل ثابتة الأعداد منها ، حمولات السفن ورأس المال الذي يكون في حوزة القوات البحرية لكل من الدول المتعاقدة ، وقد تحدد نسب حمولة كل من السفن التي ستعقد من قبل ، فتحدد 5 لكل الموقعين بالنسبة للولايات المتحدة وبريطانيا العظمى ، و 3 لليابان ، و1.67 لكل من فرنسا وإيطاليا .

وأوقفت المعاهدة البحرية حدود خمس الطاقة بعد الحرب العالمية الأولى ، للسباق في بناء السفن الحربية وحتى عكس الاتجاه ، واستلزم هذا الغاء 26 من السفن الأمريكية ، و 24 بريطانيه ، و 16 سفينة حربية يابانية إما بناؤها بالفعل أو قيد الإنشاء ، ووافقت الدول المتعاقدة أيضا علي التخلي عن برامج بناء عاصمة للسفن الموجودة لديها لمدة 10 سنوات مقبلة لاستثناءات محددة ومعينة ، وتحت مقال آخر في المعاهدة ، وافقت الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان للحفاظ على الوضع الراهن فيما يتعلق بتحصينات القواعد البحرية في شرق المحيط الهادئ ، وظلت معاهدة الحدود البحرية سارية المفعول حتى منتصف 1930م ، وفي ذلك الوقت طالبت اليابان المساواة بالولايات المتحدة وبريطانيا فيما يتعلق بحجم وعدد السفن وعاصمتها . وعندما تم رفض هذا الطلب من قبل الدول المتعاقدة الأخرى ، أعطى اليابان إشعار مسبق برغبتها في إنهاء المعاهدة وهكذا انتهت في نهاية عام 1936 .

ووقعت خمس القوى الأخرى نفس المعاهدة التي تنظم استخدام الغواصات وتحظر من استخدام الغازات السامة في الحروب ، وأكد حلف تسع الطاقة التي وقعتها الدول الخمس المذكورة أعلاه بالإضافة إلى هولندا ، والبرتغال ، وبلجيكا ، والصين التي تملك السيادة والاستقلال والسلامة الإقليمية للصين ، ومنحت جميع الدول الحق في القيام بأعمال تجارية معها على قدم المساواة . وفي معاهدة أخري ذات الصلة بها استطاعت القوى التسع تكوين لجنة دولية لدراسة سياسات والتعريفات الصينية .

وفي عام 1921، دعا وزير الخارجية الاميركي تشارلز إيفانز هيوز تسع دول إلى واشنطن العاصمة لمناقشة التخفيضات البحرية والوضع في الشرق الأقصى ، حيث دعي المملكة المتحدة واليابان وفرنسا وإيطاليا للمشاركة في محادثات بشأن الحد من القدرة البحرية ، في حين وجهت الدعوة إلي بلجيكا والصين ، والبرتغال ، وهولندا للمشاركة في المناقشات حول الوضع في الشرق الأقصى ، وظهرت ثلاث معاهدات رئيسية في مؤتمر واشنطن البحري : معاهدة خمسة الطاقة ، ومعاهدة أربعة الطاقة ، ومعاهدة تسعة الطاقة .

معاهدة خمس الطاقة
كانت معاهدة خمس الطاقة التي وقعتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وفرنسا وإيطاليا هي حجر الزاوية في برنامج نزع السلاح البحري ، وخلالها ، دعا كل من البلدان المعنية للحفاظ على نسبة المجموعة من حمولة السفينة الحربية التي سمحت للولايات المتحدة والمملكة المتحدة بـ 500،000 طن ، واليابان بـ 300،000 طن ، وفرنسا ، وإيطاليا لكل منهم 175،000 طن. وفضل اليابان أن يتم تخصيص حمولة في 10: 10: نسبة 7، في حين تفضل البحرية الأمريكية 10: نسبة 5: 10 ؛ واعتمد المؤتمر في نهاية المطاف نسبة الحدود بـ 5: 5: 3 .

ومنذ ذلك الوقت حافظت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والقوات البحرية في كل من المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي بدعم أراضيها الاستعمارية ، ومعاهدة خمس الطاقة المخصصة للبلدين على أعلى البدلات والحمولة ، كما دعت جميع الدول الموقعة لعقد خمسة معاهدات لوقف بناء سفن رأس المال وتقليل حجم قواتها البحرية عن طريق التخلص من السفن القديمة .

على الرغم من إعتبار المعاهدة بأنها قد حظيت بالنجاح على نطاق واسع ، حيث تم إنشاء وإدراج المادة التاسعة عشرة ، والتي اعترفت بالوضع الراهن للولايات المتحدة وبريطانيا ، والقواعد اليابانية في المحيط الهادئ ولكن كان محظور توسعها ، ولذا حدث جدالاً في أوساط صناع القرار في الولايات المتحدة ، حيث يخشى العديد من البحرية الأمريكية على وجه الخصوص أعضاءها أن تحد من التوسع في التحصينات في منطقة المحيط الهادئ الذي من شأنه أن يعرض حيازات الولايات المتحدة في هاواي وغوام والفلبين للخطر .

بالإضافة إلى ذلك ، وبالرغم من أن معاهدة خمس الطاقة التي تسيطر فيها حمولة السفن الحربية البحرية ، تركت بعض فئات السفن غير مقيده ، ونتيجة لذلك ، ظهرت سلالة جديدة لبناء جسفن الطراد بعد عام 1922، مما أدى إلي دعوة الدول الخمس للعودة إلى طاولة المفاوضات في عام 1927 و 1930 لمحاولة إغلاق الثغرات المتبقية في المعاهدة .

معاهدة أربعة الطاقة
في معاهدة أربعة السلطة ، وافقت الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة ، واليابان للتشاور مع بعضهم البعض في حالة حدوث أزمة مستقبلية في شرق آسيا قبل اتخاذ أي إجراء ، وقد حلت هذه المعاهدة محل معاهدة الأنجلو-اليابانية عام 1902، والتي كانت مصدرا لبعض القلق بالنسبة للولايات المتحدة .

ففي السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الأولى ، شهد صناع السياسة الأمريكية ارتفاع اليابان كأكبر تهديد عسكري ، حيث تم عسكرتها بشدة في المحيط الهادئ وكانت تتطلع لتوسيع نفوذها علي الأراضي ، وكان يمكن لليابان أن تهدد المستعمرات الأمريكية في آسيا وتجارة الصين المربحة ، بسبب اتفاق عام 1902 بين المملكة المتحدة واليابان ، ولكن إذا دخلت الولايات المتحدة واليابان إلى صراع ، فقد تكون المملكة المتحدة ملزمة بالانضمام لليابان ضد الولايات المتحدة ، ولكن من خلال إنهاء تلك المعاهدة ولخلق اتفاق رباعي الطاقة ، قررت البلدان المعنية بأن لن يكون أحدا ملزماً بالانخراط في الصراع ، ولكن يجب وجود آلية لإجراء المناقشات إذا خرجت واحدة منهم .

معاهدة تسعة الطاقة
وتمثل الأتفاق النهائي المتعدد الأطراف الذي قدم في مؤتمر واشنطن البحري ، ومعاهدة تسعة الطاقة ، وتدويل سياسة الباب المفتوح للولايات المتحدة في الصين ، وعدت هذه المعاهدة أن كل من الموقعين ، مثل الولايات المتحدة ، والمملكة المتحدة ، واليابان ، وفرنسا ، وإيطاليا ، وبلجيكا، وهولندا ، والبرتغال ، والصين من شأنهم احترام سلامة أراضي الصين .

واعترفت الهيمنة اليابانية في منشوريا بالمعاهدة ، ولكن أكدت بوجود خلاف على أهمية تكافؤ الفرص لجميع الدول لممارسة الأعمال التجارية في البلاد ، ومن جانبها ، وافقت الصين على عدم التمييز ضد أي بلد يسعى إلى القيام بأعمال تجارية هناك ، مثل معاهدة أربعة الطاقة ، حيث تمنح هذه المعاهدة الصين المزيد من المشاورات بين الموقعين في حال وقوع المخالفة ، ونتيجة لذلك ، فإنها تفتقر إلى وسيلة لإنفاذ ضمان أن كل القوى التزمت بأحكامها .

وبالإضافة إلى الاتفاقات المتعددة الأطراف ، أكمل المشاركون عدة معاهدات ثنائية في المؤتمر . حيث وقعت اليابان والصين اتفاقا ثنائيا ، و Shangtung “شاندونغ” المعاهدة ، التي ساعدت علي إعادة السيطرة على تلك المحافظة والسكك الحديدية للصين ، وكانت اليابان قد سيطرت على المنطقة من الألمان خلال الحرب العالمية الأولى ، وتم الحفاظ والسيطرة عليها خلال السنوات التي تلت ذلك .

وكان الهدف من مزج معاهدة Shangtung ومعاهدة تسعة الطاقة لطمأنة الصين بأن أراضيها لن تكون اكثر من جراء للتوسع الياباني . بالإضافة إلى ذلك ، وافقت اليابان على سحب قواتها من سيبيريا والولايات المتحدة ، ووافقت اليابان رسميا على المساواة في فرص الوصول إلى مرافق الكابل والراديو على الجزيرة التي يسيطر عليها اليابانيون .

ولكن المعاهدات التي وقعت في مؤتمر واشنطن البحري عملت على دعم الوضع الراهن في منطقة المحيط الهادئ : فهي تعترف بها المصالح القائمة ولم تدخل تغييرات جوهرية عليها . وفي الوقت نفسه ، حصلت الولايات المتحدة علي الاتفاقات التي عززت سياستها القائمة في المحيط الهادئ ، بما في ذلك سياسة الباب المفتوح في الصين وحماية الفلبين ، مع الحد من نطاق التوسع الإمبراطوري الياباني قدر الإمكان .