البحيرات هي مجسمات مائية تكون محاطة بالبر واليابسة من جميع الجهات، يتم تغذيتها في كثير من الأحيان من خلال مياه الأنهار أو الينابيع أو هطول الأمطار، وتعد معظم البحيرات من المياه العذبة إلا أن هنالك جزء منها يتضمن مياه مالحة مثل البحر الميت وبحيرة غريت سولت، ومن حيث الحجم تكون البحيرات بحجم كبير نوعًا ما، بالإضافة إلى أنها من الممكن أن تكون مياهها راكدة أو متحركة بشكل بطئ، وتستغل البحيرات تجويف ذو عمق ومساحة معينة على المسطح الأرضي، وهنالك مجموعة مختلفة من البحيرات الشهيرة حول العالم والتي تعد من أهم المعالم العالمية مثل بحيرة توبا والتي تتصف بمجموعة من الصفات الخاصة.

تشكيل البحيرات

يتم تشكيل وتكوين البحيرات وفقًا لمجموعة من الخصائص الأساسية، فيتم تشكيل البحيرات الجليدية في مساحة الوديان الكبيرة أو المجوفة المتشكلة منذ فترات زمنية طويلة، والتي يتم تشكيلها وتكوينها غالبًا من خلال الأنهار الجليدية بطيئة الحركة، بالإضافة إلى ذلك يتم تشكيل البحيرات صغيرة الحجم من خلال المنخفضات الجليدية التي تكونت من خلال تجمع قطع جليدية مختلفة، وتم تشكيل البحيرات كبيرة الحجم في الغرب الأوسط من الولايات المتحدة الأمريكية بواسطة الأنهار الجليدية منذ فترة طويلة من الزمن، وذلك تحديدًا عندما كانت أمريكا الشمالية مغطاة بألواح مختلفة وعملاقة من الجليد والثلوج، ويتم إنشاء بعض البحيرات من خلال التحولات التي تحدث في القشرة الأرضية، مثل بحر قزوين والذي تم تشكيله من خلال مجموعة من التحولات المختلفة في غلاف القشرة الأرضية.

ويتم تشكيل معظم البحيرات داخل حفر وفتحات دائرية ذات مساحة وعمق محدد، وتختلف البحيرات التي يتم تشكيلها من حيث التسمية والنوع وتفاصيل التكوين، فهنالك البحيرات المفتوحة التي تتدفق إلى الأنهار أو غيرها من مصادر المياه الخارجية، والبحيرات المغلقة وهي أجزاء من النهر يتم إغلاق جوانبها لعدم تدفقها إلى الأنهار الأخرى، ومن أنواع البحيرات أيضًا البحيرات الثورانية والتي تتشكل عندما يتم سد جزء من النهر، مما يؤدي إلى تشكيل شكل منحني مفصول عن النهر من خلال تكوين الرواسب المترسبة، حيث تصبح هذه البحيرات المغلقة مالحة مع مرور الوقت وذلك من خلال عملية التبخر التي تسحب المياه وتترك الملح ليتكون خلفها محولًا بذلك المياه العذبة إلى مياه مالحة.

بحيرة توبا

تقع بحيرة توبا في اندونيسيا في جزيرة سومطرة الشمالية وتحديدًا في جبال باريسان، وتبلغ هذه البحيرة من حيث المساحة حوالي 1140 كيلومترًا مربعًا وبما يعادل 440 ميل وذلك باستثناء جزيرة ساموسير التي تشغل جزءًا كبيرًا من مركز البحيرة ويبلغ طولها حوالي 50 كيلو متر وبما يعادل 30 ميل وعرضها 15 كيلو متر وبما يعادل 10 أميال، وتم استغلال هذه البحيرة في عمل العديد من المشاريع الرئيسة للطاقة المائية والكهرومائية على طول نهر أساهان لتزويد المناطق الأقل نموًا في شمال جزيرة سومطرة، كما تم الانتهاء من إنشاء مركز عالي الجودة لمعالجة الألمنيوم وصهره في عام 1984 على ساحل البحيرة عند المصب، ويعد مناخ هذه البحيرة من المناخات المتغيرة والمتقلبة والتي تشهد العديد من الانفجارات البركانية، بالإضافة إلى ذلك تعد هذه البحيرة أكبر بحيرة في إندونيسيا وأكبر بحيرة بركانية في العالم.

جيولوجيا بحيرة توبا

تمتاز بحيرة توبا بجيولوجيتها المناسبة، حيث تقع البحرة شمال جزيرة سومطرة على أربعة حفر بركانية متجاورة ومتداخلة، مع ارتفاع يبلغ 30 ميلا وهو أكبر بحيرة بركانية كالديرا رباعية في العالم، وتتضمن البحيرة مجموعة من المناظر الطبيعية الخلابة جميلة المظهر حيث توجد فيها أربعة مخاريط وأربعة طبقات من البراكين بالإضافة إلى ثلاث حفر داخلها، وتتضمن البحيرة مخروط مميز يقع على الحافة الشمالية الغربية منها ويحتوي على مجموعة من النباتات المتناثرة المختلفة، وتعد هذه البحيرة من أفضل و أكبر البحيرات البركانية في دولة اندونيسيا و تحديدًا في منطقة جنوب شرق قارة أسيا و ذلك لأنها تقع في منطقة على مرتفع أكبر براكين العالم و الذي كان له أساس قديم في تاريخ البراكين والانفجارات البركانية، بالإضافة إلى ذلك يعد هذا البركان من أكبر البراكين التي انفجرت حول العالم.

وتتضمن هذه البحيرة العديد من المميزات المختلفة التي تتمثل بأنها أضخم بحيرة بركانية في منطقة جنوب شرق قارة أسيا، بالإضافة إلى أنها توجد على أكبر فوهة بركانية ارتفاعًا، ومن المميزات الأخرى التي تتميز بها هذه البحيرة احتوائها على مجموعة من النباتات المختلفة التي تضفي لها منظر طبيعي خلاب ذو جاذبية كبيرة للسياح من مختلف أنحاء العالم، وجغرافيًا بدأت هذه البحيرة بالتشكل قبل ما يقارب 75000 سنه تقريبًا وذلك من خلال الانفجارات البركانية الضخمة التي بدأت في الحدوث قبل حوالي 788.000 سنة تقريبًا، حيث كانت هذه الانفجارات البركانية كبيرة جدًا لدرجة أنها كانت تكفي لإيداع طبقة من الرماد بسمك حوالي 15 سم وبما يعادل 6 بوصات في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، وفي وسط الهند يبلغ سمك طبقة توبا الرماد اليوم 6 أمتار وبما يعادل 20 قدمًا، بالإضافة إلى ذلك كانت أجزاء من ماليزيا مغطاة بما قيمته 9 أمتار من الرماد الناتج عن هذه الانفجارات البركانية.

مكونات بحيرة توبا
تتضمن بحيرة توبا مجموعة مختلفة من النباتات والحيوانات التي تعد جزءًا أساسيًا من مكونات البحيرة التي تضيف لها نوعًا من الجمال والجاذبية، حيث تشتمل النباتات في هذه البحيرة على مجموعة من العوالق النباتية وهي مجموعة من النباتات ذاتية التغذية، بالإضافة إلى النباتات المائية ذات الخلايا الكبيرة المنبثقة، والنباتات المائية ذات الخلايا الكبيرة العائمة، والنباتات المغمورة بالمياه، وتتضمن المناطق الريفية المحيطة بهذه البحيرة مجموعة من الغابات التي تشهد تساقطًا للأمطار بما في ذلك مناطق غابات الصنوبر الاستوائية في سومطرة والتي تقع على سفوح الجبال العليا، بالإضافة إلى النباتات تتضمن البحيرة العديد من الحيوانات التي تشتمل على الهائمات والعوالق الحيوانية، والحيوانات القاعية وهي التي تعيش في قاع المياه مثل الأسماك.