أبرق الرغامة هو من أهم المواقع التاريخية التي تشكل أهمية كبيرة جدا في تاريخ المملكة العربية السعودية، فهذا الموقع من أهم الأماكن في جدة فهو ليس مجرد مكان عابر بل هو الشاهد على بطولات موحد المملكة ومؤسسها جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمة الله عليه في مطلع القرن العشرين المضي، كما أنه من أهم المواقع الجغرافية في محافظة جدة، وفي مقالنا اليوم سوف نسلط الضوء على هذا المكان التاريخي الذي لقب ببوابة الملوك.

سبب التسمية
كلمة أبرق كما هو معروف عند أهل الجزيرة العربية تطلق على اللون الذي يشوبه شئ من البياض فيطلق على الخيل الذي يكثر في شعره البيضاض اسم الخيل الأبرق، أما تسمية الجبل بالجبل الأبرق فيعود إلى الجبل الأسود الذي يعلوه الرمال فيصبح لونه مختلطا بالبياض بين الغامق والفاتح، ويحيط بأراضيها الروض وهي العشب الأخضر الذي يصلح للرعي بعد سقوط الأمطار وجبل الرغامة في جدة قد سمي بأبرق الرغامة بهذا الإسم .

أما الرغامة فهي اسم قديم ينطبق وصفه على طبيعة الأرض ويطلق أيضا الرغامة على المسافات التي تجتاز الأراضي الرملية، وهذا الموقع ممرا لطرق القوافل المتجهة من جدة إلى مكة المكرمة، والاسم مستمد من الأرض في هذه المنطقة الذي يتناغم مع تاريخ المملكة العربية السعودية.

الموقع الجغرافي لمنطقة أبرق الرغامة
يقع وادي الرغامة على بعد 14 كم شرق مدينة جدة وهو من المواقع المهمة جدا في جدة والذي يحتوي على عين للمياة هذه العين تشتهر بعذوبتها، كما يشتهر موقع وادي الرغامة ببعده عن البحار ومحاورته للجبال ومناخها مختلف تماما عن الأحياء الموجودة في جدة، وقد تم انشاء متحفا في هذه المنطقة ليصبح شاهدا على مكانتها ومدى الإنجاز ومسيرة التوحيد للملك عبد العزيز آل سعود.

القيمة التاريخية لمنطقة أبرق الرغامة
شهدت هذه المنطقة على تاريخ دخول جدة تحت لواء الحكم السعودي في جمادي الثاني 1344هـ سبتمبر 1925 فقد كانت جدة تخضع لحكم الأشراف وكانت جدة الحصن المنيع لحاكم الحجاز علي بن الحسين الشريف وقد تحصن بها، وقد جهز لها جيش ليقوم بالسيطرة على تلك المنطقة وبالفعل قاتل الجيش قتال عظيم واستطاع أن يضيق الخناق على الشريف الذي استخدم آخر أسلحته وبعدها رحل إلى العقبة وتمكن الجيش من فتح بوابة جدة وهي الرغامة التي قد استبشر بها خيرا وكانت بداية للنصر العظيم والذي عبر عن فرحته بقوله ” لقد مضى يوم القول ووصلنا إلى يوم البدء في العمل “

ومن خلال مجهودات جلالة الملك عبد العزيز استطاع أن ينشر الأمن وأن يبدأ النهضة الكبرى في البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، ليوحد الأراضي السعودية تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، ومن ثم أصبحت جدة بوابة الحرمين الشريفين وأصبحت من أجمل المدن وحق من أطلق عليها عروس البحر الأحمر.

مركز الملك عبد العزيز الثقافي
هذا المركز من أهم الأماكن التي اكتسبت شهرة واسعة وقيمة تاريخية عظيمة جدا مما أفاد المنطقة وزاد من أهميتها التاريخية، فهو علامة مشرفة في تاريخ المملكة عامة ومدينة جدة على الخصوص، وكان الهدف من انشائه هو توثيق مرحلة تاريخية مهمة جدا في جدة وفي تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث اعتبر هذا المركز من أهم المراكز التي تجذب أنظار زائري جدة وتحديدا أبرق الرغامة حيث اعتبر هذا المركز مبعا للثقافة والتنوير بأهم مرحلة في تاريخ المملكة ليشهد على حاضرها ومستقبلها، ويحتوي المركز على مسرح كبير مجهز بأعلى التجهيزات الحديثة بهدف استضافة مناسبات ضخمة ويتسع المسرح لأكثر من 1200 كرسي، كما يوجد به أربع قاعات داخلية للمحاضرات وبها صالات العرض الثقافية والتعليمية لعرض تاريخ المملكة، كما تم استغلال المساحات الخارجية في عرض المجسمات الدالة عن آثار المملكة والمعالم التراثية المشهورة والمعمارية.

متحف أبرق الرغامة
انشئ في منطقة أبرق الرغامة متحفا خاصة بتاريخ هذه المنطقة، وقد بلغت تكاليفه حوالي 25 مليون ريال سعودي وعلى مساحة 150 ألف مربع ليصبح من أكبر وأهم المتاحف في جدة، ليعيد لأهالي جدة وكل الزائرين ذكريات دخول جدة تحت راية السعودية من خلال بوابة أبرق الرغامة، ومن وقتها وقد تم تشكيل جدة التي اعتبرها ملوك السعودية من أهم المدن المهمة في السعودية فهي بوابة الحرمين وتعتبر ميناءا تجاريا وأرضا للدمغة الموهوبة والرائدة.

وفي الوقت الحالي تضم منطقة أبرق الرغامة على الكثير من المصانع والمخازن التجارية والأحياء السكنية التي باتت من أرقى الأحياء السكنية لارتباطها بهذا المكان، كما يوجد أيضا سكن لطلاب جامعة الملك عبد العزيز والكثير من الخدمات الأخرى.