اغتيل المهاتما غاندي في 30 يناير 1948 في مجمع بيرلا هاوس (غاندي سميريتي) ، وهو قصر كبير، كان قاتله ناثورام فيناياك جودس ، وهو من الجناح اليميني المنادي للقومية الهندوسية ، وهو عضو في الحزب السياسي الهندوسي ، وعضو سابق في (آر إس إس) ، الذي غادره في عام 1940 لتشكيل منظمة مسلحة، ولقد خطط جودس أيضا لعملية الاغتيال .

الطريقة التي اغتيل بها غاندي

كان غاندي يسير بخطوات منخفضة إلى الحديقة المرتفعة خلف Birla House ، حيث أجرى اجتماعات الصلاة المتعددة الأديان كل مساء، وخرج جودس من الحشد الذي يحيط بالمسار المؤدي إلى المنصة وإلى مسار غاندي ، حيث أطلق ثلاث رصاصات من مسافة قريبة، وسقط غاندي على الفور على الأرض، وتم ترحيل غاندي إلى غرفته في Birla House حيث ظهر أحد الأشخاص في وقت لاحق ليعلن أنه قد مات، وافتتحت محكمة جرائم القتل في غاندي في مايو عام 1948 في الحصن الأحمر التاريخي في دلهي ، مع جودس المتهم الرئيسي ، والمتعاون معه نارايان أبت وستة آخرين كمتهمين آخرين .

دوافع جودس وأسبابه في اغتيال غاندي

استخدم جودس قاعة المحكمة كمنتدى سياسي من خلال قراءة إعلان طويل، حاول فيه تبرير جريمته، واتهم غاندي بالرضا تجاه المسلمين ، وألقى اللوم عليه بسبب معاناة التقسيم ، وانتقد بشكل عام نظريته الشخصية وادعائه لاحتكار الحقيقة، وألقى جودس باللوم على غاندي لاستمراره في استرضاء المسلمين وقال لدرجة أن ”  دمي المغلي أصبح لا يمكن تحمله بعد الآن “، وذكر جودس أن غاندي عن التسامح الديني واللاعنف قد تسبب بالفعل في تخلي الهند عن باكستان للمسلمين ، مما أدى إلى اقتلاع ملايين الأشخاص من ديارهم ، وتسبب في خسائر فادحة في الأرواح وأسر ممزقة، وأعرب عن اعتقاده أنه إذا لم يتم اغتيال غاندي فإنه سيحقق الدمار والمزيد من المذابح للهندوس .

وفي رأي جودس ” كان الجواب الوحيد على العدوان العنيف هو الدفاع العنيف عن النفس “، وذكر جودس أن ” غاندي قد خان جيشه الديني وثقافته من خلال دعم المسلمين على حساب الهندوس “، لأن محاضراته عن (اللاعنف) كانت موجهة ومقبولة من قبل الجالية الهندوسية فقط، وقال جودس : ” لقد رأيت الأعمال الوحشية التي ارتكبت على الهندوسية، ورأيت مستقبلها المظلم والقاتل إذا تركت لمواجهة الإسلام في الخارج وغاندي في الداخل ، وقررت فجأة اتخاذ الخطوة المتطرفة ضد غاندي ، لم أكن أكره غاندي ، ولكن حبي للديانة الهندوسية ، والتاريخ الهندوسي ، والثقافة الهندوسية ، جعلني أقوم بواجبي الأخلاقي وأقتل غاندي ” .

وكانت المحاكمة علنية ، ولكن البيان الذي قدمه جودس خلال المحاكمة، لماذا قتل غاندي، تم حظره على الفور من قبل الحكومة الهندية، وحكم على جودس وأبتي بالإعدام في 8 نوفمبر / تشرين الثاني 1949، وقد تم شنقهما في سجن أمبالا في 15 نوفمبر 1949 .

أهم أقوال المهاتما غاندي في السلام

1- أنا على استعداد للموت، ولكن لا يوجد سبب من أجله أكون على استعداد للقتل .

2- إن أية جريمة أو إصابة ، بغَضّ النظر عن القضية، ارتكبت أو سُبِّبَت لشخص آخر هي جريمة ضد الإنسانية .

3- إننا سوف نكسب معركتنا لا بمقدار ما نقتل من خصومنا، و لكن بمقدار ما نقتل في نفوسنا الرغبة في القتل .

4- لقد اقتنعت اكثر من أي وقت مضى بحقيقة أن السيف لم يكن هو من فاز بالمكانة للإسلام في تلك الايام ، بل كانت البساطة و الاحترام الكبير للعهود .

5- كلما قام شعب الهند بالاتحاد ضد الاستعمار الانجليزي ، يقوم الانجليز بذبح بقرة ورميها بالطريق بين الهندوس والمسلمين ، لكي ينشغلوا بينهم بالصراع ويتركوا الاستعمار .