الحاكم بأمر الله المنصوري الخليفة الفاطمي السادس ولد عام 985 في القاهرة. تولي الحكم وهو في سن الحادية عشر وحكم مصر خمسة وعشرون عاما ،قد أكد المؤرخون أن الحاكم بأمر الله حمل شخصية متناقضة فهو الملك المتدين ، المهتم بالأدب والعلم و درس علوم كثيرة ، وفي نفس الوقت هو الجبار والطاغية ، المضطرب الذي يجوب الشوارع ليلاً .

طفولته وتوليه الحكم
عاش طفولته في القاهرة ، علمه والده العلوم المختلفة ، وبعد وفاة والده تولي الحاكم بأمر الله الحكم وهو لم يتجاوز الحادي عشر من عمره ، وبسبب صغر سنه طمع العديد من رجال الدولة في الحكم ، ومنهم (أبو الفتوح البرجواني) و ( أبو محمد بن عمار) ، ونشبت الحرب بينهم وكان النصر لأبو الفتوح البرجواني،وأصبح البرجواني هو المسيطر علي الدولة بينما الحاكم بأمر الله منغمس في اللهو واللعب ، عندما بلغ الحاكم الخامسة عشر أدرك ما يفعله البرجواني ، فقام بقتله و تخلص الحاكم بأمر الله من جميع اعدائه الطامعين في السلطة .

موقف الحاكم بأمر الله من العلم والأدب
اشتهر عصر الحاكم بسياسات غريبة ، فقد عُرف عنه الإهتمام بالعلم وقام ببناء مكتبة دار الحكمة في بغداد ؛ التي تضم آلاف من أمهات الكتب الأصلية ، وأنشأ العديد من المساجد و كان يعقد مجالس للشعراء والأدباء في قصره لينشدوا الأشعار ، وفي نفس الوقت كان يقتل العلماء والأدباء .

موقف الحاكم بأمر الله من الدين الإسلامي
قام ببناء العديد من المساجد مثل (جامع القاهرة – جامع راشدة علي ضفاف النيل – جامع في الجمالية أُطلق عليه مسجد الحاكم بأمر الله ) ، كما أنشأ العديد من المساجد الأخري ووضع فيها المصاحف المزخرفة ، وفي نفس الوقت منع صلاة التراويح لمدة عشر سنوات ، ومنع صلاة عيد الأضحي  وعيد الفطر  ، وقام بسب الصحابة والتعابيين ،

موقف الحاكم بأمر الله من أهل الزمة
فرض الحاكم بأمر الله علي اليهود والنصارى إرتداء الغيار والعمائم السود ، كما أمر بهدم بعض كنائس القاهرة وسرقة ما فيها، حتي أنه أصدر مرسوم بهدم كنيسة القيامة في بيت المقدس ، وقام بإلغاء الأعياد النصرانية كعيد الصليب والغطاس وعيد الشهيد ، لكن قبل مقتله قام بإلغاء جميع هذه الأوامر التي صدرت من قبل .

موقف الحاكم بأمر الله من شعبه وخاصةً النساء
منع شعبه من ارتداء القباقيب لأن أصواتها تزعجه ، فأصبح الشعب يسير حافياً ، كما أمر بتحشم المرأة فحرم علي النساء الخروج من البيت ليلاً و نهاراً ، والنظر من النوافذ ، وحرم صناعة النعال للنساء حتي لا يغادرن بيوتهن ، ومن كانت تعصي أمره من النساء ، كان عقابها الموت ؛ كذلك كان عقاب جميع من في الدولة سواء أقربائه أو رجال من الدولة .

موقف الحاكم بأمر الله من الزروع والحيوانات
حرم الملوخية بإعتبارها أكلة ملوكية لا يأكلها إلا الملوك ، وقتل كل من أكلها أو زرعها . ويقال أيضاً أنه حرم الملوخية لأن معاوية بن سفيان كان يحبها ، في حال أن معاوية من ألد أعداء ملوك الدولة الفاطمية بسبب المذهب الشيعي ، كما منع أكل الجرجير والترمس وأم الخلول وحرم زراعة العنب وصب العسل في النيل ، وأمر بقتل الكلاب والخنازير ، ومنع ذبح الأبقار إلا في العيد الأضحي .

العادة التي قضت علي الحاكم بأمر الله
اعتاد الحاكم بأمر الله أن يقضي ليله يجوب الشوارع ، وأن يصعد إلى منزله في جبل المقطم ليجلس بمفرده بدون حرسه الخاص أو أي نوع من أنواع الزينة يخلو بنفسه،وفي يوم خرج كعادته بمفرده ، ولكن لم يعد من بعدها ، واختفي الحاكم في هذه الليلة ، وبحث حراسه عنه في كل مكان فلم يجدوا إلا حماره وكان مصاب بسيف في رجله ، أما الحاكم بأمر الله فقد وجدوا ملابسه مليئة بالدماء في بركة “القصب “،يُقال أن أخت الحاكم بأمر الله “ست الملك ” هي من دست له رجالاً ليقتلوه