تقع دولة كمبوديا في الجنوب الشرقيّ من قارة آسيا، وتشترك في حدودها البرية مع كلّ من: فيتنام من الجهة الشرقية، ولاوس من الجهة الشمالية الشرقية، وتايلاند من الجهة الغربية، والشمالية الغربية، أمّا في حدودها البحرية فتشترك بساحل مع خليج تايلاند في الجهة الجنوبية الغربية، وتغطّي كمبوديا بأراضيها مساحة تبلغ حوالي 181,035كم2، وتتميّز هذه المساحة بانتشارٍ كبير للسهول الوسطى التي تُغطّي ثلثيّها، إذ تلتقي هذه السهول المحاطة بالغابات الجبلية الكثيفة مع خليج تايلاند في الجانب الجنوبي منها، أمّا المناخ السائد في كمبوديا فهو المناخ المداري، إذ يسود موسمَ الجفاف في الفترة الممتدّة من شهر كانون أول/ ديسمبر إلى شهر نيسان/ إبريل، كما تسود الأمطار الموسميةً، أو الغزيرةً في الفترة الممتدّة من شهر أيار/ مايو إلى شهر تشرين ثاني/ نوفمبر، ويؤدّي هذا الاختلاف في كميات الهطول المطري إلى حدوث الفياضانات، أو قد يسبّب حالة من الجفاف.


تحتلّ كمبوديا المرتبة 69 بين دول العالم من حيث عدد السكان، إذ يقطن أراضيها نحو 16,926,984 نسمة، وذلك وفقاً لإحصائيات عام 2020م، والذين يتمركزون بشكل كبير حول، وفي داخل مدينة بنوم بنه التي تُعدّ عاصمة الدولة، والواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية منها، وبالقرب من مصادرها المائية الأساسية المتمثّلة في نهر الميكونغ (بالإنجليزية:Mekong River)، وبحيرة تونلي ساب، ويضمّ هذا العدد من السكان تنوّعاً من الأعراق المختلفة، والتي يُعدّ أغلبها من الخمير، إلى جانب العرقيات الأخرى التي تشمل عرقية تشام، والصينين، والفيتناميين، وغيرهم، وقد ساهم ذلك في جعل اللغة الخميرية لغة البلاد الرسمية، عدا عن بعض اللغات الأخرى المستخدمة، كما تتعدّد الديانات الموجودة في كمبوديا إذ تعتنق الغالبية العظمى من السكان الديانة البوذية، في حين يعتنق باقي السكان الديانة الإسلامية، أو المسيحية، وغيرها.

السياحة في كمبوديا

تطوّر قطاع السياحي الداخليّ، والخارجيّ في كمبوديا عبر الزمن بشكل كبير، ممّا أظهر الحاجة إلى توفير العديد من الخدمات السياحية لتلبية متطلبات السياح الذين يساهمون بدورهم في حل مشكلات العمالة، وجلب العملات الصعبة المتداولة إلى الدولة، ممّا يُحسّن من جودة المستوى، والحياة الاجتماعيّة، ولذلك فقد تمّ بناء العديد من الفنادق، والمطاعم، والمرافق الترفيهية، والتجارية، والرياضية المختلفة، بالإضافة إلى ما لا يقلّ عن أربعين شركة سياحية في العاصمة بنوم بنه (بالإنجليزية: Phnom Penh )، ومدينة سيام ريب، ويجدر بالذكر أنّ كمبوديا تستقبل العديد من السيّاح من مختلف الدول، إلّا أنّ غالبيتهم هم من الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وفرنسا، وإلى جانبهم الزوّار القادمين من دول أوروبا، وأستراليا، والدول المجاورة، مثل: تايلاند، ولذلك كان لا بدّ من اهتمام السلطات بمجال السياحة، وتطوير البنية التحتية للدولة.

أشهر الأماكن السياحية في كمبوديا

تضمّ كمبوديا العديد من المناطق، والمعالم السياحيّة التي تستقطب الكثير من السيّاح سنوياً، وفيما يلي بعض منها::

  • مدينة أنغكور: (بالإنجليزية: Angkor)، تقع في وسط غابات كمبوديا، بالقرب من مدينة سيام ريب، وقد كانت عاصمةً لإمبراطورية الخمير في الفترة الممتدّة بين القرنين التاسع، والخامس عشر الميلادي، وتتميّز بكونها المدينة الأكثر جذباً للسياح في كمبوديا، فهي تحظى بموقع تاريخي مميز على مستوى العالم، إذ يضمّ هذا الموقع أكثر من 1,000 معبد متفاوت في الحجم، ويقصده ملايين السياح سنوياً، ومن هذه المعابد: معبد أنغكور وات (بالإنجليزية: Angor Wat) الذي يُعدّ أكبر نصب ديني في العالم، ممّا ساهم في إدراج هذا الموقع في قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1992م.
  • معبد بانتى سري: (بالإنجليزية: Banteay Srei)، يقع بالقرب من تلال بنوم دي (بالإنجليزية: Phnom Dei) في مدينة أنغكور، ويُعد رمزاً للفن الخميريّ المتميّز، وجوهرة معمارية نادرة، إذ إنّه منحوت بشكل متقن، ومبنيٌ من الحجر الرمليّ الأحمر، ويعود تاريخه إلى القرن العاشر الميلادي.
  • موقع كوه كير الأثريّ: (بالإنجليزية: Koh Ker)، يقع في الجهة الشمالي لكمبوديا، ويبعد حوالي 120كم عن مدينة سيام ريب، ويمتاز بالغابات الكثيفة التي تضمّ العديد من المعابد، ويُعدّ أحد أهمّ المواقع خلال فترة حكم الخمير، وقد أُدرِج في عام 1992م ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
  • مدينة كراتي: (بالإنجليزية: Kratie)، تقع هذه البلدة الصغيرة على ضفاف نهر الميكونغ في الجانب الشرقي من كمبوديا، وتُعدّ عاصمة محافظة كراتي، وتتميّز بثقافتها، ووجود الأسواق التجارية فيها، إضافة إلى الجزر الكبيرة ذات الشواطئ الرملية البيضاء الخلّابة، والممتدّة على طول نهر الميكونغ الذي يضمّ بعض الدلافين النادرة.
  • محطة تلّ بوكور: (بالإنجليزية: Bokor Hill Station)، تقع في قمة جبل بوكور في حديقة بريه مونيفونج الوطنية (بالإنجليزية: Preah Monivong National Park)، وتعود إلى التاريخ القديم، إذ تضمّ العديد من المباني ذات الطابع الفرنسي، والتي تشمل: كنيسة، وفندقاً، ومقرّاً ملكياً.
  • المعبد الفضي: (بالإنجليزية: Silver Pagoda)، يقع في الجهة الجنوبية من القصر الملكي، ويتميّز بواجهة خارجية مكوّنة من هياكل رخامية إيطالية، وأرضيةٍ مرصّعةٍ بأكثر من خمسة آلاف بلاطة فضية، ممّا جعل منه مكاناً مناسباً للاحتفالات الملكية، والوطنية المختلفة في البلاد، إلى جانب كونه مقصداً للعديد من السياح، إذ يضمّ هذا المعبد عدداً من تماثيل بوذا المميّزة.
  • منطقة تونلي ساب: (بالإنجليزية: Tonle Sap)، تضمّ بحيرة تونلي ساب ذات المياه العذبة، ونهر تونلي ساب الذي يمتدّ على طول 120كم، ولذلك فهي تتميّز بالرطوبة العالية، إلى جانب التنوّع الحيويّ الكبير الذي يضمّ أنواعاً مختلفة من الأسماك، والطيور، والزواحف المائية، لذلك صنّفتها اليونسكو في عام 1997م كمحمية للحياة الحيوية.
  • مدينة سيهانوكفيل: (بالإنجليزية: Sihanoukville)، تُعدّ هذه المدينة الساحلية عاصمةً لمحافظة سيهانوكفيل في كمبوديا، وتشتهر بساحلها الممتدّ على حدود خليج تايلاند، والجزر، والشواطئ الخلّابة، والمستنقعات الساحلية، ممّا يجعلها متميّزة بالتنوّع الحيوي الذي يجذب السياح لزيارتها، وتشكّل هذه المدينة مركزاً للتجارة، والصناعة في الدولة.
  • معبد برياه فيهيار: (بالإنجليزية: Preah Vihear Temple)، يقع في محافظة برياه فيهير (بالإنجليزية: Preah Vihear)، وتحديداً في سلسلة جبال دنكيرك (بالإنجليزية: Dangrek Mountains)، على منحدر يبلغ ارتفاعه 525م، ويُعدّ أكثر المعابد التي بُنيت في زمن إمبراطورية الخمير تميّزاً، وقد أُدرِج ضمن مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو في عام 2008م.
  • مدينة سيام ريب: (بالإنجليزية: Siem Reap)، هي عاصمة محافظة سيام ريب في كمبوديا، وتتميّز بالأعداد الكبيرة من السيّاح الذين يقصدونها طوال العام بهدف التمتّع بالمتاحف الكثيرة المنتشرة فيها، إلى جانب المباني ذات الطابع المعماريّ الصيني، ومصانع الحرير، والمحلات المخصّصة للحرف اليدوية التقليدية، وغيرهم، كما تتميّز هذه المدينة بالعديد من الفنادق، والمطاعم، والمنتجعات التي أُنشأت لتناسب هذا العدد من السيّاح.

أهمية القطاع السياحي في كمبوديا

يلعب القطاع السياحيّ دوراً هامّاً في نهضة كمبوديا في مختلف المجالات، إذ يؤثّر بشكل كبير على التطوّر، والنموّ الاقتصادي في الدولة، فهو يحتلّ بذلك المرتبة الثالثة بعد كلّ من قطاعَيّ الزراعة، وصناعة الملابس، كما يساهم بشكل بارز، وفعّال في دخل البلاد، إذ يحتلّ المرتبة الثانية في ذلك بعد قطاع صناعة الملابس، ويجدر بالذكر أنّ للإيرادات العائدة من قطاع السياحة عدّة فوائد تؤثّر على المجتمع، وتتمثّل في الحدّ من الفقر، وإبراز هوية الدولة الثقافية، وغيرها، وبالإضافة إلى ذلك يلعب القطاع السياحي في كمبوديا دوراً كبيراً في تطوّر الحياة الاجتماعية، والسياسية.

أسباب ازدهار السياحة في كمبوديا

ساهمت العديد من العوامل المختلفة في جعل كمبوديا منطقة جذب للعديد من السياح من مختلف البلدان، بعد أن كانت دولة غير معروفة للكثير، ومنعزلة عن العالم لعدة سنوات، ومن هذه العوامل: تاريخ الدولة المميّز الذي يعكس عدداً من المواقع السياحيّة المتنوّعة، كالمعابد القديمة، وغيرها من المواقع الحديثة، إضافة إلى التراث الثقافي الذي يلعب دوراً هامّاً في تنشيط السياحة المجتمعية، والثقافية، كما يساهم الموقع الاستراتيجيّ، والموارد الطبيعية الخلّابة، والشواطئ الجميلة في ازدهار السياحة البيئية، إذ تُعدّ السهول الرسوبية المنخفضة المُحاطة بالتلال، والجبال، والمتمركزة في المناطق الوسطى من البلاد بمثابة خطوط دفاع تحمي الدولة من الأخطار، والكوارث الطبيعية التي قد تتعرّض لها، من: العواصف القوية، والأعاصير، والفيضانات، وغيرها، ويجدر بالذكر التأثير البارز للتطوّر الحاصل في الأنشطة السياحية المختلفة، والمنظّمات، والشركات المختصّة في تطوّر السياحة.

سياسات لتطوير السياحة في كمبوديا

وُضِعت عدة استراتيجيات، وسياسات تهدف إلى تطوير، وتعزيز القطاع السياحي في كمبوديا، منها:

  • الخطة الوطنية للتنمية الاستراتيجية (بالإنجليزية: NSDP)، والتي تمثّلت في تشجيع السياحة الداخلية، والمحلية، ورفع نسبة الأشخاص العاملين في قطاع السياحة، بالإضافة إلى تعزيز الأمن، والسلامة العامة للسياح، وتقديم منتجات سياحية مميّزة، عدا عن تطوير البنية التحتية في الدولة، من خلال تحسين وسائل النقل البريّة، والبحرية، والجوية.
  • إطلاق الحكومة الكمبودية في عام 2008م لحملة ترويجية للقطاع السياحي على مستوى العالم، وذلك تحت مُسمّى كمبوديا مملكة العجائب، ممّا ساهم في تعزيز حركة السياحة في البلاد.
  • إطلاق وزارة السياحة في عام 2011م لمشروعين، إذ يهدف المشروع الأول إلى تعزيز الاهتمام بالسياحة البيئية، في حين يشمل المشروع الآخر وضع خطة استراتيجية تهدف إلى تنمية السياحة في الفترة الممتدّة من عام 2011-2020م، والتي ضمّت عدداً من مناطق الجذب السياحي، هي: بنوم بنه، وسيام ريب، وتونلي ساب، إضافة إلى المناطق الساحلية، والمناطق ذات الموارد الطبيعية المتمركزة في الشمال الشرقيّ من كمبوديا.
  • اتفاقية السماوات المفتوحة (بالإنجليزية: Open Sky Policy) التي تهدف إلى تسهيل التنقّلات الجوية بين كمبوديا، والدول المشتركة معها في هذه الاتفاقية، ممّا نتج عنه تطوير المطارات، وتحسين الخدمات المُقدّمة فيها، عن طريق تقديم المعلومات اللّازمة للسيّاح، إلى جانب تسهيل إصدار التأشيرات.

أعداد السياح في كمبوديا

يوضح الجدول الآتي أعداد السياح القادمين إلى كمبوديا خلال عددٍ من السنوات الأخيرة، وهي كالتالي:

السنة (م) عدد السيّاح (نسمة)
2014 4,502,775
2015 4,775,231
2016 5,011,712
2017 5,602,157
2018 6,201,077