تطفو قرية هالستات ذات المشاهد الطبيعية المثالية في هدوء على بحيرة كبيرة وتحيط بها الجبال الضبابية، وتبدو للناظر إليها وكأنها فصل في أحد الروايات أوالقصص الخيالية، حيث تقع في منطقة سالزكاميرغوت النمساوية في جبال الألب الشرقية، ولا تعد فقط واحدة من أقدم القرى المأهولة بالسكان في أوروبا، ولكنها أيضا وجهة مميزة بفضل جمالها المذهل ومناظرها الطبيعية الخلابة التي تجعل منها وجهة سفر سحرية مميزة.

يؤكد الكثير من السائحين والزائرين بأن شوارع هالستات أنما صممت بهذا الشكل لإسعاد الزائرين بالتجول والتقاط مئات الصور، ما بين الشوارع الحجرية الصغيرة المرصعة بالحكايات الخرافية والأساطير التى لا تنسى، فهل يمكنك فقط تخيل العيش في أحد تلك المنازل والاستمتاع بهذه المناظر الساحرة كل يوم؟

الوصول إلى هالستات

رحلة يومية إلى هالستات من فيينا ليست فقط سهلة وسريعة نسبيا، لكنها توفر في ذات الوقت مجموعة من المناظر الطبيعية الساحرة، وهناك طريقتان للنقل من فيينا إلى هالستات؛ بداية من ركوب القطار إلى أقرب محطة قطار وأخذ العبارة إلى هالستات، أو يمكنك استئجار سيارة والقيادة إلى هناك بنفسك.

دليل السياحة في هالستات النمسا

تقع هالستات على بحيرة جميلة، تشبه المرآة، لذلك سيكون أمامك الفرصة هناك للمزيد من الاستمتاع، وذلك عبر ركوب قارب حول البحيرة والتمتع بالمناظر الرائعة المحيطة، مع الهروب من الحشود على الأقل لمدة ساعة. ففي حال كنت تقيم في هالستات لبضعة أيام ، يمكنك الذهاب في نزهة حول البحيرة ومشاهدة هالستات من منظور مختلف.

كما يمكنك القيام برحلة على متن قارب والاستمتاع بقمم الجبال والاستمتاع بالهواء النقي، والسباحة في المياه الصافية واستكشاف المناطق المحيطة بها، فهذا هو النشاط الذي يناسب أذواق الجميع، لاسيما لمن يبحثون عن بعض المناظر الطبيعية الرومانسية أو لمجرد المتعة مع العائلة.

على طول بحيرة هالستات هناك كميات لا نهاية لها من المقاهي والمطاعم، حيث يمكنك أيضًا تذوق بعض من أسماك المياه العذبة الطازجة.

وسط المدينة صغير جداً ويسهل استكشافه، لكن المنازل والنافورة الصغيرة في الساحة الرئيسية هناك ستجعلك مقتنعاً بأن هالستات منبثقة ومستوحاه بالفعل عن قصة خيالية، ذلك فضلا عن العديد من الشوارع والأزقة الجانبية الصغيرة التي تخرج عن ساحة وسط المدينة والتي تستحق الاكتشاف، وعلى الأرجح لن تتوقع ما ستصادفه خلال رحلتك الجميلة.

وتمثل ساحة السوق في هذه القرية الجميلة، واحدة من أجمل الأماكن في هالستات، فهي أحد مواقع اليونسكو للتراث العالمي، وتمثل مكان رائع، مع المباني الجميلة والمنازل الخلابة، فضلا عن ذلك، سيمكنك هنا الاستمتاع بزيارة بعض المقاهي المريحة والمطاعم الممتازة وكذلك زيارة بعض محلات الهدايا التذكارية الرائعة.

هناك بعض التقارير التاريخية التي تؤكد أن منجم هالستات للملح كان نشطًا بالفعل في القرن الخامس عشر، مما يجعله الأقدم في العالم، فلأكثر من 300 سنة (من 1600 إلى 1960) كان الموقع الأكثر أهمية للتعدين في المنطقة، في نهاية المطاف ، أصبح منجم الملح في هالستات موقعا سياحيا يظهر تاريخ التعدين وحياة عمال المناجم.

لكل فصل في هالستات سحره الخاص، فالشتاء يمتاز هناك بمشهد رائع من الثلج الأبيض المشع الذي يغطي القرية الصغيرة والقمم المهيبة في جبال الألب النمساوية، بينما يجلب الربيع موسمًا من الزهر، من الزهور الجميلة إلى الخضرة التي تنمو حول هذه القرية الصغيرة.

في حين أن الصيف يجلب إلى القرية الأجواء الممتعة والأنشطة الرائعة في الهواء الطلق، مع السباحة أو القيام بجولة عبر القارب في البحيرة، يتميز فصل الخريف بموسمًا من الأوراق المتغيرة بشكل جميل من الأخضر إلى الأصفر إلى الأحمر، وإلى اللون البرتقالي. ولذلك سييمكنك الذهاب إلى هالستات في كل من هذه المواسم ورؤية جانب سحري مختلف.

وحتى مع زيادة أعدد السائحين في هذه القرية الصغيرة، فإنها لا تزال غير مكتشفة نسبيا مقارنة بجهات السفر الأخرى، فلن تواجه هناك الكثير من الحشود السياحية حتى في موسم الذروة، مقارنة بتلك الحشود التي قد تجدها في بلدات أوروبية أخرى في نفس الوقت من العام.

التجديف بالكاياك وركوب الزورق وركوب البجعة والمشي لمسافات طويلة في الجبل وركوب القوارب والجلوس حول التراسات في المساء، وأكثر من ذلك بكثير، ليست إلا جزء مما سيمكنك القيام به في تلك القرية المميزة، فهالستات ليست وجهة رائعة للزيارة بفضل ما تقدمه من مشاهد جميلة فحسب، ولكن لأن لديها الكثير لتقدمه.

ربما يكون السير عبر الشوارع الضيقة لهالستات هو النشاط الأكثر إثارة في القرية، فمن خلال هذه التجربة سيمكنك الحصول على لمحة عامة عن المنطقة، مع تكوين صداقة جديدة لأن السكان المحليين ودودون للغاية ومضيفون جيدون جدا، ولا تنس أن تتناول بعض الطعام المحلي ما بين المطاعم الرائعة ذات الإطلالة الخلابة على القرية.

تبدو قرية هالستات مثل لوحة رائعة رسمها فنان موهوب جدا، فهذا هو المكان المميز الذي يبدو به كل شىء جميل، بداية من المنازل الملونة وحتى كل شرفة تطل على البحيرة، والهندسة المعمارية للكنيسة الإنجيلية، والزهور الرائعة الموجودة على النوافذ، وجدران المنازل المغطاة باللبلاب التي تكمل المجموعة الكاملة وتمنحها سحر خاص.