بوهيميا تقع في الأجزاء الغربية من جمهورية التشيك ، وهي من المناطق التاريخية في منطقة أوروبا الوسطى ،  تقدر مساحة بوهيميا نحو 52.750 كم ، يحدها من الغرب والشمال والجنوب الغربي ألمانيا ، ونتعرف معكم في التقرير التالي أين تقع بوهيميا .

اين تقع بوهيميا

بوهيميا من المناطق التاريخية في أوروبا ،  معظم سكانها من دولة التشيك ، حيث يسكنها أكثر من 10.3 مليون شخص منهم 6 مليون من أصل التشيك ،  تقع بولندا من الشمال الشرقي ، وتحدها النمسا من الجنوب ، ومن الشرق منطقة مورافيا ، يحدها جبال السوديت والشومافا من الشمال ، وبداية من عام 1918 حتى 1939 كانت بوهيميا جزءاً من دولة تشيكوسلوفاكيا ،  ومنذ عام 1939 أصبحت بوهيميا جزء من جمهورية التشيك .

 وتم دمج أجزاء من الحدود التي بها أقلية ناطقة باللغة الألمانية ، من جميع الأراضي التشيكية الثلاث في ألمانيا ، وذلك بين عامي 1938 و 1945 والمعروفة باسم سوديتنلاند ، وباقي الأرض كان معروف باسم جمهورية التشيكوسلوفاكية الثانية ، وأصبحت محمية من مورافيا وبوهيميا بالإضافة إلى الأراضي التشيكية .

وحصلت بوهيميا عام 1969 على استقلالها السياسي ، داخل تشيكوسلوفاكيا ، وذلك بصفتها جمهورية التشيك الاشتراكية  ، وبعد ذلك تم حل تشيكوسلوفاكيا ، وبذلك أصبحت جمهورية التشيك دولة بمفردها في عام 1993 .

 معظم الحدود المحيطة بمدينة بوهيميا ، هي عبارة عن سلاسل جبلية ،  مثل الغابات البوهيمية ، وجبال أوري.

تاريخ بوهيميا

أطلق الرومان على بوهيميا قديماً ، اسم  “بوي هايمام” والتي تعني الجرمانية ، وهي موطن البوي لإحدى القبائل ، وذلك في القرن الرابع قبل الميلاد ،  القبائل الجرمانية كانت تضع بوهيميا نصب أعينها ، واستقر بعضهم في بوهيميا منها المكروماني في القرن الأول قبل الميلاد ،  وبعد ذلك تم إخلاء المدينة القبائل السلافية التي استوطنت في القرن السادس الميلادي .

 وكلمة بوهيميا مشتقة من كلمة بوي ، ومعناها بوهيميا باللغة التشيكية ، وفي عام 1158 كان الملك الإمبراطور الروماني فريدريك الأول كان ملك بوهيميا ، وبعد ذلك حكمها تشارلز الرابع الذي وأطلق عليه امبراطور بوهيميا .

وكانت بوهيميا تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية ، خلال العصور الوسطى ، وبعد ذلك هاجرت مجموعتان جديدتان من جزر السوبيك إلى غرب بوهيميا ، وجنوب ألمانيا مع البافاريين ،  وانتقلت معظم قبائل السوبيك إلى البرتغال وإسبانيا .

بوهيميا بعد الهجرة

يعود تاريخ بوهيميا ، إلى أبعد بكثير من عصور ما قبل الميلاد ، حيث يعود تاريخ المستوطنات الأولى في البلاد إلى العصر الحجري الحديث ، منذ أكثر من 7000 عام .

وتم تصنيف  دخول السلافية إلى فترتين ، حيث كان أول مرة دخلوا فيها بوهيميا في عام 568م ، من الجنوب الشرقي ، وذلك عندما ابتعد اللومبارديون الجرمان عن بوهيميا ، وبعد ذلك في الفترة من 630 إلى 660  استولى اتحاد سامو القبلي على الإقليم .

وفي بداية القرن السادس عشر ، بعد ما انتهى عصر الهجرة ، اكتظت بوهيميا بالسكان ، في الوقت الذي جاءت فيه القبائل السلافية من الشرق ، وانقرض حينها اللغات السلتية والسارماتية والألمانية .

وجاءت وفاة الملك  السلافي سامو الذي كان مقسم بوهيميا إلى عدة إمارات ، وبعدها تم تقسيم سكان بوهيميا إلى بيماري وفراغانيو وميريهاني وما رغيتو ، وكان ذلك في أول القرن التاسع الميلادي .

وفي القرن العاشر والحادي عشر ظهرت الديانة المسيحية واكتسبت الهيمنة والسيطرة في بوهيميا .

وتبعاً لتاريخ مدينة بوهيميا ، يعتبر القرن التاسع من أهم العصور في بوهيميا ، وهذا الوقت الذي زاد فيه تأثير فراغانيو المركزي التشيكي ،  والذي ساهم في التنوع والتنمية بين المجتمعات المجاورة ، وساهم في إنشاء دولة جديدة .

وتظل بوهيميا كما كانت في منتصف القرن التاسع عشر ، خاصة بعد بناء العديد من المزارع ، والطراز المعماري في المدينة والبيوت التي تتألف من المخططات المستطيلة .

أهم المعالم في مدينة بوهيميا

قرية هولاشوفيتسي

تعد قرية هولاشوفيتسي من أفضل قرى بوهيميا وأجملهم ، هي عبارة عن قرية ريفية ، بها العديد من الأماكن المزروعة بالخضروات ،  وشكلها حضاري ، كما يتم الحفاظ عليها باستمرار هناك ، حيث قامت منظمة اليونسكو باختيارها كموقع تراثي ثقافي عالمي في عام 1998.

 مورافيا

مورافيا هي منطقة جبلية تقع شرق جمهورية التشيك ، ومن أكثر ما تشتهر به مورافيا هو إنتاجها للنبيذ على مستوى جمهورية التشيك ، حيث تنتج أكثر من 95% من إنتاج النبيذ في التشيك ، وإقليم مورافيا خرج منه العديد من العقول النابغة والعظيمة في العالم منها والد علم الوراثة جورج مندل ، والمحلل النفسي  سيغموند فرويد.

الزراعة في بوهيميا

لا يوجد فرق بين اللغة التشيكية والبوهيمية ، حيث يعتبر كلاهما مرادفاً للآخر ، و تقع معظم الأراضي في وادي نهر الألب ، وتتنوع الزراعة في بوهيميا منها محاصيل الجاودار ، بنجر السكر ، القمح .

كما يهتم فلاحو مدينة بوهيميا بنبات الشعير والشوفان ، والبطاطس ، كما يعتمدوا على تربية الجاموس والخنازير ،  وكما ذكرنا أن معظم البوهيميين ينتمون إلى مجموعة سلافية وهي التشيك .

وينتمي معظم العاملة في بوهيميا إلى الصناعة ، حيث توجد في المناطق الصناعية الكريستال البوهيمي ، الزجاج ، المواد الكيميائية ، وبعض المواد مثل الحديد والفولاذ وصناعة الآلات

أما بالنسبة للحياة الثقافية في بوهيميا ، تتركز في مدينة براغ التي تعتبر أكبر مدن عاصمة تشيكوسلوفاكيا السابقة .

الثورة البوهيمية

قامت الثورة البوهيمية من 1415-1436 ، كان الإمبراطور الروماني لا يملك أبناء او أحفاد ، وأراد الإمبراطور الروماني أن ينتقل الملك إلى الوريث الشرعي فرديناند الستيرياوي ، وهو من الكاثوليك المتعصبين ، وتولي الأمبراطورية الرومانية بعد أن عينه ماتيس  على إقليم المجر وبوهيميا ،مما أثار غضب أصحاب المذهب البروتستنتي في بوهيميا والمجر ، خائفين على الحقوق الدينية وعدم ممارستها بسبب تعصب فرديناند ، وقام مجموعة من الكالفنيين بالقبض على أحد نواب الملك ، ومحاكمته وألقوه من فوق القلعة ،  ومن هنا قامت الثورة البوهيمية في مدينة براغ ، وانتشرت الحروب الأهلية في جميع مناطق بوهيميا ، سيليزيا ، مورافيا ، وضعف حكم الإمبراطور ماتياس ، وفقد السيطرة على البوهيميين الثائرين ، وبعد ذلك انتقلت الحرب إلى غرب ألمانيا .