اتسم عهد محمد علي بالنهضة الشاملة في مختلف مناحي الحياة ، و كان من بين تفاصيل هذه النهضة الاهتمامات الموجهة تجاه العلوم و الآداب في مصر .

محمد علي
محمد علي هو مؤسس الدولة المصرية الحديثة ، و التي عرفت بالملكية فيما بعد حيث انحدر من نسله عدد من الملوك الذين حكموا مصر عقود من الزمان ، وصولا إلى الملك فاروق ، و قد اتسم عهده بنشر العديد من المدارس ، و إرسال البعثات العلمية فضلا عن إنشاؤه لجيش و أسطول قوي ، و بذلك فمحمد علي هو أساس الدولة المصرية الحديثة .

إنشاء المدارس
كان من أهم الأشياء التي عنى بها محمد علي نشر التعليم و الثقافة بمختلف الدرجات ، فقد اهتم بإنشاء العديد من المؤسسات التعليمية ، فضلا عن الاهتمام الشديد بالبعثات التعليمية لاوروبا ، و كان يرى أن التعليم الابتدائي هو أساس النهضة العلمية و أن الاهتمام بوجود طبقة تعليمية عالية هو أساس الحكومة ، و التعمير في هذه البلد فانشأ المدارس الابتدائية ، و الثانوية و كان عونا للأزهر في البعثات التعليمية و النهضة الفكرية .

المهندسخانة
– المهندسخانة هي مدرسة الهندسة التي وجدت بالقلعة ، و على ما يبدو أنها كانت أول المدارس التي سعى لإنشائها محمد على ، و ربما كان الهدف من ذلك هو زيادة إعمار هذه البلد ، و قد ذكر الجبرتي أن هذه المدرسة كانت أساسا لتخريج عدد من المخترعين ، و من بينهم حسين شلبي عجوة الذي اخترع آلة متخصصة في تبييض الأرز ، و تم تركيب هذه الآلة في دمياط و رشيد و غيره الكثيرين من المخترعين ، و من خلال المدرسة تم تعليم قواعد الحساب و الهندسة ، و علوم القياسات و الارتفاعات.

– كانت المدرسة تقدم مناهجها التعليمية بشكل مجاني ، و ليس هذا فقط بل أن الطلاب كانوا يتقاضوا رواتب شهرية و كسوة و غيرها .

– بعدها تبع هذه المدرسة إنشاء مدرسة أخرى لتعليم الهندسة أيضا في بولاق ، و قد تم إنشائها في عام 1834 ، و كان وكيل هذه المدرسة أحد خريجي البعثات العلمية ، و تخرج منها عدد من المهندسين المشاهير في ذاك الوقت ، و منهم محمود باشا الفلكي و أحمد بيك فايد و دقة بيك .

مدرسة الطب
– تم إنشاء مدرسة الطب في عام 1827 بعد اقتراح من الدكتور كلوت بيك ، و كان الهدف منها تخريج طلاب مصريين ليهتموا بمصالح الجيش ، بعدها قامت الحكومة باختيار مائة طالب من جامعة الأزهر للدراسة بها ، و كان أساتذتها من فرنسا و احتوت العلوم بها على علم التشريح و الأمراض الباطنية و الصيدلة و الكيمياء و غيرها ، و تم تعيين عدد من المترجمين ليكونوا نقطة التواصل بين الأساتذة و الطلاب ، و تم إلحاق المدرسة بحديقة للنباتات النادرة و النباتات الطبية ، و يذكر أن عدد طلاب المدرسة كانوا 140 طالب منهم 50 طالب في كلية الصيدلة ، و تم إلحاق المدرسة فيما بعد بمستشفى تعليمي عرفت بالقصر العيني .

– لاحقا تم إنشاء مدرسة أخرى للولادة و كانت ملحقة بمدرسة الصيدلة ، و تم الحاق بها عدد من السودانيات و الحبشيات و تعلموا في هذه المدرسة فن الولادة ، ثم تم نقل المدرسة من أبو زعبل للقاهرة .

مدرسة الألسن في القاهرة
تم انشاء هذه المدرسة في عام 1836 ، و قد كانت موجودة مكان فندق شيبرد الموجود الآن ، و تولى نظارة هذه المدرسة رفاعة بيك رافع الشهير في علم الترجمة .

المدارس الأخرى
– مدرسة المعادن في مصر القديمة .
– مدرسة المحاسبة في السيدة زينب .
– مدرسة الفنون و الصنائع .
– مدرسة الصيدلة في القلعة .
– مدرسة الزراعة في نبروه .
– مدرسة الطب البيطري في رشيد .
– المدرسة تجهيزية في أبو زعبل .
– المدرسة التجهيزية في الإسكندرية .