سميرالدو Smeraldo  تعني ” الزمرد ” باللغة الإيطالية، ويقول البعض إن سميرالدو هي زهرة خيالية لا تظهر إلا في الأساطير والخيال، لكن أولاً وقبل كل شيء، وسواء كانت زهرة سميرالدو حقيقة أم خيال فإنها على كل حال لا توجد في الوقت الحاضر، ويقال إن هذه الزهرة تعني ” الحقيقة التي لا يمكن إخبارها “، ووفقا للمصادر، من المعروف أن الزهرة قد أزهرت في مدينة ” La Citta Di Smeraldo “، ومن المفترض أنها كانت تقع في شمال إيطاليا، خلال العصور الوسطى، ولكن تم هجرها بعد الموت الأسود، ووفقا لخريطة ظهرت في الآونة الأخيرة، تشير التقديرات إلى أن هذه المدينة تقع في شمال دولة إيطاليا التي أصبحت الآن قرية ريفية .

أسطورة زهرة السيمرالدو

قصة حب دوق فلورنسا

هذه الزهرة رمزية تماما، وهي تمثل قصة حب متشابكة، والتي يقدر أنها حدثت في القرنين الخامس عشر والسادس عشر في مدينة “La Citta di smeraldo”، ووفقا لمصادر مختلفة، من المفترض أن القصة لها نهاية مأساوية مليئة بالحنين والحزن والإخلاص، وفقا للقصة، كان هناك رجل عاش في قلعة منعزلة في La Citta di smeraldo، وليس هناك الكثير من المعلومات عن الرجل باستثناء أنه كان ” الطفل المحب ” لدوق فلورنسا الذي وقع في حب ابنة بستاني فقير، توفيت عند ولادتها بسبب النزيف المفرط وتركت الطفل وحده في العالم، ولكونه طفلا ولد بصورة غير شرعية كان مصدر البؤس لزوجة وأولاد الدوق، الذين حاولوا قتل الصبي المسكين، ونتيجة لذلك، أرسله الدوق إلى مكان بعيد .

ويقال أن الطفل أخفى نفسه معزولا في القلعة القديمة وارتدى قناع لأنه كان ” قبيح جدا “، ربما بسبب كل الكراهية والغيرة التي تلقاها أثناء حياته، لم يفتح قلبه لأحد، وعندما حاول أحد الاقتراب منه، كان يخفي نفسه بالغضب وعدم الثقة، وقد أغلق نفسه كل من جسده وروحه من العالم، وكان فرحه الوحيد هو زراعة الزهور في حديقته، وهي الشيء الذي جعله سعيدًا وهادئًا، لكن الأمور أخذت منعطفا جميلا وحزينا، منعطف من شأنه أن يترك ندبة حزينة في قلبه إلى الأبد ويجلب الدموع إلى عينيه، حيث كان المصير والقدر يلعب عليه، وذات يوم، ظهرت فتاة أمامه بالقرب من محيط قلعته، وكانت في ملابس ممزقة، وقد تسلقت جدار الحديقة وسرقت بعض الزهور.

وكان الرجل مجنونا بهذا الفعل في البداية، لقد كان غاضبًا بسبب سرقة زهوره الثمينة، وقد أمضى ليله كله يحرس الزهور، ولكن في لحظة نومه القصيرة، التقطت الفتاة بعض الزهور وهرعت، واستمرت عدة ليال من هذا القبيل، حتى تظاهر الرجل بأنه نائم وشاهد الفتاة تذهب، كان فضوله يملئه، من هي ؟ لماذا تشرق زهور جميلة تتفتح كل ليلة ؟ ودون أن يدرك ذلك، انتظر الرجل للفتاة، وتبعها ليلة بعد أن تنكر بعباءة، وبعد إتباعها إلى إحدى القرى، أدرك سبب سرق الزهور من حديقته كل ليلة، واكتشف أن الفتاة تبيع هذه الزهور لأنها فقيرة جدا وليس لديها طريقة أخرى لتعيش، وأراد الرجل أن يساعد الفتاة، وأن يعلمها كل طريقة في كيفية زراعة الزهور الجميلة، وكان يسقط ببطء في حبها، وبدأ الرجل في زراعة العديد من الزهور لها والتأكد من أنها كانت من أفضل نوعية، وأراد أن يظهر أمامها، وأخبرها عن مشاعره تجاهها، لكنه عرف أنه لا يستطيع أن يظهر أمامها، لأنها ستكون خائفة منه، يجب أن يختبئ، لأنه كان قبيحا وبالطبع هي لن تحب مظهره القبيح، لذلك لم يكن لديه الشجاعة لمواجهتها، وفي النهاية، كان الشيء الوحيد الذي كان بإمكانه فعله هو زراعة ورعاية الزهور حتى تستمر في القدوم إلى حديقته .

زراعة زهور السميرالدو

ومع مرور الوقت، قرر هذا الرجل أنه سوف يزرع أغلى زهرة ( السيمرالدو ) لكي تأخذها الفتاة وتبيعها، وكانت تلك هي الطريقة الوحيدة التي سيكشف بها عن إخلاصه لها، وقد حبس نفسه في القلعة، وبعد العديد من المحاولات، نجح في زراعة الزهرة، وكانت الزهرة جميلة جداً، كانت شيئًا لم يكن موجودًا في العالم مثله، بعد ذلك، ملأ حديقة منزله بالزهرة وانتظر حتى الليل حتى تعود الفتاة، انتظر وانتظر الفتاة للعودة إلى الحديقة لسرقة الزهرة، لكن الفتاة لم تعد، وانتظر كثيرا لا يهم كم انتظر، لكن لم تعود الفتاة إلى حديقته، مما جعله قلقا، لذا زار القرية التي تبعها لها، وللأسف وجد أن الفتاة قد ماتت، ماتت دون أن يخبرها كم أحبها، وبالتالي فإن لغة زهور سميرالدو هي : ” الحقيقة التي لا يمكن إخبارها ”.