مدينة بلينسيه أو فالنسيا من أجمل المدن الاسبانية ، التي تميزت بتاريخها الإسلامي العريق ، حتى أنها سميت ببستان الأندلس المفقود ، و ذلك لأهميتها الجغرافية و جمالها .

نبذة عن مدينة بلينسيه
– تعتبر مدينة بلينسيه إحدى أكبر المدن الاسبانية ، و من أهم ممالك الأندلس الإسلامية ، و يشهد على ذلك تراث المسلمين العريق ، الذي تم تخليفه في تلك المنطقة .

– معنى كلمة بلينسيه هو مدينة التراب ، و قد سميت بذلك لتميزها بالخصوبة العالية ، و تنوع أشجارها و نباتاتها ، و تقع في شرق دولة الأندلس ، و تحدها كل من طليطلة و طرطوشة و مرسيه .

الفتح الإسلامي في بلينسيه
– كانت بلينسيه أيام الفتح الإسلامي ، عبارة عن سهل زراعي أمل المسلمين في التحكم به ، و قد كان اسمها في ذلك الوقت فالنثيا ، و من اطلق عليها بلينسيه هم المسلمون .

– كانت بلينسيه من أجمل الأماكن في العالم ، فقد حفلت بالانهار و السهول الزراعية ، و حدائق الفواكهة و الزعفران ، و اشتهرت بصناعة و صباغة النسيج ، و كانت تصدر منتجاتها لكافة أنحاء العالم العربي .

– كانت بلينسيه من أهم قواعد و حصون الأندلس ، و قد تأسست هذه المدينة على يد الرومان ، في عام 139 قبل الميلاد بعدها ، استولى عليها كلا من القوط و الغربيين .

– لم يكن هناك تاريخ محدد لفتح هذه المدينة ، إلا أن من المرجح أنه كان في عام 714 م ، على يد عبد العزيز بن موسى بن نصير .

المسلمين في بلينسيه
– حينما دخل المسلمين المدينة كانت مسورة بسور ضخم ، مزود بأبراج مرتفعة ، و قد قام المسلمين ببناء مسجد كبير ، و مقر لإدارة شئونها ، و عدد من الأسواق المميزة .

– انتقل بعدها عدد كبير من العرب و البربر للعيش بها ، وصولا للعهد الأموي الذي قام باتخذها مقرا للإدارة و الحكم ، و بعدها تعاقب الأمراء على تلك البلدة الجميلة .

– بعدها حاول الصقليون الدخول للمدينة ، و التحق بها عدد من أصحاب المهن و الصناعات ، و شيدوا فيها القصور و الحدائق و عم الرخاء  ،على تلك المدينة المترفة ، وصولا إلى عهد عبد القادر بن ذي النون ، الذي اتسم حكمه بالظلم و كثر الضرائب ، و الاضمحلال مما دعى إلى قيام ثورة من أهل المدينة .

ثورة أهل بلينيسه على عبد القادر
– بعد أن بدأ عبد القادر في الضغط على سكان بلينسيه ، قام السكان بالثورة ضده ، و ما أن علم المسلمين بذلك حتى أرسلو جيش قوي ، لحماية هذه المدينة من ظلمه فاستنجد بعدو المسلمين ، في ذلك الوقت ألفونسو السادس ، مما لفت أنظار و مطامع الناس لتلك المدينة .

– بعدها قام القانطين بها بالاتصال بالمرابطين المغربيين ، من أجل إنقاذهم فهب المرابطين إلى الأندلس ، بجيش كبير بقيادة أبي أحمد بن عبد الله بن جحاف المعافري ، و تمكنوا وقتها من قتل عبد القادر ، و إنقاذ تلك المدينة ، و تم تولية أبا أحمد جعفر بن عبد الله بن جحاف حاكما عليها .

– بعدها شن العديد من الجيوش ، ضربات ضد بلينسيه آملين في الحصول عليها ، و كان من أشهرهم الكمبيادور ، و الذين تمكنوا بالفعل من دخول بلينسيه ، و لكن المرابطين تمكنوا من استعادة المدينة مرة أخرى ، و قد تعاونوا مع بعض النصرانيين في الحصول عليها و حمايتها ، و تعاقبت الأحداث بعدها ، وصولا إلى عهد الموحدين حيث تمكن ، الخليفة الموحدي يوسف بن عبد المأمون من الدخول للاندلس ، و ضمها كافة و فتح حصون طليطلة ، و تمكن من حصار لشبونة ، و استعاد العديد من المدن  في شبه جزيرة أيبيريا.