اللغة العربية هي أوسع اللغات انتشارًا في العالم، ولها مكانة كبيرة في القلوب، نظرًا لأن الله سبحانه وتعالى اختصها بالقرآن الكريم وبلسان نبيه محمد صلّ الله عليه وسلم، فهي لغة أهل الجنة، ولذلك يسعى الجميع في كل مكان إلى معرفة أحكام وقواعد اللغة العربية، لأن هذا الشيء أصبح من الضروريات، فمن الممكن أن يعرف الجميع القواعد ومن ضمنها علم النحو العربي كالبدل لما له من أصول وأنواع وأحكام كثيرة.

تعريف البدل

البدل هو اسم تابع مقصود لذاته في الحكم، ويسبقه اسم يسمى مبدلًا منه، وتتعدد الأنواع الخاصة به، ومن الأمثلة عليه :

ـ قابلت المغوار أحمد، فهنا يأتي اسم أحمد كبدل والمغوار هو المبدل منه.

ـ قرأت شعرًا لأمير الشعراء أحمد شوقي، فهنا يكون أحمد شوقي هو البدل وأمير الشعراء هو المُبدل منه.

ـ قابلت التاجر معتز، فهنا يكون معتز هو البدل والتاجر هو المبدل منه.

أنواع البدل في اللغة العربية

البدل له أربعة أنواع ويمكن توضيحها فيما يلي :

ـ بدل كل من كل أو البدل المطابق، وهو الذي يكون مطابق للمبدل منه ومساوي له في المعنى، مثل ” مررتُ بأخيك زيدٍ”.

ـ بدل بعض من كل، وهذا هو النوع الذي يكون فيه البدل جزءًا من المبدل منه، مثل ” أكلتُ الرغيف ثلثهُ”.

ـ بدل اشتمال، وهو الذي يكون فيه البدل دالًا على صفة من صفات المبدل منه، مثل ” نفعني المعلمُ علمُهُ”.

ـ البدل المباين، وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهم :

بدل الإضراب، وهو الذي يصرف فيه النظر عن المبدل منه بعد أن يتبين شيء آخر، ومثال ذلك ” صليت في المسجد المغرب العشاء”، والقصد في تلك الجملة أن يقول الفرد صليت في المسجد المغرب، ولكنه قبل أن يقول ذلك صرف نظر عن المغرب عندما علم أنه لم يصليه وقال المغرب العشاء أي أبدل كلمة العشاء بدلًا من المغرب.

بدل الغلط، وهو الذي يقصد فيه المتكلم أمرًا من الأمور، فيسبق لسانه إلى آمر آخر، ويتبين له غلطه ويرجع إلى الصواب، ومثال ذلك ” سلمت على أبيك أخيك”.

بدل النسيان، وهو الذي يكون قصد المتكلم فيه أمرًا من الأمور، وبعدها يذكر غيره نتيجة سهو أو نسيان، ثم يتبين له الصواب ويذكره، مثله كمثل بدل الغلط، ولكن الفرق بين بدل الغلط وبدل النسيان هو أن بدل الغلط يكون مكانه اللسان، أما بدل النسيان يكون مكانه العقل.

أحكام البدل

ـ شرطًا أساسيًا في بدل البعض من الكل وبدل الاشتمال أن يكونا مشتملين على ضمير يربطهما بالمبدل منه، سواء كان هذا الضمير مذكورًا مثل ” بعت التفاح نصفه” أو كان مستترا مثل قوله تعالى ” ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا ” سورة آل عمران 97، والمقصود هنا من استطاع منهم.

ـ شرط أن يكون في البدل مطابقًا للمبدل منه في العدد سواء ” الإفراد، التثنية، الجمع” وفي النوع ” مذكر، مؤنث”، مثل جاء الفاتح عمرو، ولكن ليس شرطًا المطابقة في التعريف والتنكير.

ـ البدل يكون إما بدل اسم من اسم مثل ” استقبل زيدًا أخاك “، أو بدل فعل من فعل مثل ” جلس المحدث ثم أخبرنا قال” حيث أن قال فعل وهو بدل كل من كل من الفعل أخبرنا، أو يكون بدل جملة من جلمة مثل قوله تعالى ” أمدكم بما تعلمون، أمدكم بأنعام وبنين” سورة الشعراء 132ـ133″.

كيفية اعراب البدل

مثال على إعراب البدل ” الخليفة عمر أعدل الحكام” يكون الإعراب الخاص بها كالتالي :

ـ الخليفة، مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

ـ عمر، بدل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

ـ أعدل، خبر مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره، ويعرب على أنه مضاف.

ـ الحكام، مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.