عرف المختصون الاتصال اللغوي في اللغة بأنه مشتق من كلمة وصل وفعله يصل ومصدره وصولا والمعنى أنه وصل إلى الشيء وبلغه وانتهى إليه ، كما يقال وصل الخبر ، أما في مصطلح العلماء هو ذلك الاتصال الديناميكي الذي يتميز بعدم ثباته وذلك لأنه يقع تحت تأثيرات متعددة مثل التكامل والتفاعل بشرط توفر الإمكانيات اللازمة لتلك التفاعلات كذا يشترط أن تسير في اتجاه محدد ، كما عرف البعض الاتصال اللغوي بأنه تلك العملية الدائرية التي تحدث بين عناصر وأركان الاتصال على أن يكون لكل عنصر دور محدد و معين ، وعرفه البعض أيضا بأنه عبارة عن عملية غير حقيقية تتم بين طرفين أو أكثر لغرض تحقيق المنفعة .

اركان الاتصال اللغوي

للاتصال اللغوي أركان وعناصر لابد من توافرها لاكتمال عملية الاتصال اللغوي بشكل صحيح ومن تلك الأركان ما يلي :

الرسالة

هناك بعض الشروط التي يجب توافرها في الرسالة لتصلح أن تكون عنصر وركن هام من أركان الاتصال اللغوي وهي ، لابد أن تكون اللغة الخاصة بتلك الرسالة لغة سليمة وسهلة ليست معقدة ، وذلك لكي يفهمها الطرف الآخر بكل سهولة دون الاحتياج إلى شخص آخر لفهم محتواها ، كما ويشترط أيضا للرسالة أن يتم ارسالها في الوقت الصحيح وذلك من أجل أن تقوم بأداء الهدف الذي قيلت من أجله ، كما يتم معرفة النتيجة من تلك الرسالة عن طريق مراقبة الطرق التي يستخدمها المستقبل في تأديتها ، كما يتم معرفة ذلك عن طريق تطابق الهدف إلى السلوك والطريقة التي أديت الرسالة بها .

وهناك بعض الأمور التي يجب توافرها في الرسالة تكون بشكل أفضل خاصة في المجال العلمي بين الطلاب ومعلميهم ومن تلك الأمور ما يلي :

يجب أن تعمل الرسالة على تطوير الطلاب والعمل على تنمية قدراتهم والعمل قدر المستطاع على الإتيان بما يتناسب مع احتياجاتهم .

العمل على توصيل الرسالة أو المعلومات بشكل مبسط ومنظم على أن يراعي المعلم الحديث بالأمور السهلة ثم الصعبة والقريبة ثم البعيدة والخاصة فالعامة وهكذا وذلك لأن هذا الأمر يساعد الطلاب على الفهم بشكل أيسر وأسهل .

يجب على المعلم مراعاة الوقت والكمية التي ستأخذها تلك الرسالة في عرضها على الطلاب .

الحرص على أن تكون الرسالة مناسبة لعمر الطلاب مع العمل أيضا على مراعاة التفكير العقلي والذهني لهم .

ويجب على المعلم أيضا أن ينوع طرق شرحه وإرساله للمعلومات التي يريد إيصالها للطلاب ، وذلك لكي لا يشعر الطلاب بالملل .

ويتحتم على الطلاب أيضا مشاركة المعلم في الحوار وذلك ما يجعل المناقشة أكثر استفادة من قبل الطرفين وذلك يعمل على الاستيعاب بشكل أسرع للطلاب من خلال تلك المناقشة .

المرسل

ومن شروط الشخص المرسل الثقة بالنفس فيما يخص اللغة التي يتحدث بها وذلك لكي يتسنى له فهم معنى الرسالة التي يتحدث بها ، وكذا لابد أن يكون هذا المرسل أمين ومخلص في أداء الرسالة على أن يراعي حالة الشخص المستقبل الذي يتلقى الرسالة من حيث الحالة والرغبة في الاحتياج إلى السماع أم لا ، كما يجب أن يختار الأوقات التي تتناسب مع المرسل ، كما يتسنى له اختيار أكثر الأوقات استيعابا للمستقبل .

المستقبل أو المرسل إليه

وهو ذلك الشخص الذي يقوم المرسل بإلقاء الرسالة إليه مثل الشخص المستمع أو الشخص القارئ ، وهناك بعض الأمور التي يتم من خلالها معرفة حسب القدرة على الاستيعاب استفادة المرسل إليه من تلك الرسالة ، ومن تلك الأمور ما يلي :

  • استيعاب المرسل إليه إلى الرسالة فهم عميق ، وذلك من خلال المشاركة مع المرسل في الأفكار والأمور التي تشتمل عليها الرسالة .
  • وقد يقوم المرسل إليه بفهم جزء من الرسالة فقط ، وليس فهمها بشكل تام وهذا قد يجعله أقل من النوع الأول في مشاركة المرسل للرسالة .
  • وقد لا يفهم المرسل إليه أيضا الرسالة فهما تاما أو يفهمها بطريقة غير صحيحة ، وذلك بسبب عدم إيصال المرسل للرسالة بطريقة سهلة وميسرة واعتماده على بعض الرموز التي تتميز بالغموض وعدم الإيضاح والفرق الثقافي بين كل من المرسل والمستقبل .
  • وفي المرحلة الأخيرة لا يتم فهم الرسالة نهائيا من قبل المرسل إليه أو المستقبل ، وذلك بسبب استخدام الرموز الغير مفهومة والمعقدة من قبل المرسل ، كاعتماده أيضا على بعض الكلمات المعقدة وغير المفهومة التي لا يستطيع المرسل إليه أو المستقبل فهمها ، بسبب اختلاف المستوى اللغوي والمهني بينهما .
الوسيلة

وأخيرا الوسيلة التي تساعد على نقل الرسالة بين كل من المرسل والمرسل إليه .

انواع الاتصال اللغوي

هناك بعض الأنواع التابعة للاتصال اللغوي منها :

الاتصال النفسي أو الذاتي

وهو ذلك الاتصال الذي يكون بين الإنسان ونفسه ويطلق عليه الحديث النفسي كالتفكير مثلا .

الاتصال الشخصي

وهو ذلك الاتصال الذي يكون بين الشخص وفرد آخر لخلق حديث أو موضوع حواري ، وعادة ما يكون في أفراد الأسرة ، وبين الموظفين في المجالات المختلفة وذلك من أجل العمل على تنشئة علاقات ودية بين أفراد المجتمع ، ويتم ذلك من خلال تلك الأحاديث بين الأفراد أو التعامل بشكل مباشر وجها لوجه .

الاتصال الجماعي

يتم ذلك الاتصال بين فرد واحد من الأفراد ، وبين مجموعة أخرى من الناس .

الاتصال الثقافي والتعليمي

يتميز هذا النوع من أنواع الاتصال اللغوي بأنه واسع النطاق يعتمد بشكل رئيس على المخزون اللغوي لهؤلاء الأفراد ويتم التعامل باللغة في ذلك النوع من خلال مستويات متعددة منها :

  • المستوى التذوقي ، وهو ذلك التعبير الذي يتم الاعتماد عليه في الأدب والشعر بشكل عام .
  • والمستوى الثاني هو المستوى العلمي ، ذلك المستوى الذي يتم الاعتماد عليه في الجانب العلمي بمجالاته المختلفة .
  • أما المستوى الثالث هو المستوى الاجتماعي ، وهو ذلك الذي يعتمد عليه بشكل رئيس في الحياة اليومية وكذا يتم استخدامه في مجال الإعلام التربوي .

طبيعة الاتصال اللغوي

 تختلف طرق التفكير بين الناس بشكل عام ، حيث أن لكل فرد تفكيره الخاص الذي من شأنه أن يتوافق أو يتعارض مع الآخرين وهذا أمر طبيعي حيث أن الاختلاف من سمات الحياة ، وقد يوجد تشابه بين البعض في بعض الأمور ، وترجع أسباب التوافق والاختلاف بين البشر بعضهم البعض من خلال تلك الخبرات والتجارب الحياتية التي يمكن بها ، مثل الذكاء الاجتماعي أو اختيار الألفاظ والعبارات الدقيقة التي تؤدي المعنى المرغوب في إيصاله ، ويعتمد فهم الاتصال اللغوي بين المرسل والمرسل إليه على توظيف الرموز اللغوية بشكل سليم في المواقف المختلفة ، كذا يتم فشل الاتصال اللغوي عند الاستخدام الغير صحيح كذا عن طريق عدم اتباع الأهداف المطلوبة .

 ويعتمد المرسل في عملية الاتصال اللغوي على إمداد المرسل إليه ببعض الرموز التي تسهل عليه الإتيان بالمعاني المناسبة ، ويتحتم على المرسل إعطاء جملة من الرمز للمتكلم لكي يعمل على الإتيان بالمعاني المناسبة لتلك الرموز ، وذلك حسب الثقافة والخبرة التي يتمتع بها هذا المتكلم ، ويعمل توحد اللغة بين الطرفين على تسهيل عملية التلقي والتواصل بشكل مبسط ويسير ، على عكس التعامل بين الطرفين بلغة مختلفة لأن ذلك من شأنه أن يعمل على صعوبة التواصل بينهم وفهم كل طرف للآخر بشكل غير صحيح .