يعد علم النحو من أهم العلوم في اللغة العربية، حيث يقوم بالاهتمام بأصل الجمل وطرق تركيبها وبنائها وإعرابها، وهنا سوف نتحدث عن جزء في علم النحو وهو التوابع وأقسامها، وسنذكر لكم أمثلة من القرآن الكريم عليها.

التوابع

التوابع هي ألفاظ متأخرة دائماً ويتفق التابع في الإعراب مع اللفظ التابع له أو المتقدم عليه في الجملة ويدعي المتبوع، أي أن التابع والمتبوع يتفقان في العلامة الإعرابية، كما تتفق في التأنيث والتذكير والإفراد والجمع والتثنية، وتتفق في التعريف والتنكير أيضاً، تنقسم التوابع إلى أربع أقسام، وهي: النعت أو الصفة، والبدل، والتوكيد، وعطف.

انواع التوابع

العطف

يمكننا أن نعرف العطف على أنه تابع من التوابع يفصل بينه وبين متبوعه حرف من تسع حروف تسمى حروف العطف، وهي (الواو- ثم- الفاء – حتى -أم -أو-لا – لكن – بل)، ينقسم العطف إلى نوعين: عطف البيان وعطف النسق.

أمثلة على العطف في القرآن الكريم

-قال تعالى في سورة المائدة آية 6: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).
-قوله تعالى في سورة الروم آية 18 (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ).
-قوله تعالى في سورة غافر آية 67: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).

التوكيد

وهو تابع يذكر في الكلام حتى يؤكد معنى سابقه ورفع الغموض الموجود في الجملة، يتبع التوكيد المؤكد الذي يسبقه في كل شيء فهو من التوابع، وينقسم التوكيد إلى قسمين هما:

التوكيد اللفظي هو إعادة نفس اللفظ مرة أخري بعينه أو بمفرده ويكون الغرض منه التأكيد للتقرير أو للإيضاح أو خوفاً من النسيان، مثل: غنت هناء.

التوكيد المعنوي هو تابع يتبع المتبوع لكي يؤكد ويرفع احتمال إضافة تابع أخر إلى المتبوع ذاته ويخص التعميم، مثل قول: جاء الخليفة نفسه، وقول: جاء أهل المدينة كلهم.

أمثلة على التوكيد من القرآن

-قول الله تعالي: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ. ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) (النبإ 4 – 5).
-قول الله تعالي: (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) (الحجر 30).
-قول الله تعالي: (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا) (الفجر 21).

البدل

هذا التابع من الممكن أن يظهر عن طريق حذف المتبوع، حيث يكون التابع في الجملة بدلاً عن المتبوع الغير موجود في الجملة.

أمثلة على البدل من القرآن الكريم

-قوله تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) (آل عمران 97).
-قاله تعالى: (أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ. أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ) (الشعراء 132 – 133).
-قوله تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا. حَدَائِقَ) ( النبإ 31 – 32 ).
-قوله تعالى: ( لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ . نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) (العلق 15 – 16).

النعت

هو تابع يذكر حتى يصف المتبوع الذي يسبقه، ويسمي أيضاً الصفة، وينقسم النعت إلى قسمين: نعت سببي ونعت حقيقي.

أمثلة على النعت من القرآن الكريم

– سورة البقرة آية 90 (وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ)
– سورة البقرة آية 168 (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ).
– سورة البقرة آية 197 (الحجُ أشهرَ معلوماتٌ)
– سورة البقرة آية 256 (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)
– سورة البلد آية 16 (يتيماً ذا مقربة أو مسكيناً ذا متربة)
– سورة فاطر آية 27 (أَلَمْ تَرَ أن اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ).