لقد اهتمت قواعد اللغة العربية بكل تفاصيل الكتابة الصحيحة ؛ وذلك حتى يتم تنظيم العبارات والكلمات تبعًا لقواعد معروفة ومتناسقة ، وجاءت قاعدة العدد والمعدود في اللغة لتنظيم وضع العدد وما بعده وتحدد كيفية الموقع الإعرابي للكلمتين ، وفي القرآن الكريم خير الأمثلة والأدلة على قاعدة العدد والمعدود ، وفي اللغة العربية تستطيع أن تجد العديد من امثلة على العدد والمعدود التي توضح المعنى وتؤكد الحرص على استخدام القاعدة وعدم الإخلال بها.

تعريف العدد والمعدود

العدد في اللغة العربية هو ما دل على الكمية الخاصة بـ الأشياء المعدودة ويُعرف باسم العدد الأصلي ، بينما يُعرف باسم العدد الترتيبي إذا جاء ليدل على ترتيب الأشياء ، والمعدود هو تمييز العدد بمعنى أنه هو الاسم الذي يقع بعد العدد ويكون نكرة ، ويأتي منصوب أو مجرور تبعًا لألفاظ العدد المستخدم  ، وينقسم العدد إلى أربعة أقسام وهم : عدد مفرد (من ثلاثة إلى عشرة – الأعداد مائة وألف ومليون..) ؛ عدد مركب ( من رقم أحد عشر وحتى تسعة عشر) ؛ ألفاظ العقود ( وهي أرقام عشرون وثلاثون وأربعون حتى تسعون) ؛ والمعطوف على العقود (من رقم واحد إلى تسعة مضافًا إلى أحد العقود من 21 إلى 99) ، ويكون الرقمان (واحد – اثنان) متوافقان دائمًا مع المعدود في التذكير والتأنيث ، ومن الأمثلة على ذلك :

حضر خمسة رجال “هنا العدد أصلي مفرد لأنه يعبر عن كمية العدد”

حضر الرجل الرابع “هنا العدد ترتيبي مفرد لأنه يعبر عن ترتيب العدد”.

أمثلة على العدد والمعدود من القرآن

أمثلة على العددين (واحد – اثنين) في القرآن :

“وَمَا يَنظُرُ هَٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ”

“وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ”

وفي هذه الحالة يوافق هذان العددان المعدود في التذكير والتأنيث ، ويعربان صفة له.

الأعداد من ثلاثة إلى تسعة :

“فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ”

“فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ”

“سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ”

“وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ”

“وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ”

“سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا”

“فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ”

وهذه الأعداد تخالف المعدود في التذكير والتأنيث ، ويتم إعرابها حسب موقعها في الجملة.

العدد عشرة :

“إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ”

“إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا”

“فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا “

وهنا يوافق العدد عشرة المعدود حينما يكون من الأعداد المركبة ؛ بينما يخالفه إذا كان مفرد ، وإعرابه يكون حسب موقعه في الجملة.

الأعداد المركبة :

“إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا”

“إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً”

“عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ”

والعددان (أحد عشر – اثنا عشر) يوافقان المعدود في التذكير والتأنيث ، أما باقي الأعداد المركبة فإن الجزء الأول منها يخالف المعدود والجزء الثاني يوافقه في التذكير والتأنيث.

ألفاظ العقود :

“إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ”

” وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً”

“إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ “

وهنا نجد أن الفاظ العقود لا تتغير في حالة التذكير والتأنيث ، ويتم إعرابها حسب موقعها في الجملة.

العدد ألف :

“وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ”

“يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ”

ويتم إعراب العدد ألف حسب موقعه في الجملة.