الوطن هو الأرض التي يعيش عليها المواطن، وتربطه بأهلها العديد من القوانين والمفاهيم والأنظمة، وأيضًا مجموعة من القواعد الخاصة بالسلوك، حيث أن العلاقة بين الوطن والمواطن هي علاقة تكاملية، تعمل على ترسيخ مفهوم الانتماء الحقيقي، وتترتب على تلك العلاقة آثار عظيمة، وهي تُعبر عن صدق الفهم، وتختلف طبيعة تلك العلاقة ودرجاتها بين الأفراد حسب وعيهم بها، فهناك أنظمة وقواعد تنظم علاقات الناس بأوطانهم، ومن بينها الأنظمة المدنية التي تنظم شؤون الأفراد، وأنظمة الخدمة العسكرية التي تضمن مصلحة الوطن ونهضة أبنائه.

حوار بين الوطن والمواطن

يكون استقرار الوطن بناء على مجهود مواطنيه والخدمات التي يقدمونها، بالإضافة إلى درجة انتمائهم وصدق تعبيرهم عن هذا الانتماء، ويتطلب من الجميع فهم العلاقة الصحيحة بين الوطن والمواطن باعتبارها من مستلزمات الفهم الصحيح للعلاقة فهي علاقة تكاملية، فبقدر ما يقدم المواطن للوطن ويخلص من أجله بقدر ما يستفيد من خيراته ويحقق معاني السعادة فوق أرضه.

فيجب أن يسعى الفرد المواطن إلى الوعي بأمن الوطن واستقراره والعمل على تنميته والازدهار به، كي يحدث تكامل في الأدوار على أن يقوم كل فرد وكل مؤسسة بالدور المطلوب منه على أكمل وجه، ونظرًا لأهمية الوطن والمواطن سنقدم لكم حوار قصير بين الوطن والمواطن :

المواطن : صباح الخير يا وطن بارك الله لك يومك السعيد.

الوطن : شكرًا لك أرجو من الله أن تكون سعيد اليوم وفي كل يوم.

المواطن : أنا أحبك يا وطني العزيز فهل أنت أيضًا تحبني؟

الوطن : نعم أحبك كثيرًا، وهل هناك أحد لا يحب أبنائه.

المواطن : كيف يمكننا أن نعبر عن حبنا لك وانتمائنا إليك.

الوطن : يمكنكم القيام بذلك بأن يساهم كل مواطن في جعلي موطن الأمن والسلام بالعمل المنتج المتقن.

المواطن : هل تقصد ما نقوم به من خلال قيامنا وأعمالنا، وعلينا أن نقوم به بدقة وإتقان؟

الوطن : نعم هذا هو المقصود عليك القيام به.

المواطن : تعلم أن الأم تعاتب ابنها عندما يخطأ، وتكافأ عندما ينجز ما لديه، هل تقبل منا العتاب وهل عليك أن تكافئنا؟.

الوطن : عليك أن تقوم بواجباتك اليومية في عملك الرسمي، لأن هذا من الأشياء الهامة وأن تسعى إلى الأداء الأمثل، ولكن بنظرك هذا الشيء يكفي لإرضائي.

المواطن : لا أفهم ماذا تقصد يا وطني ؟

الوطن : أن أنتظر منك ومن الجميع القيام بالأعمال والمساهمات خارج العمل الرسمي الذي تفعله لأنك لابد أن تفعله.

المواطن : ما الأمثلة على تلك الأعمال ؟

الوطن : عليك أن تكون مواطنًا صالحًا قائمًا على المشاركة والتفاعل الإيجابي مع قضايا الوطني، وأن تشارك دائمًا في كافة المناسبات في كافة الأيام، وأن تحفاظ على الأمن، لأن الأمن لا يتحقق إلا بمساهمة الجميع.

المواطن : بارك الله في القطاعات الأمنية لدينا والتي تقوم بدورها في حمايتنا من الأخطار.

الوطن : أشكرك، ولكن لك أن تخبرني على دورك أنت كمواطن؟

المواطن : وماذا بي أن أفعل أيها الوطن ؟

الوطن : عليك أن تقوم بعملك الرسمي وأنا لا أتحدث عن هذا الجانب لأنك ستؤديه لأنه مجبر على تأديته، ولكن لابد من القيام به بإتقان وإخلاص، وأن تلتزم بالسلوك الإيجابي بشكل عام، وعليك أن تشارك في الأعمال الخيرية، وأن تكون مواطن يدافع عن وطنه قولًا وعملًا، تحارب الإرهاب وتحذر الأفراد من الأخطار، وتتعاون مع رجال الأمن من أجل كشف الإرهاب بكافة مراحله، وأن تبقى مواطن معتز بوطنه محارب للتعصب والعنصرية تحترم القانون وتعمل من أجل العدالة، ولا تتعجل نهائيًا في إصدار الأحكام.

المواطن : وإذا فعلت هذا كل سيبقى لي وجود في الوطن ؟

الوطن : نعم المواطن الذي يحب وطنه قولًا وفعلًا وعملًا هو المواطن الذي يعتز الوطن بوجوده به.