يتساءل الكثيرين عن ماهي الأسباب أو العوامل التي تؤدي إلى ضعف إقبال المواطن العربي ، و بشكل عام على شراء المنتجات المحلية ، و ذلك على الرغم من توافر البدائل لها بشكلاً محلياً في العادة إذ يكون الإقبال ، و بكثافة  من جانب المواطن العربي على شراء المنتجات ، و السلع الأجنبية.

و ذلك طبقاً إلى النتائج الخاصة بالعديد من الدراسات ، و الأبحاث المهتمة بهذا الأمر  إذاً فما هي الأسباب أو الدوافع التي أدت إلى زيادة معدلات الإقبال على شراء المنتجات الأجنبية من جانب المواطن العربي .

أسباب الإقبال على شراء المنتجات الأجنبية في الأسواق العربية :- يوجد عدداً من الأسباب أو العوامل التي تقف وراء تنامي ظاهرة الإقبال على شراء المنتجات الأجنبية من جانب المواطن العربي ، و منها :-

أولاً :- فقدان المواطن العربي للثقة في منتجه المحلي :- حيث عادة ما يؤمن الكثيرين بتقدم الحضارة الغربية في شتى المجالات ومن بينها المجال الإنتاجي ، و الصناعي ، و بالمقابل يسيطر عليهم الشعور بعدم الثقة في المنتجات المحلية .

و ذلك للأسف بشكل عام إذ يرجع السبب الرئيسي في هذا الشعور إلى ما يشاهدونه من مظاهر للتخلف في الدول العربية ، و الإسلامية مما يخلق ذلك الاعتقاد القوي لديهم بشمول هذا التخلف للصناعات أو المنتجات العربية .

ثانياً :- عامل الجودة :- عادةً ما تكون المنتجات المصنعة في الغرب متميزة بالكفاءة ، و الجودة ، و يرجع السبب في ذلك إلى عامل التقنية الجيد علاوة على الاهتمام القوي بعناصر الإنتاج ككل هذا بالإضافة إلى الدراسة الجيدة لهذه السلوكيات الشرائية الخاصة بالمشتري العربي.

هذا إلى جانب وجود عنصر المنافسة الشديدة الوتيرة بين ، و الرغبة في التفوق ، و كمثال على ذلك المنافسة القوية الدرجة بين المنتجات اليابانية ، و المنتجات الأمريكية ، و رغبة كل منهما في السيطرة على السوق العربي ، و تحقيق أعلى نسبة أرباح ممكنة من خلاله .

هذا على عكس المنتج المحلي الذي يكون في العادة رديئاً ، و على درجة محدودة من الجودة ، و لا يسعى إلى التنافسية العالمية إذ يكون هدفه الرئيسي هو تحقيق مبيعات جيدة فقط في داخل السوق المحلي .

ثالثاً :- طول العمر الافتراضي للمنتج الأجنبي :– المنتج الأجنبي يتميز في الغالب بطول العمر الافتراضي ، و ذلك يرجع إلى جودة المواد الخام المستعملة في تصنيعه علاوة على القدر الجيد من الكفاءة ، و القدرة سواء العلمية أو العملية ، و الخاصة بالأيدي العاملة فيه تصنيعه مما ينعكس ، و بشكلاً إيجابياً على العمر الافتراضي الخاص به .

رابعاً :- المنافسة السعرية :- على الرغم من أن بعضاً من هذه المنتجات الأجنبية تكون على درجة كبيرة من الجودة إلا أنها تنافس ، و بقوة مثيلاتها من المنتجات المحلية في أسعارها ، و يرجع السبب في ذلك إلى قيام تلك الدول المنتجة للسلع بتصنيع منتجاتها في دولاً تكون فيها التكلفة المادية الخاصة بالأيدي العاملة بسيطة مما ينعكس على تكلفة المنتج النهائي بشكل إيجابي مما يجعل سعره منافساً بدرجة قوية لسعر المنتج المحلي لسعر مثله المحلي .

خامساً :- الإقبال الغير مدروس أو الغير مقنن على المنتجات الأجنبية :- يوجد الكثيرين من العرب يتهافتون على شراء المنتجات الأجنبية ، و ذلك دون دراسة حقيقية أو واقعية لاحتياجتهم الفعلية من هذه المنتجات ، و ذلك من ناحية إمكانياتها هذا بالعلاوة على العادات الشرائية الخاطئة .

و التي تعتمد على شراء كل ما غلى ثمنه من أجل التباهي في كثير من الأحيان ، و دون حاجة فعلية لشراء هذه النوعية من المنتجات المستوردة الغالية الثمن  فكمثال تجني الشركات المنتجة للملابس الأوروبية الخاصة بالعلامات التجارية المشهورة في دولة المملكة العربية السعودية ما يقدر طبقاً للإحصائيات ما بين (25%) إلى (30%) من إجمالي المبيعات الخاصة بالملابس ، و الأحذية .

أي ما يعادل مقداره ثلث إجمالي ما ينفقه المواطن السعودي على هذه النوعية من المنتجات ، و التي قدرت قيمتها المالية بنحو (50.7) مليار ريال سعودي ، و ذلك في عام (2009م) إذ من المتوقع طبقاً لنتائج العديد من الدراسات ، و الإحصائيات المهتمة بهذا الأمر أن يصل حجم الإنفاق على هذه النوعية من المنتجات الأجنبية ما مقداره (93.3) مليار ريال سعودي في عام (2020م) .

إذ يرجع السبب في ذلك الإنفاق المتزايد إلى ميل نسبة كبيرة من الشباب السعودي تحديداً إلى شراء الملابس الأجنبية ، و بشكل خاص الأوروبية ، و الأمريكية منها .