هناك العديد من الأسرار الكونية التي لازال العلم يعمل جاهدًا لفك ألغازها المتعددة ، وخاصةً فيما يختص بعلم الفضاء والنظريات الكونية التي يجتهد العلماء في تفسيرها وتوضيح معالمها ، من أجل معرفة النتائج المترتبة عليها والعوامل التي تسببت في حدوثها ، ومن بين النظريات التي اهتم بها العلماء تلك النظرية المعروفة باسم قوس قزح الجذابية أو الجاذبية ؛ الذي اهتم به العلماء والباحثون في هذا المجال من أجل الوصول إلى تفسيرات معينة مختصة بظهور الثقوب السوداء.

ما هي نظرية قوس قزح الجذابية

لقدم قدم هذه النظرية عالمان فيزيائيان وهما عالم الفلك الأمريكي لي سمولين Lee Smolin والعالم البرتغالي جواو ماكيجو João Magueijo خلال عام 2003م ، وتفترض هذه النظرية أن أطوال الموجة المختلفة تتأثر بوجود مستويات متباينة من القوة الجاذبية ، وتقوم بالتفرق إلى ألوان الطيف ، وإن صحت هذه الظاهرة فإنها لا يمكن أن تُلاحظ بالأماكن ذات الجاذبية القليلة نسبيًا مثل كوكب الأرض ، بينما تكون ملحوظة في الأماكن الأكثر جاذبية مثل الثقوب السوداء الموجودة في الفضاء والتي تتميز بجاذبيتها القوية جدًا بحيث لا يمكن إفلات أي شيء منها ، وهناك إدعاء بأن هذه النظرية تعمل على سد الفجوة بين ميكانيكا الكم والنسبية العامة.

علاقة نظرية قوس قزح بالثقوب السوداء

قد تساهم نظرية قوس قزح الجاذبية في حل اللغز الغامض القائم حول مصير الثقوب السوداء الموجودة بالكون ؛ حيث أن وجود هذه الثقوب دخل لأول مرة بحيز التوقع في نظرية أينشتاين للجاذبية ، وعُرف عن هذه الثقوب أنها ذات قوة جذب هائلة بحيث يمكنها ابتلاع أي جسم مادي وحتى الضوء نفسه لا ينفلت منها ، وقد قام العالم الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكينغ في فترة السبعينيات من القرن العشرين بكشف مفارقة متعلقة بأمر هذه الثقوب السوداء ؛ حيث أثبت أنها تشع الطاقة بشكل بطيء ، كما أن حجمها يصغر بالتدريج حتى تختفي تمامًا ، ومن هنا بدأ السؤال التعجبي عن المكان الذي تذهب إليه المعلومات التي تتعلق بالمادة المبتلعة بعد اختفاء الثقوب.

لم يستطع العلماء من التأكيد على أن هذه المعلومات تختفي هي الأخرى من الكون ، وذلك لأن قوانين الفيزياء تقول أن هذا الأمر مستحيل ؛ حيث أن المعلومات لا تفنى مطلقًا ، وعند إعادة تحليل تطور الثقوب السوداء من خلال نظرية قوس قزح الجاذبية ؛ فإن الباحثين قد توصلوا إلى أن المسار الذي يقوم الإشعاع بإتخاذه من أجل الهروب يعتمد على طاقته وهو ما يُعرف باسم “ثقوب قوس قزح السوداء” ، وقد اكتشف الباحث المصري أحمد فرج علي أن درجة حرارة الثقب الأسود تبلغ ذروتها حينما يتقلص الثقب الأسود حتى يصل إلى حجم صغير معين.

بعد أن يصل الثقب إلى حجم صغير ؛ تبدأ كتلته في الإنكماش أكثر قليلًا ، وتقوم درجة حرارته بالانخفاض بشكل سريع حتى تصل إلى الصفر المطلق ؛ فيتوقف الثقب الأسود عن الإشعاع عند هذه النقطة تاركًا خلفه بقايا ثقب أسود ، ومن ثَم فإن أمر المعلومات لم يعد لغزًا ؛ حيث أن هذه الملاحظة تؤكد أنها تبقى داخل هذه البقايا إلى الأبد ، وقد تم استخدام نظرية قوس قزح الجاذبية في عمل البروفيسور ريمو غاراتيني بجامعة بيرغامو في عمله الذي يدور حول تنظيم انحرافات الأشعة فوق البنفسجية والتي تتسبب في معاناة لنماذج الجاذبية الكمومية ، ويشير غارتيني إلى ضرورة الحذر عند استخدام مبدأ واحد من مبادئ نظرية قوس قزح من أجل استقراء نتائج كونية.