ثالث أكبر بحيرة من بين أكبر البحيرات الإفريقية، تحتل ثلث مساحة دولة ملاوي تقريبا، يبلغ طولها 360 ميلا وعرضها 53 ميلا، ويعرف عند عشاق الرومانسية ب«كاليندر- ليك» أو بحيرة التقويم السنوي، إلا أن ملاوي ليست الدولة الوحيدة التي تجاور هذه البحيرة، فهناك زيمبابوي وتنزانيا اللتان تتقاسمان شواطئ هذه البحيرة، حيث تعرف في هذين البلدين ب «ببحيرة نياسا» وبحيرة ناياسا على التوالي. فمهما كانت الوجهة التي تزورها، فإن هذه البحيرة مياهها منعشة وتتميز بالصفاء وشواطئ ذهبية تلوح للسياح بأمواجها المباركة.

على الرغم من أن عمر البحيرة غير معروف، إلا أن بعض الجيولوجيين يعتقدون ان حوض البحيرة بدا يتشكل قبل 8.6 مليون سنة مضت، حيث كانت البحيرة مصدرا هاما للمياه العذبة والمأكولات الطازجة لأولئك الذين عاشوا قديما على ضفافها في إفريقيا.
كان أول من أكتشف شواطئ البحيرة تاجر برتغالي وكان ذلك في عام 1846، وفي وقت لاحق بعد 13 عاما وصل ديفيد ليفنجستون، الذي اطلق عليها اسمها بالتنزاني «بحيرة ناياسا»، كما اطلق عليها أيضا اسمين آخرين، بحيرة النجوم وبحيرة العواصف.
وأصبحت البحيرة في 1946 موقعا لأولى المناوشات للحرب العالمية الأولى، لما رست إحدى السفن الحربية البريطانية على شواطئها وأطلقت نيرانها على السفن الحربية الألمانية في نفس المنطقة، تعطلت السفينة الألمانية اثر ذلك، ما حدا بالبريطانيين إعلان النصر في أول معركة بحرية مع بداية الحرب.
اليوم، تشتهر البحيرة بتنوعها البحري المذهل ن حيث تم إنشاء محمية بحيرة ملاوي للحفاظ على اسماك سيكليد الملونة، التي لديها مئات الأنواع المختلفة، حيث تنتشر في البحيرة بشكل غير طبيعي، فهذه الأنواع من الأسماك مصدر رئيسي لفهم نظرية النشأة والتطور.

الأنشطة

تعد بحيرة ملاوي فردوساً لهواة الأنشطة المائية، بما في ذلك الإبحار والسباحة والتزلج بالمراكب الشراعية والتزحلق على الماء، فضلا عن الفرص الوفيرة لرحلات الصيد التي تنظم من قبل معظم الفنادق الأكواخ، أما الذين يحبون البقاء تحت الماء اكثر من سطحها فيمكنهم الاستمتاع بأجمل تجارب الغطس والغوص.
تتميز المياه بالصفاء والهدوء ما يجعلها مكانا مثاليا للغوص المصرح به، لاسيما تجربة التجديف بالقوارب حول جزيرة مامبو التي تستحق الزيارة بالقرب من كيب ماكلير، حيث تستضيف البحيرة كل عام مهرجان موسيقى يمتد إلى ثلاثة أيام يعرف بمهرجان ليك أستازر أو «نجوم البحيرة» وفي نهاية اليوم الصاخب، يمكن للسياح تذوق الأطعمة المحلية مع مشاهدة غروب الشمس المذهل على البحيرة.
وتتميز ملاوى بصيف حار مع هطول أمطار موسمية يمتد من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني إلى أبريل، لذا فإن أفضل وقت لزيارتها هو خلال الأشهر الجافة لفصل الشتاء، من مطلع مايو/ أيار إلى أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، حيث تنخفض درجات الحرارة في هضبة نيكا الشمالية، ولكن بالأسفل عند بحيرة ملاوي يمكن للسياح أن يتوقعوا طقسا دافئا ومشمسا وأياما جافة، حيث يكون طقس الشاطئ رائعا.

أماكن الإيواء

كانت بحيرة ملاوي وجهة سياحية مفضلة للسياح الرحالة لسنوات عديدة، وذلك لتوفر أماكن الإيواء بأسعار معقولة، تتيح نزل مانجو بجزيرة ليكوما عددا من الشاليهات والمهاجع ومواقع للتخييم ذات الأسعار المناسبة، كما لديها شاطئ ومطعم خاص. أما شاطئ كاندي فهو خيار رائع على الساحل الأوسط الغربي، مع توفر خيارات التخييم والخدمة الذاتية في إعداد الوجبات، أما الذين يتوجهون إلى كيب ماكلير عليهم مأوى جيكو، فهو عبارة عن مأوى مشهور للسياح الرحالة، حيث يوفر مطعم وعدد من الأنشطة المائية.
في نهاية المواقع الكثيرة المختلفة الأنشطة، يوجد كوخ «كيا ماوا» المترف، جنبا إلى جنب مع أكواخ صديقة للبيئة مزينة على نسق الجمال الريفي، بعضها لديها أحواض سباحة، حيث يستمتع كل الزوار بالحمام الصحي الملحق به، فضلا عن المطعم. أما كوخ بمولاني بالقرب من كيب ماكلير فهو من الاختيار التي لا مثيل لها، بحوض سباحته الواسعة والفلل ال 10 المصممة بشكل فريد، بينما كوخ شاطئ ماكوزي في شاينتيجي يعتبر من أماكن الإيواء الجميلة في الشواطئ الغربية الوسطى المعروفة بأطعمتها الشهية وواجهة البحيرة ذات المناظر الخلابة.

كيفية الوصول

لو كنت تنوى الذهاب إلى الشواطئ الجنوبية، يمكنك استغلال الحافلة إلى منغوشي أو خليج «مونكي» ومن هناك تستطيع تنظيم التحرك مرة أخرى بالتنسيق مع الفندق أو النزل الذي تقيم فيه، كما يمكن التنقل عن طريق سيارة أجرة خاصة، يمكن الوصول إلى جزيرة ليكومات عبر طائرة صغيرة أو زورق، كما توفر مؤسسة بحيرة ملاوي القابعة عند خليج مونكي خدمات توصيل السياح عبر الزوارق البحرية إلى وجهات أخرى حول شواطئ البحيرة، فلو كنت ترغب في السفر برا إلى شواطئها الشمالية عليك استغلال الحافلات المحلية إلى موزوزو أو خليج كارونغا، ومع توفر الطرق المعبدة جيدا يمكن للسياح استغلال سيارة أجرة.

شواطئ وجزيرة

- يعتبر الشاطئ الجنوبي أكثر المناطق زيارة في بحيرة ملاوي وذلك لسهولة الوصول إليه من ليلونغوي وبلانتير، يمكن الوصول إلى هذا الشاطئ الجميل الواقع على خليج سنجة خلال ساعتين إلا عشر دقائق بالسيارة من العاصمة، فيما يمكن الوصول إلى منطقة منغوشي الرائعة بطريقة اكثر سهولة من بلانتير. فالأخيرة تعتبر موطنا لبعض الأكواخ الكبيرة، ومع ذلك فإن كيب ماكلير هي اشهر وجهة على الشواطئ الجنوبية لبحيرة ملاوي، حيث تربض على حواف شبه جزيرة نانكومبا، فكيب ماكلير مرغوبة لشواطئها الرملية البيضاء، ومياهها النظيفة وجزرها المذهلة.
- تعتبر الشواطئ الشمالية والوسطى لبحيرة ملاوي من الشواطئ الأكثر عذرية، لذلك تعتبر من أماكن العزلة المحفزة لأولئك الذين يرغبون في السفر إلى مسافات بعيدة، فأغلب الأنشطة في هذه المنطقة تدور حول خليج قرية الصيد - نكاتا التي تشتهر بشاطئها الخاص، شاطئ شيكال، بالمياه النقية والأسماك البحرية الوفيرة وهناك أكواخ عديدة يمكن للسياح الاختيار من بينها، كما أن شاطئ كاندي وشاينتيجي تماما في الناحية الجنوبية لخليج نكاتا، أما شاطئ نكوتاكوتا فهو افضل شاطئ لعشاق الطبيعة. ينصح بزيارة محمية نكوتاكوتا حيث تعتبر موطنا لأفيال المهجرة و130 نوعا.
- تقع جزيرة ليكوما في الجزء الشرقي الأوسط من البحيرة، تتبع لبحيرة ملاوي، إلا أنها تقع ضمن المياه الإقليمية لموزمبيق، حيث تعتبر موطنا لكاتدرائية ضخمة تم بناؤها في بواكير القرن التاسع عشر، تعتبر الجزيرة أيضا من اكثر الأماكن هدوءا في بحيرة ملاوي نسبة لقلة المركبات، وكذلك توجد عدد من الشواطئ الهانئة التي يمكن للسياح الاستمتاع بالاستلقاء تحت أشعة شمسها، مع فرص التنزه مشيا على الأقدام وتجربة التجول بالقوارب. توجد في الجزيرة أماكن إيواء متنوعة، وأماكن فاخرة 5 نجوم أو أماكن تؤوي السياح الرحالة، أما تجربة الوصول إليها فهي المتعة بعينها.