الكثير من الناس يقوم بأخذ بعض الأشياء لتعليقها أو يقوموا بارتداء بعض الملابس بهدف التبرك بها أو جلب الحظ وما إلى ذلك من الأمور ، ولكن هذه الأمور من النواهي التي نهى الدين الإسلامي عنها فقد قال رسول الله (صل الله عليه وسلم): “إن الرقى والتمائم والتِولة شرك” ، في هذا المقال سأحدثكم عن التمائم وحكمها في الإسلام . 

ما معنى التميمة 

هي ما يعلق في الملابس أو الأعناق من خرز أو قطعة قماش مكتوبة عليها طلاسم أو ما إلى ذلك من الأمور ، يقصد بها حماية مرتديها من الحسد والأرواح الشريرة والسحر والحظ السيئ وما إلي ذلك من الأمور ، دائماً ما كانت تسعى الأمهات أن تُلبس أولادهم التمائم  خوفاً عليهم من الأمراض أو أعين الحاسدين أو من أفعال الشياطين من سحر وغيره من الأمور الغير مفهومة للعقل البشري، ظنناً منهم أنها ستغير الأقدار . 

تعد التميمة من العادات السيئة التي كانت منتشرة بين أهل الجاهلية وكانت موجودة في الكثير من الثقافات القديمة بمختلف أنواعها ، ومن التمائم ما يتم تعليقها في الأجساد أو الملابس أو في البيوت بأنواع مختلف ولأغراض مختلفة، أو حتى على الدواب وعلى الأسلحة. 

تاريخ التمائم عبر الزمان

كانت التمائم كما قلنا سابقاً منتشرة بكثر بين العرب في أيام الجاهلية بمختلف الأنواع ، حيث أنهم كانوا يصنعونها من الخرز والعظام والكتابات التي تكتب على جلد أو أنواع من الأقمشة أو غيرها والخيوط أيضاً . 

كان العرب يستخدموها بأنواعها الكثيرة في الجاهلية وكانوا يتحدثون عنها في أخبارهم وأشعارهم، حيث كانوا يزعمون أن هذه التمائم ترفع عنهم أنواع الشرور التي نزلت على الأفراد أو التي من الممكن أن تصيبهم فيلبسونها حتى تحميهم منها سواء من الحسد أو الجن أو الأمراض واللعنات، فكانوا يعلقونها على صغارهم لتحميهم من أنواع الشرور المختلفة وتجلب لهم الحظ الحسن حتى إذا كبروا تنزع عنه فيظل الطفل يلبسها طول حياتهم حتى يكبر .

كانوا يستخدمون على سبيل المثال كعب الأرنب كتميمة وسن الثعلب أو الهرة، وكذلك الأوتار التي تعلق علي دوابهم مثل الخيول والبغال والإبل، حيث يقوموا بأخذ أوتار الأقواس القديمة ويعلقونها على ذيول ورقاب دوابهم لتحميهم من أعين الناس ومكرهم . 

ومن أشهر أبيات الشعر في التمائم :

قول أبو ذؤيب الهذلي الشاعر الجاهلي الاسلامي :

وَإِذَا الْمَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَهَا … أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لَا تَنْفَعُ 

وقول الشاعر امرؤ القيس اشهر شعراء الجاهلية :

فَمِثْلُكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعٌ … فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ 

الرقى والتمائم في الدين الاسلامي 

نهى الدين الإسلامي عن التبرك بالأفراد أو الأشياء أو الأماكن إلا الأماكن المقدسة المعروفة في الإسلام وبالطريقة التي حث عليها الدين الحنيف بدون مبالغات ، فقد قال رسول الله (صل الله عليه وسلم): ( من علق تميمة فقد أشرك ) وهو حديث صحيح . 

وذكر في الأحاديث الشريفة عن الرقي ، عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود عن عبد الله قالت : سمعت رسول الله (صل الله عليه وسلم) يقول : “إن الرقى والتمائم والتوَلة شرك ، قالت : قلت لم تقول هذا ؟ والله لقد كانت عيني تقذف وكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيني فإذا رقاني سكنت ، فقال عبد الله : إنما ذاك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقاها كف عنها إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله (صل الله عليه وسلم) يقول أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً” رواه أبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني . 

عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله (صل الله عليه وسلم) أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد فقالوا : يا رسول الله بايعتَ تسعة وتركت هذا ، قال : إن عليه تميمة ، فأدخل يده فقطعها فبايعه وقال : “من علق تميمة فقد أشرك ” رواه أحمد وصححه الشيخ الألباني . 

قد جاء من السلف الصالح من الأقوال التي ينهون فيها عن اتخاذ أشياء أو أشخاص من دون الله يتبركون بها و يلجئون إليها لتحميهم، فعن الإمام أحمد رحمة الله : حدثنا هشام بن القاسم ، حدثنا أبو سعيد المؤدب ، حدثنا من سمع عطاء الخراساني .

قال : ” لقيت وهب بن منبه وهو يطوف بالبيت ، فقلت : حدثني حديثا أحفظه عنك في مقامي هذا وأوجز. قال : نعم ، أوحى الله تبارك وتعالى إلى داوود : يا داوود ، أما وعزتي وعظمتي ، لا يعتصم بي عبد من عبادي دون خلقي ، أعرف ذلك من نيته ، فتكيده السماوات السبع ومن فيهن ، والأرضون السبع ومن فيهن : إلا جعلت له من بينهن مخرجاً ، أما وعزتي وعظمتي لا يعتصم عبد من عبادي بمخلوق دوني ، أعرف ذلك من نيته : إلا قطعت أسباب السماء من يده ، و أسخت الأرض من تحت قدميه ، ثم لا أبالي بأي أوديتها هلك” .