مشكلة قصر النظر من المشكلات التي تنتشر بقوة بين سكان العالم ، وعلى الرغم من أن في الماضي كانت تنتشر بعض النظريات التي ترجع الإصابة بقصر النظر إلى الجينات الوراثية التي يكتسبها الأشخاص من أباءهم ، إلا أنه مع مرور الوقت أثبتت هذه النظرية فشلها ، حيث أصبح قصر النظر من المشكلات الشائعة ، كما أن العلماء يتوقعون ازدياد عدد المصابين بحلول عام 2050 ويتوقع أن يصل عددهم إلى 4.7 مليار شخص، مما يعني أن النسبة ستصل إلى نصف سكان العالم تقريباً.

ولكن الحقيقة اننا اليوم نعيش حالة من الرفاهية في وجود هذا التقدم العلمي الذي أتاح العديد من الحلول لأصحاب مشكلة قصر النظر ، وذلك عن طريق عمليات الليزك والفيمتوليزك وأيضاً ارتداء النظرات الطبية ، ولكن هل فكرتم كيف كان يعيش أصحاب مشكلة قصر النظر قبل اختراع النظارات الطبية؟

هكذا كان يتعايش الأشخاص مع مشكلة قصر النظر
في الماضي كانت ظروف الحياة مختلفة تماماً عن ما نعيشه اليوم ، فلم يكن هناك قيادة للسيارات بل في الحقيقة لم توجد سيارات من الأساس ، وكذلك لم يكن هناك إنترنت أو أجهزة لوحية أو إشارات مرور تطلب من الأشخاص أن يكون نظرهم جيد حتى يستطيعون استخدامها ، ولذلك لم يكن الآمر مستحيل في أن يمارس شخص حياته بشكل طبيعي بدون عمليات تصحيح نظر أو ارتداء نظارات طبية.

المهن المتاحة لأصحاب قصر النظر قبل النظارات
في الماضي كانت تتوفر مجموعة من المهن للأشخاص الذين يعانون من قصر النظر ، مثل أن يعمل الشخص كمؤرخ شفوي، أو تعلم الألات الموسيقية ، وأيضاً أن يعمل الشخص في تعليم الأخرين عن طريق  رواية القصص الشفوية ، وكانت هذه المهن في الماضي يتقاضى الأشخاص الذين يقومون بها مقابل مدي مجزي ، كما أنه قبل اختراع النظارات الطبية لم يكن هناك انتشار للكتب بين العامة ، وذلك لآن في ذلك كانت الكتب تكتب بخط اليد وحتى بعد اختراع الطباعة كانت الكتب غير متاحة للجميع ومن الصعب الحصول عليها أو تبادلها.

المشكلات التي كانت تواجه أصحاب مشكلة قصر النظر
على الرغم من أن أصحاب المشاكل المتعلقة بالنظر كانوا يستطيعون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي كما عرضنا في الفقرات السابقة ، إلا أنهم أيضاً كانوا يتعرضون إلى بعض المشكلات التي كانت تهدد حياتهم ، ومن أبرز هذه المشكلات هي تعرضهم لهجوم من قبل الحيوانات المفترسة ، والتي كان من الصعب أن يستطيع أصحاب قصر النظر أن يتعرفوا على الحيوانات التي تهاجمهم ، وكذلك من الممكن أن لا يدركون الآمر إلا بعد اقتراب الحيوانات منهم.

كما أنهم كانوا الأكثر عرضه للقتل خلال الحروب التي كانت تحدث في الماضي ، والتي تعتمد بشكل كبير على سرعة انتباه الأشخاص ومهاراتهم في الدفاع عن أنفسهم.

اكتشاف النظارات الطبية
جاء اختراع النظارات الطبية في شمال إيطاليا خلال القرن الثالث عشر بمثابة إنقاذ وطوق نجاة لضعاف النظر حول العالم ، حيث أنه سرعاً ما انتقلت النظرات المكبرة مع التجار الذين يتجهون من إيطاليا إلى آسيا وباقي أنحاء العالم ، وفي الماضي لم تكن النظرات الطبية تتمتع بنفس التصميمات التي نراها اليوم ، ولكنها كانت تثبت على الأنف بدون أزرع، وبعد ذلك كان يتم تثبيتها عن طريق خيوط تثبت في الرأس كما هو موضح في الصورة التالية .