العمل التطوعي له أهمية كبرى، وخاصة العمل الميداني في وقت الحج لخدمة الحجاج والمعتمرين، وهو يُعد أصعب وأهم أنواع العمل التطوعي، لأنه يتطلب من المشاركين بذل جهود أكبر، ويعتبر أهم مرحلة يخوضها المتطوع بعد أن يخضع إلى الدورات وورش العمل، وخاصة في مجال توجيه الحجاج في الطرق وأماكن التوقف، والانطلاق للمشاعر المقُدسة والعودة منها، ويزيد هذا العمل في المواسم الحارة وساعات الذروة.

صعوبات العمل التطوعي

فتحدث صعوبة في التخاطب مع الحجاج بلغاتهم الأصلية، وهذا ما يستفيد منه الأفراد في عمل بحوث ودراسات ميدانية حول أعمال التطوع في كل عام، ويُذكر أن هناك عجزًا واضحًا في أعداد المتطوعين، فهذه الأجهزة العاملة في فرق الحج والمواقع الخدمية تحتاج إلى المزيد من الشباب للانخراط في المجال التطوعي، وخدمة من ينتظرون العون والمساعدة.

العمل التطوعي في الحج

العمل التطوعي هو أحد أوجه تعزيز دور الشباب وتواصله مع المجتمع بشكل فعال ومتفانٍ، وخاصة إذا كان هذا العمل هو خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج، وساعد برنامج كن عونًا الكثير من الشباب والشابات من مختلف مناطق المملكة، من أجل تسخير خبراتهم وخدماتهم الميدانية والطبية والإرشادية لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وذلك عن طرق تقديم الرعاية الطبية والتمريضية تعاونًا مع جامعة أم القرى وطلابها في كلية الطب.

بدأ برنامج كون عونًا عبر المنصة الرسمية وانتهى بنهاية شهر ذي القعدة بأكثر من 3000 متطوع و 24 فريق تطوعي، بدعم من وزير الحج الدكتور محمد صالح بنتن، وأوضح المدير التنفيذي للبرنامج الأستاذ هاني أبو السعود أنه تم اختيار ما يقارب 285 متطوعًا و 6 فرق تطوعية موزعين بين المشاعر ومراكز تفويج الحجاج وصالة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، بالإضافة إلى ميدان جدة الإسلامي ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة.

وكان الفريق قد بدأ أعماله الميدانية ما بين إرشاد وسقيا وتوزيع الهدايا على الحجيج وتبريد الجو باستخدام مرشدات مائية هوائية طوال الفترة السابقة والحالية، وكان ذلك كله تحت إشراف وكيل ووزارة الحج والعمرة وتوجيهاته إلى جميع القطاعات بالوزارة لينجح هذا البرنامج في خدمة ضيوف الرحمن.

أنواع العمل التطوعي

ينقسم العمل التطوعي إلى قسمين وهما :

ـ العمل التطوعي الفردي، وهو ما يقوم به شخص بذاته وبرغبة منه مثل المُعلم الذي يُخصص من وقته لمراجعة دروس بعض الطلبة المحتاجين مجانًا، أو الطبيب الذي يمنح من وقته ليُعالج الفقراء مجانًا، وينقسم إلى مستوى السلوك التطوعي، كسرعة الفرد لإسعاف مُصاب إثر حادث حصل، وهي نتيجة مبادئ وغايات أخلاقية أو إنسانية، ومستوى الفعل التطوعي، وهو ما يقوم به الفرد برغبة منه بعد تفكير دون أن يكون استجابة لأمر طارئ، كمن يشترك في أعمال تطوعية تمتاز بالاستمرارية، كالتطوع في محو الأمية وتعليم كبار السن، أو من يتبرع لصالح جمعيات خيرية تعني بكبار السن أو الأيتام.

ـ العمل التطوعي المؤسسي، وهو يعني تماسك واستمرار أعلى من العمل التطوعي الفردي، ويكون غالبًا منظمًا أكثر، وهذا يجعل تأثيره منتشرًا على مدى كبير في المجتمع، فيتطوع الأفراد ضمن إطار مؤسسي خيري أو تطوعي، من أجل أن يشاركوا في خدمة مجتمعهم في المجال الذي يرون فيه رغبتهم وخبرتهم.

التطوع في الإسلام

حث الإسلام على ممارسة التطوع، لأنه سبيل لتكافل المجتمعات وتعزيز القيم الاجتماعية بين أفرادها، ويتضح هذا كثيرًا في العديد من الآيات والأحاديث، ومنها :

(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

(فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ).

(من كان معه فضلُ ظهرٍ فليَعُدْ به على من لا ظهرَ له . ومن كان له فضلٌ من زادٍ فليَعُدْ به على من لا زاد له).

(ابنُ آدمَ ستُّون وثلاثمائةِ مِفصَلٍ، على كلِّ واحدٍ منهما في كلِّ يومٍ صدقةٌ، فالكلمةُ الطيِّبةُ يتكلم بها الرجلُ صدقةٌ، وعَونُ الرجلِ أخاه على الشيءِ صدقةٌ، والشربَةُ من الماءِ يسقيها صدقةٌ، وإماطةُ الأذى عن الطريقِ صدقةٌ).

(تبسُّمُك في وجهِ أخيك صدقةٌ، وأمرُك بالمعروفِ صَدَقةٌ، ونهيُك عن المُنكَر صدقةٌ، وإرشادُك الرجُلَ في أرضِ الضَّلالِ لك صدقةٌ، ونصرُك الرجلَ الرَّديءَ البصرِ لك صدقةٌ، وإماطتُك الحَجَر والشَّوك والعَظم عن الطريقِ لك صَدَقةٌ، وإفراغُك مِن دَلوك في دلوِ أخيك لك صدقةٌ).