تعد الأسماك أحد الكائنات التي تعيش في البيئة المائية، ولها الكثير من الفوائد فهي مصدرا غذائيا هام وضروري للانسان هذا إلى جانب المظهر المميز لها فمنها أسماك الزينة ذات الألوان المبهرة، ويوجد من الأسماك أنواع كثيرة بأحجام وأشكال مختلفة ولكن لكل نوع حياة بطريقة خاصة وظروف للمعيشة ولكن الأمر الذي بحث فيه كثير من العلماء هو ذاكرة الأسماك والتي تعتمد على خصائص واحدة لجميع أنواع الأسماك.

أمور هامة عن ذاكرة الأسماك
تعد الذاكرة من الأمور الهامة في حياة الحيوانات لمعرفة مكان المعيشة وأماكن الطعام وأماكن صغارها ولكن ساد اعتقاد بين الناس أن ذاكرة السمك ضعيفة للغاية ولا تزيد عن 3 ثواني لهذا يأكل كثيرا ولا يتوقف عن الطعام حتى وإن مات.

ولكن تلك المعلومة ليس لها أي أساس علمي فقد أجريت الكثير من الاختبارات على العديد من الأسماك وقد أكدت أن تلك المعتقدات مجرد اشعات انتشرت بين الناس فالذاكرة هامة في حياة أي كائن حي لاستمرار حياته ولعلاج مشاكل بيئية والنجاة عند الخطر فمن الأهم أن تكون لدى الأسماك.

تجربة العلماء لاختبار ذاكرة الأسماك الصوتية
يؤكد العديد من العلماء والباحثين أن ذاكرة الأسماك جيدة فهي لدى بعض الأسماك تصل إلى أسبوعين وأنواع أخرى تصل لعدة شهور، وتحقيقا لذلك قاموا بعمل الكثير من التجارب لاختبار ذاكرة تلك الأسماك وكانت أول تلك الاختبارات صوتية وتكون باصدار صوت أثناء إطعام الأسماك وبعد فترة زمنية اعتادت الأسماك على الذهاب لمكان الطعام عقب سماع هذا الصوت.

وبعد تدريب تلك الأسماك على مدار شهر كامل تم ايداعها في بيئتها الطبيعية بالبحر وتركوا تلك الأسماك لفترة أربعة أشهر واكتشفوا أن تلك الأسماك لازالت تتذكر هذا الصوت المرتبط بالطعام.

تجربة العلماء لاختبار ذاكرة الأسماك للمكان
فقد كانت التجربة الثانية لاختبار ذاكرة الأسماك من حيث تدريبهم على مكان خاص بالطعام داخل الحوض، وهذا بأن قاموا بتدريب الأسماك على مكان خاص للطعام في الحوض الخاص بمعيشتهم والتدريب يكون كل ثلث ساعة وبعد مرور ثلاثة أيام من التدريب تركوا الأسماك أسبوعين بحوض أخر لمدة أسبوعين كراحة ثم نقلوا الأسماك لنفس الحوض الذي تم به التدريب وراقبوا الأسماك فلاحظوا أن الأسماك تسير إلى المكان الذي تم تدريبها للوصول إليه لتناول طعامها.

الأسماك أضعف الحيوانات من حيث الذاكرة
على الرغم من إثبات ذاكرة التي بالفعل متوفرة إلا أنها بالفعل أضعف الحيوانات من حيث الذاكرة لأنها لا تتعدى الشهور القليلة وهذا بالطبع يختلف تماما مع بقية الحيوانات الأخرى، وعلى ضوء دراسات وأبحاث أجراها العالم تريفور هاملتون وهو عالم في علم الأعصاب أن أقوى ذاكرة في الأسماك يتمتع بها السمك البلطي وهذا بعد تدريبه مرة واحدة على مكان الطعام في الحوض وبعد ذلك اعتاد الذهاب لمكان الطعام بدون أي مساعدة مطلقا وعلى مدار شهور متتالية بدون أي أخطاء.

ويؤكد العالم تريفور هاملتون أن الأسماك الشرسة تتمتع بذاكرة نشطة نظرا لقدراتها الفائقة على تطور مراحل النمو لديها، ويؤكد الباحث أيضا أن تلك الذاكرة لديهم لا تجعل الأسماك في تطور مناسب للنمو مقارنة ببقية الحيوانات الأخرى التي تتمتع بذاكرة حادة وقوية تصل لسنوات مثل الغراب الأسحم أو الأفيال وغيرها من الكائنات التي استغل الانسان معها عامل الذاكرة لترويضها وللتعامل معها.

وعلى ما سبق فليست ذاكرة الأسماك ضعيفة ولكن تختلف على حسب نوع الأسماك وكذلك التطور العمري للسمكة، ويؤكد العلماء أن السمكة التي تتذكر أسرع تكون مراحل تطور النمو لديها أفضل.