لقد أصبحت الحضارة العربية والإسلامية أحد أهم الحضارات التي مرت بالتاريخ الإنساني ؛ وذلك لأنها تمكنت من الربط بين الحضارات القديمة والحديثة ، كما أن علماء العرب قد ساهموا بشكل كبير في خدمة البشرية جمعاء ؛ حيث أنهم حققوا النجاح والتقدم من خلال العديد من الدراسات والتجارب والاختراعات المختلفة ، وبذلك تمكنت جميع الأمم من الاستفادة مما قدمه هؤلاء العلماء في مجالاتهم العلمية المتعددة على مر التاريخ.

دور العلماء العرب في خدمة البشرية

لقد ظهر العديد من العلماء بالحضارة العربية ، وقد أبدع هؤلاء العلماء في الأزمنة المختلفة من خلال ما منحوه من علوم مختلفة للبشرية ، وإذا تم عمل بحث عن احد علماء العرب ؛ فمن المؤكد أنه سيذكر العديد من إسهاماته في خدمة العالم ، ومن بين هؤلاء العلماء العظماء :

الخوارزمي

اسمه هو أبو عبدالله محمد بن موسى الخوارزمي ، وكانت مدينة بغداد التي ترعرع فيها هي مسقط رأسه ، وقيل أن مولده كان نحو عام 781م ، وهو من أوائل علماء الرياضيات المسلمين ، كما أنه برع في علم الفلك والجغرافيا ورسم الخرائط ، ومن أهم أعماله التي أحدث بها نقلة علمية مميزة في مجال الرياضيات “كتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة” ، ومن إسهاماته في مجال الجغرافيا “كتاب صور الأرض” الذي اشتمل على شروحات خاصة بمواقع البلاد آنذاك ، ومن أعماله في مجال الفلك  “الجداول الفلكية”.

ابن الهيثم

هو أبو علي الحسن بن الهيثم ، وكان مولده في البصرة بالعراق عام 965م ، وهو أحد أبرز العلماء المسلمين حيث ساهم في عدة علوم مختلفة منها الفيزياء والرياضيات والطب والفلك ، وقد ساهم بالتجارب العلمية في إثبات العديد من الحقائق منها أن الضوء ينبعث من الأجسام إلى العين وليس العكس ، كما أنه كان أول من قام بشرح العين وتوضيح وظائف الأجزاء بداخلها ، وقد قدم أكثر من 200 كتاب في شتى المجالات ، وقد تم ترجمة أعماله إلى عدة لغات حول العالم ، وتوفي بالقاهرة عام 1040م.

ابن النفيس

هو أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم والمعروف بلقب ابن النفيس ، وكان مولده بمدينة دمشق السورية عام 1213م ، وهو من أشهر الأطباء والعلماء العرب ، ومن أبرز ما ساهم به في الطب هو اكتشاف الدورة الدموية الصغرى ، وقد قام بتأليف كتاب مهم تحت عنوان “شرح تشريح القانون” ؛ حيث يقدم من خلاله العديد من الاكتشافات التشريحية ، كما يتحدث فيه عن الأمراض ووظائف الأعضاء بصورة تفصيلية ، وهو أحد أهم الكتب العلمية التي ارتقت بالنهضة الطبية خلال العصور الحديثة ، وكانت وفاته عام 1288م بالقاهرة.

ابن البناء المراكشي

هو أبو أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي المعروف باسم ابن البناء المراكشي ، وكان مولده بمدينة مراكش المغربية عام 1256م ، وكان عالمًا بارزًا في عدة مجالات منها الفلك والرياضيات والطب ، ومن أهم إسهاماته هو قيامه بتوضيح النظريات المعقدة والنظريات المستعصية في علم الحساب ، وقد قام بعمل الكثير من البحوث عن الكسور ، بالإضافة إلى أنه قام بوضع قواعد لجمع مربعات ومكعبات الأعداد ، ومن أبرز ما قدمه من الكتب كان كتاب “تلخيص أعمال الحساب” ، وهو أحد أفضل الكتب المختصة بعلم الحساب في العصر الحديث ، وكانت وفاته بمدينة مراكش عام 1321م.

ابن بطوطة

هو محمد بن عبدالله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف اللوائي الطنجي والمعروف باسم ابن بطوطة ، وكان مولده بمدينة طنجة بالمغرب عام 1304م ، وهو أحد أهم الرحالة المسلمين ؛ حيث تم تقدير مسافة رحلاته بنحو 75.000 ميل وهو ما يعادل 120.000 كيلومتر ؛ حيث زار العديد من البلدان الإسلامية وغير الإسلامية ، وقد أصبح كتابه “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار” أحد أهم الوثائق التاريخية ، وقد توفي عام 1368م.