من منا لم يقرأ او يسمع عن ستيف جوبز مؤسس شركة آبل العملاقة، الشخصية التي اثرت فينا جميعاً ولها الفضل الكبير في ماوصلت اليه التكنولوجيا الى يومنا الحاضر، لكن بعد وفاة ستيف جوبز عام 2011 من الذي ترأس تلك الشركة العملاقة ومن الذي يديرها اليوم ؟ انه تيم كوك  ان لم تسمع عنه  فهذا يعود الى ان هذه الشخصية لا تحب الظهور دائما، لكننا اليوم سنسلط الضوء عليه ونذكر جوانب من حياته المهنية وحياته الخاصة.

من هو تيم كوك ؟
يعتبر تيم كوك واحد من ألمع الشخصيات في عالم التكنولوجيا وادارة الاعمال وهو من ابرز الاسماء التي كان لها دور كبير في النهوض بشركة آبل و وصولها الى القمة في العالم .

ولادته ونشأته
ولد تيم كوك في نوفبر 1960 في ولاية ألامبا الامريكية وقضى طفولته فيها ،ومن ثم اكمل تعليمه الثانوي في مدرسة روبيرتسدال، ثم التحق بجامعة أوبورن  لدراسة الهندسة الصناعية وتخرج منها عام 1982، بعد ذلك تحصل على الماجستير في ادارة الاعمال من جامعة ديوك وكان ذلك عام 1988.

مسيرته المهنية
قضى تيم كوك مسيرته الدراسية بالتفوق والنجاح وهو ماجعله مؤهلا للعمل في شركة IBM للحواسيب والبرمجيات ، وتنقل فيها تيم كوك في مناصب عديدة، تدرج فيها في السلم الوظيفي من مدير قسم الانجازات لمنطقة امريكا الشمالية،ومن ثم ترقى ليصبح المدير التنفيذي في قسم التجزئة الالكترونية .

بعد اثني عشر عاما انتهت مسيرة تيم كوك في شركة IBM،  تكللت سنوات عمله بنجاحات وانجازات كبيرة ، بعد ذلك انتقل للعمل في شركة Intelligent Electronics  ، دامت مسيرته في هذه الشركة لثلاث سنوات فقط ، لينتقل بعدها الى شركة كومباك وعمل فيها نائبَ لمدير قسم المواد المتعلقة بالشركات، لكنه لم يستمر في كومباك سوى ستة اشهر فقط.

عام 1998 كانت النقلة التاريخية لتيم كوك عندما طلب منه ستيف جوب الانضمام الى شركة آبل ، وقرر الانتقال وهي اهم مرحلة في حياته حيث قال كوك عن ذلك ان اهم اكتشافاته في الحياة نتيجة قرار واحد وهو الانتقال الى شركة آبل ، لكن في ذلك الوقت لم تكن آبل الشركة الناجحة كما نراها اليوم  حيث كانت تعاني من خسائر كثيرة.

تم تعيين كوك رئيسا تنفيذي لشركة آبل عام 2011 بعد ان قدم ستيف جوب استقالته عندما تدهورت حالته الصحية ،ووفاته المنيه بعد ذلك ، ليصبح تيم كوك خليفة ستيف جوبز في ادارة الشركة العملاقة آبل.

منذ انتقال كوك الى آبل في الوهلة الاولى عندما كان مسؤلا لادارة المبيعات حول العالم منذ ذلك الوقت عادت الشركة الى حالة الانعاش وتداركت خسائرها ، وبدأت في تحقيق الارباح تدريجياً، كما حققت الناجحات المتتالية في اصدار اجهزتها العالمية  IPhone و IMac و  IPad.

 تيم كوك وحقيقة تحوله الى مثلي جنسياً
في مقال نشرته مجلة بلومبرج بيزنس ويك اعلن تيم كوك عن ميوله الجنسي وقال انه يفتخر بكونه مثلي جنسياً، هذا الاعتراف ليس بالأمر السهل على رجل أعمال شهير مثل كوك ولكن هذه التضحية منه في الكشف عن خصوصياته جاءت لدعم المساواة  ونبذ العنصرية على حد تعبيره، ودعم للمثليين في الحصول على حقوقهم حسب وجهة نظره ، كما أكد تيم كوك على انه يركز في حياته على عمله وهو سعيد بكونه يعمل في شركة مثل آبل تعامل موظفيها على حسب عملهم وانجازهم وليس على حسب ميولهم الجنسي او عرقهم او جنسيتهم ، آملا من الناس احترام عمله والتركيز عليه .

يعتبر كوك من ضمن 50 شخصية مؤثره على حسب مجلة “اوت” ، وبهذا التصريح والاعلان عن ميوله الجنسي الذي صدم الكثيرين كونه يعتبر مدير تنفيذي لشركة عالمية مثل آبل ، كما يرى البعض ان اعتراف تيم كوك هذا سيكون له دورا كبيرا في تغيير نظرة الناس للمثليين وطريقة التعامل معهم واحترامهم في اماكن العمل والوظائف العامة في جميع انحاء العالم .