يعتبر الإسراف والتبذير من الصفات السيئة التي يكرها الله عز وجل، كما أنه يعمل على تدمير جميع الموارد الطبيعية والبشرية في المختلفة، ويعد الإسراف من التصرفات الخاطئة التي سوف يحاسب عليها الإنسان في الدنيا وذلك من خلال تعرضه للفقر والحرمان من العديد من الأشياء المختلفة في المجتمع، بالإضافة لأن الله سبحانه وتعالى سوف يحاسبه عليه في الأخرة أيضًا، وسوف نتعرف بالتفصيل من خلال المقال على المقصود بالإسراف وأضراره.

المقصود بالإسراف وأهم أنواعه

يقصد بالإسراف هو التجاوز في جميع سلوكيات وتصرفات الإنسان، ويعتبر الإسراف في الإنفاق من أشهر أنواع الإسراف ويقصد به التجاوز في جميع الأشياء كلها، بالإضافة لأيضًا للإسراف في فعل الذنوب والمعاصي، وكذلك الإسراف في المال والسلطة، أو يشمل أيضًا الإسراف في شرب المياه، ويعتبر ذلك إحدى صور الإسراف المختلفة والعديدة، ولاشك أن الله سبحانه وتعالى قد حرم الإسراف بشتى أنواعه المختلفة ويتضح ذلك في قول الله تعالى في كتابه العزيز ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”

أهم أنواع وصور الإسراف

1- الإسراف في المال ويقصد به صرف الكثير من الأموال بدون وعي أو حذر، ولا شك أن هذا النوع من الإسراف محرم من الناحية الدينية، ويظهر ذلك في قول الله تعالى في كتابه العزيز “إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا”.

2- الإسراف في القتل وهو يعتبر من أنواع الإسراف التي يتم تحريمها ويتضح ذلك في قول الله “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا”.

3- الإسراف في شهوات الإنسان وذلك حينما يقوم الإنسان بتبديد جميع صحته وكذلك عافيته في الشهوات وجميع الأشياء التي حرمها الله عز وجل، فلاشك أن الصحة تعتبر من الأشياء العظيمة التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان ولذلك يجب عليه أن يحرص عليها ويستغلها في الخير وليس في فعل المعاصي وإرتكاب الذنوب المختلفة.

أضرار ومخاطر الإسراف

يشكل الإسراف مخاطر وأضرار عديدة تتمثل أهم هذه الأضرار في :

1- إنتشار العديد من الشرور في الكثير من المجتمعات المختلفة بالإضافة لإنتشار الزنا وكذلك التصرفات الخاطئة والعادات السيئة في المجتمعات كشرب الخمر وغيرها من الأفعال الأخرى.

2- يترتب على الإسراف تعرض جميع الدول والمجتمعات للإنهيار من الناحية الإقتصادية.

3- إنتشار الحقد والكراهية بين أفراد المجتمعات والشعوب بعضها وبعض، ولذلك فنلاحظ أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حذرنا من الإسراف ومخاطره العديدة على المجتمعات والشعوب المختلفة.

طرق علاج الإسراف

هناك طرق عديدة تساعد على علاج الإسراف والتغلب عليه ومن أهم هذه الطرق هي:

1- الحرص على التمسك بالعقيدة الإسلامية بصورة صحيحة، مع الإلتزام بتعاليم كتاب الله وسنته.

2- الحرص على التصرف بطريقة معتدلة في جميع الأمور مع ضرورة إتباع مبدأ الوسطية.

3- الإبتعاد بطريقة كبيرة عن التباهي في المأكل وكذلك المشرب، مع ضرورة أن يبتعد الإنسان عن فعل المحرمات والأفعال السيئة.

4- الحرص على ترشيد الإستهلاك لجميع الموارد الإقتصادية المختلفة مع ضرورة أن يتم نشر الثقافة التي تحس على الإدخار في جميع الموارد المختلفة وضرورة أن يتم إستغلالها بطريقة جيدة وصحيحة.

5-الإبتعاد عن حياة البذخ وكذلك الرفاهية مع ضرورة أن يعتدل الإنسان في جميع تصرفاته أيضًا.

6- الإهتمام بالتربية السليمة والجيدة لجميع الأطفال، مع تعليمهم أهمية الإجتهاد والجد في العمل.

7- تعليمهم طرق الإعتماد على النفس وإعطاء الفقراء والمساكين.