يعرف الكثيرون قصة قارون من قوم نبي الله موسى عليه السلام ، و قارون هو الذي خسف الله به الأرض، و ذلك لأنه كان متعاليا و متكبرا و ينكر فضل الله عليه.

من هو قارون؟
من المؤكد أن قارون هو من قوم موسى عليه السلام كما ذكر القرآن الكريم، و يقول بعض الناس بأنه كان ابن عم موسى، و كان قارون رجلا ذا مال كثير، و قد وصفه الله عز و جل بأنه كان يمتلك من المال و الذهب و الكنوز الكثير، و كانت مفاتيح الخزائن كثيرة لدرجة أن مجموعة من الرجال الأشداء لا يمتلكون القوة الكافية لحمل هذه المفاتيح.

و هذا يعطينا صورة ذهنية بسيطة عن مقدار ما كان يملكه قارون من كنوز، و لكن قارون كان رجلا بغي على قومه، كما ذكر القرآن الكريم، و قد يكون معنى ذلك أنه كان يأخذ أرض الناس و أملاكهم و رزقهم عنوة منهم و بدون وجه حق، أو كان يأكل عليهم أجورهم، و الله اعلى و أعلمن و يقال ان سبب امتلاك قارون لهذه الثروات العظيمة أنه طلب من نبي الله موسى أن يدعو له الله أن يجعله أغنى أهل الأرض.

تحذير قوم قارون له و نهايته
حاول كثير من أهل البلدة التي كان يعيش فيها قارون أن ينصحوه بالرجوع غلى الحق، و لكنهم لم ينجحوا في ذلك، و لم يكن قارون يأبه لأمر الآخرة و عذاب النار، و كان يفسد في الأرض، فيسرف في إنفاق المال، و يظلم الناس، و لم يكن يعي حقيقة أن الله الذي أعطاه كل هذا الرزق قد يمنعه عنه، و كان معتدا بنفسه لدرجة أنه لا يخشى الله في شيء.

و يقول الله تعالى في سورة القصص:  “إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ  وَ آتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ  إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ”، حتى خسف الله به و بداره الأرض أمام أعين الناس و هو في كامل زينته، فيقول عز و جل: “فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ”، و كان في ذلك عبرة لقومه الذين كانوا يتمنون أن يكونوا مثل قارون و يرزقهم الله مثل ما رزق قارون، و قد تعلم أهل بلدته أنه لا يفلح الكافرون، و يقول تعالى: “وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ # تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين”.

أين يقع قصر قارون؟
لا يوجد إثبات قوي حول مكان قصر قارون و البلدة التي كان يعيش فيها، و لكن يتعقد بشدة أن قارون كان يعيش في مصر و كان وزيرا عند فرعون مصر، و يعتقد ان قصر قارون الموجود في محافظة الفيوم هو القصر الذي كان يسكنه قارون الذي خسف الله به الأرض، و في هذا القصر يوجد كرسي به زخارف ذهبية، و هو الكرسي الذي كان يجلس فيه قارون متباهيا بما أعطاه الله من عنده، و القصر نفسه مكون من ثلاثة طوابق تحديدا، و هو قصر ضخم جدا يحتوي على أكثر من ثلاثمائة غرفة، و كان بداخل القصر سلمان يؤديان لطريق الخروج من المدينة، كان قارون قد أعدهما لنفسه حتى يستطيع الهرب من المدينة سرا إذا تعرضت لهجوم من الأعداء، و كان الطابق الثاني بالقصر مخصصا بالكامل لحفظ كنوز قارون، و قد خسف الله بكل ذلك الأرض.