بعد انتشار التطور التكنولوجي الحديث وظهور آليات جديدة للإدارة والإنتاج والإشراف والمعالجة، بدأت الحكومات تلجأ لتلك التقنيات كنوع من الدعم الذي يؤهلها لتحقيق تنافس اقتصادي قوي، كما أن تلك التقنيات الحديثة تساهم بشكل أو بآخر في زيادة وجذب العمل التجاري العالمي، ولتحقيق ذلك لابد من تقديم مستوى خدمات أفضل، ولا شك أنه كلما انتشر استخدام التقنية ازدادت التوقعات والآمال بتقديم خدمات أفضل وبطريقة مريحة أكثر، وبزيادة استخدام تلك التقنيات في إنجاز متطلبات الدول، ظهرت لدينا ما تسمى بالحكومات الإلكترونية والتي تتميز بعدد من الخصائص نذكرها فيما يلي.

خصائص الحكومات الإلكترونية
1- تتميز الحكومات الإلكترونية بقدرتها الفائقة على تجميع كافة الأنشطة والخدمات المعلوماتية في مكان واحد هو موقع الحكومة الرسمي على الانترنت؛ مما يسهل لها التعامل مع ملايين المواطنين في نفس الوقت ومن خلال نفس المنصة التقنية الواحدة، وكذلك تكون الحكومة على ضمانة كاملة بحصر كافة العملاء والقدرة على عمل استبيانات توضح كافة ما تحتاجه الدولة من معلومات.

2- بتطبيق نظم التكنولوجيا الحديثة والتقنيات العالية في مجال التعامل الإداري الحكومي بدلا من التعاملات الإدارية التقليدية، تستطيع الدولة أن تحقق سرعة وفعالية الربط والتنسيق والأداء والإنجاز بين دوائر الحكومة ذاتها ولكل دائرة حكومية على حدة، وكذلك سرعة ودقة وإنجاز كبير فى إنهاء إجراءات المواطنين وتقديم الخدمات التي يتطلبونها.

3- يوفر هذا النظام التقني الحديث قدرا لا بأس به من الاستمرارية ومتابعة كل جديد لحظة بلحظة، حيث يوفر النظام الالكتروني في التعاملات الحكومية قدرة على الاتصال الدائم بالمواطنين لفترة 24 ساعة في اليوم ولمدة 7 أيام في الأسبوع و365 يوم في السنة بلا أدنى انقطاع.

4- غالبا ما تتوفر في تلك المواقع الإلكترونية الشاملة التي تمثل الحكومة ككل، العديد من الخدمات وقوائم الاتصال التي بإمكانها توفير القدرة على تأمين كافة الاحتياجات الاستعلامية والخدمية للمواطن دون أي تاجيل أو حاجة لإجراءات إدارية وأوراق واختام وما إلى ذلك من إجراءات تقليدية عقيمة.

5- من أبرز الفوائد التي تترتب على تطبيق نظام الحكومة الإلكترونية، هو ما تحققه تلك الحكومة من وفرة في الإنفاق في كافة العناصر، وكذلك قدرتها على تحقيق عوائد أفضل من الأنشطة الحكومية ذات العائد التجاري، لأنها هنا لم تتطلب دفع رواتب مهولة لملايين الموظفين في القطاع الإداري ولكنها فقط تتطلب بعض المبرمجين والمتخصصين في التعامل مع تلك البرامج بعد أن يتم تدريبهم عليها.

6- تساهم الحكومة الإلكترونية بشكل كبير للغاية في تقليل الاعتماد على العمل الورقي؛ وما كان يترتب عليه من مصروفات مالية كبيرة كان يتم إهدارها في الطباعة والنقل والاستيراد وكذلك التشويه العام الذي كان يحدثه الورق وما يتطلبه من خزائن وموظفي أرشيف يتعاملون معه أولا بأول.

7- من أبرز فوائد الحكومة الإلكترونية أنها توفر قدرا لا بأس به من الشفافية في التعامل، فالجميع كان يعاني كثيرا من عدم العدالة الاجتماعية خاصة في التعامل مع المؤسسات المختلفة؛ حيث كان الموظف يتساهل في الاجراءات مع بعض الارستقراطيين بينما لا يعبأ باهتمامات وماتطلبات واحتياجات البسطْاء، وغير ذلك الكثير من المشكلات الإدارية المتعلقة بالشفافية، بينما عند تطبيق نظام الحكومة الإلكترونية نجد أن الجنميع يعمل من خلف شاشة واحد والتعامل عبارة عن بيانات بعيدا عن الشخص نفسه أيا كانت وظيفته ومنصبه ومستواه المادي أو الاجتماعي.

8- يساهم تطبيق نظام الحكومة الإلكترونية في كسر الحواجز الجغرافية وجعل الدولة بأكملها في شاشة صغيرة دون مواصلات ووسائل نقل وسفر ورحلات.

9- من خصائص الحكومات الإلكترونية أنها تنتشر أكثر في عدد من القطاعات مثل أعمال الأحوال المدنية، ووزارات التعليم والخدمات الأكاديمية والتعليم عن بعد، وكذلك قطاعات خدمات الأعمال والمستثمرين، والخدمات الاجتماعية، وقطاعات السلامة العامة، والأمن، والضرائب، والرعاية الصحية، وشؤون النقل، والخدمات المالية، ووسائل الدفع